المخاطر العالية وراء تخوف المستثمرين من دخول قطاع السياحة
الرياض "المسلة"… أكد مشاركون في ملتقى السفر والاستثمار السياحي على أهمية التفكير الإبداعي في المناشط السياحية والبحث الحثيث عن الجديد والمفيد فيما يهم السائح من مختلف الأعمار للجنسين, محملين القطاع الخاص مسؤولية العناية بالسياحة من خلال الاهتمام بالمرافق العامة في المناطق السياحية.
وناقش المتحدثون في الجلسات التي عقدت على هامش ملتقى السفر والاستثمار السياحي الذي تنظمه هيئة السياحة والآثار بمعرض الرياض الدولي خلال الفترة من 30 مارس إلى 4 أبريل الجاري أن المخاطر العالية التي يخلفها جهاز السياحة في أي دولة في العالم سبب رئيس في تدني الدعم لها من مختلف الجهات في القطاع الخاص وعدم قابلية الشركات في خوض تجارب فيها.
مشيرين إلى أن معظم الدول على مستوى العالم تعتمد على السياحة بصورة أساسية كمصدر دخل كبير جداً قام عليه العديد من الدول من خلال الاهتمام بكافة التفاصيل الدقيقة التي تهم السائح في المقام الأول للربح العالي الذي تجنيه تلك الدول جراء الاهتمام بالسياحة.
وأعربوا في الجلسة التي عقدت بعنوان «واقع و مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي» أن البنوك المحلية دائماً تمتنع عن إقراض المشاريع السياحية بأسباب عديدة لعل في مقدمتها أنها قطاع غير مستقر في أدائه على المستوى العام ونسبة مخاطره عالية.
مشددين على أهمية وجود خطة مستقبلية ممتدة لأكثر من عشر سنوات من أجل العمل على البنية التحتية في كل منطقة من مناطق المملكة التي تصنف على أنها سياحية.
وتنوعت المداخلات في الجلسة من كافة الضيوف من مختلف الدول بنقل تجاربهم التي أبرمت على أرض الواقع من خلال الأرقام والإحصائيات التي استعرضوها من خلال محاور الجلسة.
حيث يعتبر قطاع السياحة من أهم القطاعات الاستثمارية ويعد مصدراً أساسيا للدخل من قطاع الصادرات غير المنظورة.
كما يلعب النشاط السياحي دوراً هاماً ومؤثراً في تنشيط اقتصاديات دول كثيرة، ويمثل رافداً قوياً ومصدراً مهماً من مصادر الدخل القومي.
وللاستثمار السياحي أثر كبير على النشاط الاقتصادي من عدة وجوه، فهو من أكثر القطاعات جذباً للاستثمارات المباشرة، ويؤثر بشكل ايجابي على تطوير الخدمات العامة كوسائل النقل والاتصالات وغيرها ما يحرك عجلة التنمية وينشرها في مختلف المناطق.
ويؤدي نمو القطاع السياحي إلى زيادة فرص العمل وفتح المجال أمام تطور مهن جديدة. كما يؤدي إلى رفع درجة التكامل بين القطاعات الاقتصادية المختلفة.
وشدد المتحدثون على ضرورة البحث الحثيث على عنصر الإبداع والمفاجأة من خلال الابتكار الجديد والمختلف في المشاريع السياحية كي تكون لها قابلية من خلال الزائرين أيا كانت جنسياتهم أو أفكارهم.
بالإضافة إلى العناية الكبيرة بتقديم الحوافز للشركات والمؤسسات السياحية التي تريد الدخول في هذا المجال من أجل اكتسابهم وجلهم ينخرطون في المجال السياحي بكل قوة وجعل البيئة السياحية بيئة جاذبة غير طاردة.
وأكد مشاري السليم مدير قطاع الخدمات بالهيئة السعودية للاستثمار أن نسبة النمو السياحي في المملكة – وفقاً لتقارير معتمدة – انخفضت بنسبة بسيطة عن السنوات الماضية.
حيث كانت في عام 2012م نسبة النمو 2,7 % وفي عام 2010م كانت نسبة النمو تقريبا 3%، وبالتالي هناك تراجع يجب النظر فيه.
وقال: هيئة السياحة والآثار قدمت العديد من البرامج السياحية للشركات المستثمرة بأكثر من 18 مشروعا، على أن ذلك لا يكفي لكبر المملكة جغرافياً وتنامي أطرافها والاحتياج الكبير للسياحة.
جهود مكثفة لوسائل السلامة في الفنادق والشقق المفروشة
أكد عدد من المسئولين بالهيئة العامة للسياحة والآثار والدفاع المدني أن الجهتين ستبدآن جهودا مكثفة، لتشديد الرقابة على منشآت الإيواء السياحي لتلافي حدوث أية حرائق.
ونوه مختصون بالشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والدفاع المدني، مؤكدين أهمية تعزيزها للوصول إلى أفضل الوسائل الخاصة بأقصى درجات السلامة في مرافق الإيواء السياحي.
مشيدين في الوقت نفسه بما قامت به هيئة السياحة والآثار من جهود، لنشر الوعي بين العاملين في المنشآت السياحية ومراقبة تنفيذ الاشتراطات المطلوبة في هذا المجال.
وناقشت الورشة التطبيق اللازم لتوفير أجهزة السلامة العامة ومتطلبات الدفاع المدني في الوقاية من الأخطار وكيفية مراعاة القواعد والشروط العامة في المنشأة وخدماتها والعاملين بها.
وأكد محمد الشهري مسؤول بهيئة السياحة والآثار, إن الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى أنجزت عددا من المهام في جوانب السلامة بالفنادق والشقق الفندقية منها تصميم نموذج موحد لإجراءات السلامة بتلك المنشآت، وإعداد دليل مشترك للاشتراطات الخاصة بالتراخيص لمرافق الإيواء السياحي.
وأكد الشهري أن هيئة السياحة قامت بعمل اتفاقية مع وزارة الداخلية والأمن العام تم بموجبها إلزام الفنادق والشقق الفندقية بتركيب كاميرات ذات مواصفات معتمدة تحددها الجهات المختصة، شريطة ألا يقل تسجيلها عن ستة أشهر.
من جانبه، شدد العقيد دكتور سيف بن سعد السيف بالدفاع المدني على ضرورة وجود شراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والدفاع المدني، لتطوير إجراءات الأمن والسلامة بمرافق الإيواء السياحي.
مشيراً إلى أن الدفاع المدني يهدف من خلال متابعته المنشآت السياحية إلى العمل على سلامة الأرواح والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، وكذلك نشر الوعي الوقائي بين السياح والنزلاء بوجه عام.
وأوضح السيف أن الدفاع المدني يعمل على تنفيذ خطط ومتطلبات إجراءات الأمن والسلامة وتطوير مهارات الأفراد بتلك المنشآت ومتابعة عمل الفرق الميدانية الخاصة بالتفتيش عليها.
كاشفاً عن وجود أنظمة سنتها الدولة تشدد على الالتزام بتلك الخطط والاشتراطات.
كما حذر العقيد السيف من وقوع عدد من الملاك والمستثمرين بالفنادق والشقق الفندقية في بعض الأخطاء التي تعوق عملية تطوير منظومة السلامة بها، ومنها عدم القيام بالصيانة الدورية وإجراء تعديلات دون الرجوع إلى المختصين، وكذلك عمليات اللحام العشوائية التي قد تسبب الحرائق، بالإضافة إلى الأحمال الكهربائية الزائدة وعمليات التخزين العشوائي.
وأشار الى أن عدم توفير مخارج للطوارئ أو إعاقتها بأي شكل قد يؤدي الى كوارث وخسائر كبيرة في الأرواح.
مشيراً الى عدد من التجارب والإحصاءات في المناطق بالمملكة التي وقعت فيها خسائر بشرية ومادية.
الشعلان: مشروع النقل العام سيعزّز جاذبية الرياض سياحياً
أوضح المهندس عبدالرحمن الشعلان مدير إدارة تخطيط النقل بالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، أن مشروع النقل العام في مدينة الرياض بشقيه القطار والحافلات، سيعزز من جاذبية الرياض سياحياً، وسيجعل منها مقصداً رئيساً للسياح والزوار من داخل المملكة وخارجها.
نظراً للخدمات المختلفة التي يقدمها المشروع، والتقنيات الحديثة التي سيعمل بموجبها، فضلاً عن التغييرات الكبيرة التي سيحدثها في صورة المدينة العمرانية والتحديث الكبير الذي سيطرأ على خدماتها المختلفة.
وأوضح المهندس الشعلان خلال مشاركته في جلسة تحت عنوان (دور مشاريع النقل الجديدة في تحفيز وتطوير القطاع السياحي) أن (مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام بمدينة الرياض – القطار والحافلات) سيقدم قيمة مضافة للمدينة ستظهر بشكل واضح مع تقدم العمل في المشروع، تشمل تحسين وتأهيل الطرق التي تمر عبرها شبكات مسارات المشروع، وتسهيل تنقل السكان والزوار إلى مختلف المقاصد السياحية، ابتداء من وصولهم إلى المطار حتى الجهة المستهدفة، في يسر وراحة وأمان بمشية الله.
وأضاف المهندس الشعلان أن من عوائد المشروع على المدينة، توفير بنية تحتية كبرى تربط أطراف المدينة ببعضها، وتيسّير الوصول إلى مختلف المنشآت الحكومية والتعليمية والصحية والثقافية والصناعية والتجارية ومراكز النقل في كافة أرجاء المدينة، ما يساهم في تغيير نمط الحياة في المدينة، ويعزّز مختلف الأنشطة فيها.
دعوة لتسويق الوجهات السياحية عبر «التواصل الاجتماعي»
دعا خبير في التواصل الاجتماعي الوجهات السياحية السعودية إلى تسويق منتجاتها عبر الانستغرام، مؤكداً أن «الانستغرام موقع للتواصل الاجتماعي وليس ألبوم صور»، وأشار مازن تلاوي الى أن الانستغرام وسيلة فعالة في التسويق السياحي.
ونصح تلاوي مستخدمي الانستغرام لتسويق منتجاتهم بالتواصل مع الجماهير المستهدفة، والتركيز في عرض المنتجات، وأن ينشر أروع الصور مختومة بشعار الشركة، فضلاً عن الاستدامة وتنظيم الحملات بأسلوب جذاب، مؤكداً أن الانستغرام تفوق على تويتر في تسويق المنتجات.
وقال: «من الضروري أن تعرف جمهورك وتنشر صورا تهمهم، ولا بأس من استخدام الهاشتاق دون إفراط، وأن تربط حسابك مع بقية الحسابات الخاصة بك في شبكات التواصل الاجتماعي، وألا تستخدم صورا عامة، بل اعرض صورك.
ومن المهم أيضاً الرد على تعليقات المتابعين، وبالإمكان أيضاً أن تعرض مقاطع فيديو لمنتجك، وتشير إلى العروض الخاصة، مع كتابة تعليق مناسب لكل صورة».
وأشار إلى بعض الأشخاص الذين برعوا في توظيف الانستغرام في التسويق، وقال: «تعتبر أفنان الباتل أحد الأمثلة الناجحة في هذا الجانب، ويبلغ عدد متابعيها أكثر من مليون و350 ألف متابع، وهي تنشر في حسابها صورا رائعة ليومياتها ربما أثناء التسوق أو خلال رحلاتها السياحية».
ويعتبر انستغرام تطبيقا مجانيا لتبادل الصور وشبكة اجتماعية أيضا، أطلق في أكتوبر عام 2010, وهو يتيح للمستخدمين التقاط صورة، وإضافة فلتر رقمي إليها، ومن ثم مشاركتها في مجموعة متنوعة من خدمات الشبكات الاجتماعية، وشبكة انستغرام نفسها.
وفي الثاني عشر من أبريل من عام 2012، استحوذت شركة فيس بوك على تطبيق انستغرام بصفقة بلغت مليار دولار، ويبلغ عدد مستخدمي الانستغرام نحو 130 مليون.
مستثمرون: النقل والإيواء ركيزتا صناعة السياحة
أكد عدد من مسؤولي الشركات العاملة في قطاع السياحة والإيواء والنقل أن صناعة السياحة ركيزة أساسية للاستثمار المحلي، وترتبط ارتباطا وثيق الصلة بالعديد من القطاعات الأخرى، موضحين ان التنمية السياحية تصب في صالح الاقتصاد الوطني.
واعتبروا أن ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2014 الذي تقام فعالياته حالياً في الرياض المحفل السياحي السنوي الأبرز في المملكة للمستثمرين والمختصين والمهتمين، الذي يسهم في تطوير وتنمية صناعة السياحة المحلية.
كما أنه فرصة كبرى لعرض وتسويق المنتجات السياحية بالمملكة، خاصة مع المشاركة الفاعلة لعدد كبير من الشركات العاملة في قطاع السياحة.
حيث قال يوسف عبداللطيف جميل رئيس شركة «عبد اللطيف جميل للاستثمارات العقارية»: الشركة ضخت استثمارات وصلت قيمتها إلى 10 مليارات ريال سعودي، لتطوير مشروع «جبل الكعبة» في مكة المكرمة، منها 4 مليارات ريال لتطوير مشروع «فنادق أنجم» وعلى رأسها «فندق أنجم» الذي يضم 1743 غرفة فندقية.
حيث ينسجم إطلاق العلامة التجارية الجديدة «فنادق أنجُم» مع هدف الشركة المتمثل في إنشاء تجربة فندقية سعودية تتميز بطابع ذو أجواء روحانية.
أما وائل السرحان مدير عام التسويق والاتصالات في مجموعة ناس القابضة ومنها «طيران ناس» الراعي الذهبي للملتقى, فأشار إلى أن المشاركة في الملتقى للعام الثاني على التوالي تعود إلى الأهمية الكبرى التي يحظى بها.
حيث يعد من أهم الفعاليات في صناعة السياحة والسفر، وأيضاً دور «طيران ناس» في دعم حركة النقل والسياحة في المملكة، وكذلك الشراكة الإستراتيجية بين الشركة والهيئة العامة للسياحة والآثار التي يعملون معها يداً بيد لخدمة الوطن وتنمية السياحة ومجال النقل.
وأضاف السرحان: نشارك هذا العام بجناح كبير في الملتقى ضعف مساحة الجناح في العام الماضي، وزيادة عدد العارضين، مع تقديم الكثير من الهدايا والجوائز والتذاكر المجانية للزوار يومياً، مع إطلاق مشاريع وتوقيع اتفاقات جديدة في المعرض، منها إطلاق الرحلات الدولية طويلة المدى، للمرة الأولى ضمن برنامج الرحلات العالمية من جدة مباشرة إلى مانشستر وباريس وكوالامبور وجاكرتا وكازابلانكا.
والاحتفال بوصول أول طائرة A330 تنضم إلى أسطول الشركة، فيما ستصل طائرتان من نفس الطراز الأسبوع المقبل للشركة، وسوف يتم إطلاق أول مركز عملاء نسائي في الرياض.
من جهته، قال ماجد الحكير نائب رئيس مجلس إدارة مجموعة الحكير راعي الضيافة الفندقية للملتقى: مجموعة الحكير شريك أساس في ملتقى السفر والاستثمار السياحي 2014 الذي نعول كثيراً عليه في الترويج للوجهات السياحية والتسويق للعروض والبرامج والتعاون بين الشركات العاملة في المجال.
حيث يعد الملتقى من أهم الفعاليات السياحية التي تقدم المقومات السياحية والاستثمارية في المملكة.
كما أنه فرصة ثمينة للعاملين في المجال السياحي خاصة مع تطور الملتقى وزيادة مساحته وعدد العارضين بجانب تضمنه مجموعة من الجلسات وورش العمل التي تفيد العاملين والمهتمين بقطاع السياحة، وأشار إلى أن مشاركة مجموعة الحكير في الملتقى هذا العام متنوعة الأوجه.
ففي مجال الإيواء السياحي والفنادق والمنتجعات ستعرض الشركة مشاريعها الموجودة، وأيضاً المشاريع المستقبلية.
كما أنها ستوقع عدداً من الاتفاقات مع شركات مختلفة تعمل في قطاع السياحة على هامش الملتقى، ولفت إلى مشاركة مجموعة الحكير ضمن فعاليات الملتقى في جانب تدريب الشباب في المجال الفندقي والسياحي.
مذكرة تعاون بين هيئة السياحة وجمعية «إطعام»
وقع الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار، مذكرة تعاون مع الجمعية الخيرية للطعام «إطعام» على هامش ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2014م.
وتسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال مذكرة التعاون للربط بين مرافق الإيواء السياحي وجمعية «إطعام» لتبادل المنافع؛ في سياق حرصها على المساهمة الاجتماعية لمرافق الإيواء السياحي.
نقلا عن الرياض