أكثر من 2 مليار دولار الإنفاق على خدمات تكنولوجيا الاتصال والمعلومات
دبى "المسلة"… أصدرت ديلويت تقريرها السنوي الثاني حول الاتجاهات الرئيسة لقطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الشرق الأوسط للعام 2014، وذلك في مدينة دبي للإعلام.
ويستند تقرير ديلويت الذي يتناول أحدث الاتجاهات والتطورات التي سيشهدها قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات انطلاقاً من العام 2014 على مئات المناقشات مع مسؤولين ومحللين وخبراء في مجالات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات بالإضافة إلى عشرات الآلاف من المقابلات مع المستهلكين. وقد تمّ اختبار التوقعات مع العملاء والمحللين في القطاع التي بنيت على خبرة ديلويت العالمية والإقليمية في مجالات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات.
كما تزامن إطلاق تقرير ديلويت حول التوقعات الخاصة بالشرق الأوسط لقطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات للعام 2014 في مدينة دبي مع تنظيم منتديين آخرين خلال شهر مارس في المنامة والدوحة. وقد أفسحت هذه المنتديات المجال أمام الحاضرين لمناقشة الاتجاهات والتطورات المتوقعة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات مع صانعي القرارات في هذا القطاع في منطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الإطار، علق سانتينو ساغوتو الشريك المسؤول عن قطاع الاتصالات والتكنولوجيا والإعلام في ديلويت الشرق الأوسط قائلاً بحسب الدستور: «تزامناً مع اصدار تقرير ديلويت العالمي الثالث عشر حول الاتجاهات العالمية في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات، خصت ديلويت للسنة الثانية منطقة الشرق الأوسط بتوقعات خاصة حول قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات نظراً للأهمية الكبرى التي توليها ديلويت للأسواق في هذه المنطقة.» وأضاف: «سلطنا الضوء في هذه الاتجاهات على الموضوعات الساخنة والاساسية في المنطقة مثل التعليم والرعاية الصحية وسوق الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وقطاع الرياضة.» كما سلط التقرير الضوء على أهم الابتكارات في القطاعات المذكورة وكيفية استخدام التكنولوجيا فيها لمساعدة كبار المسؤولين والسلطات الحكومية في تعزيز التطوّر والنموّ في أسواق الشرق الأوسط.
وكذلك، صرّح محمد عبدالله، مدير عام المجمع الإعلامي العضو في تيكوم للاستثمارات قائلاً: «إنّ تقرير ديلويت يحتوي على آراء قيّمة حول الاتجاهات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات على المدى القريب والأبعد ونحن ملتزمون بدعم الأبحاث والدراسات الخاصة بمستقبل هذا القطاع.» واستطرد معرباً عن تفاؤله إنّ قطاع الإعلام الناشط في دبي هو دليل قاطع على النموّ الاقتصادي الملحوظ للإمارات العربية المتحدة ومضيفاُ: «انني على ثقة بأنّ العام 2014 سيكون عاماُ إيجابياً آخراً لقطاع الإعلام في الأمارات العربية المتحدة».
وأضاف ساغوتو قائلاً: «في ضوء الاتجاهات الأخيرة التي يشهدها هذا القطاع نسعى إلى تسليط الضوء على التحديات الاساسية التي يمكن أن تؤثر على اعتماد التقنيات الجديدة وتطويرها في المنطقة في ما يتعلق بقطاعات التكنولوجيا والإعلام والاتصالات.»
ويتضمن تقرير ديلويت حول الاتجاهات الرئيسة في قطاع التكنولوجيا والإعلام والاتصالات في الشرق الأوسط لعام 2014 ما يلي:
التكنولوجيا:
الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء.
يمكن أن تصل مبيعات الأجهزة الالكترونية القابلة للارتداء مثل النظارات الذكية وأحزمة اللياقة والساعات الرياضية إلى حوالي 10 ملايين وحدة في العام 2014 أي ايرادات بقيمة 3 مليارات دولار. فقد شهد الشرق الأوسط توّجهاً كبيراً نحو اعتماد التقنيات الحديثة مثل النظارات الذكية وأحزمة اللياقة والساعات الرياضية بعد أن كان يُعتبر محافظاً بالنسبة إلى باقي العالم في استخدام هذه الأجهزة الالكترونية القابلة للارتداء.
ومن المتوقع أن تستمرّ هذه الاتجاهات بما أنّ النظارات الذكية أصبحت أكثر وفرة في المنطقة. غير أنّ هذه النظارات قد تكون أكثر بمتناول الطبقة المخملية بسبب سعرها المرتفع نسبياً. كما سيقوم المستهلكون في الشرق الأوسط باستخدام النظارات الذكية أكثر من السابق على المدى البعيد.
الدورات الإلكترونية والدروس التعليمية المتوافرة عبر الإنترنت.
سيسجل التحاق الطلاب بالتعليم الالكتروني عبر الانترنت ارتفاعاً بنسبة 100 % مقارنة بالعام 2012 ليصل إلى 10 ملايين دورة تعليمية، غير أن انخفاض معدلات إكمال الدورات للحصول على شهادات يعني أن أقلّ من 0،2 % من الدروس التي تمّ إكمالها في العام 2014 ستكون دورات الكترونية متوافرة عبر الانترنت. كما أنّ الوعي المتزايد حول أهمية التعليم الالكتروني سيدفع بالمؤسسات التربوية والتعليمية إلى زيادة الاستثمار في هذا المجال وإلى التماشي مع الوسائل التعليمية الحديثة المعترف بها والى اعتمادها من قبل مراكز التدريب في الشركات.
وقد يشهد الشرق الأوسط خلال السنوات المقبلة ظهور الدورات الالكترونية والتعليمية في المنطقة حيث يمكن أن تنشأ منابر جديدة تعمل بالتعاون مع الأساتذة والجامعات المحلية على إطلاق دورات الكترونية جديدة يفوق فيها عدد الطلاب أؤلئك الذين التحقوا بالتعليم الالكتروني عبر الانترنت في العام 2013.
الزيارات الإلكترونية في قطاع الرعاية الصحية Medical eVisits
سيبلغ عدد الزيارات الالكترونية في قطاع الرعاية الصحية الـ100 مليون حول العالم ممّا يوفر 5 مليارات دولار مقارنة بتكاليف الزيارات الفردية الشخصية ويشكّل 400% من معدلات العام 2012. ويبلغ معدّل السوق للزيارات الالكترونية في دول مجلس التعاون الخليجي حوالي 2 الى 3 مليار دولار ويمكن أن يرتفع بقيمة 230 حتى 310 ملايين دولار هذه السنة. وعلى الرغم من أنّ الزيارات الالكترونية ستكون الاكثر استخداماً في أميركا الشمالية حيث يمكن أن تصل إلى 75 مليون زيارة الكترونية صحية في العام 2014. أما في الشرق الأوسط، فسيزداد استخدام الزيارات الالكترونية الصحية تدريجياً بحيث أنّ مخطط تنفيذ البرامج الصحية الالكترونية في بلدان مثل السعودية يمتد على مدى عشر سنوات. وخلال هذه الفترة سوف تظهر برامج صحية الكترونية متطورة كقوّة منافسة في الأنظمة الصحية في المنطقة.
اعتماد خدمات الإعلام والاتصالات والتكنولوجيا من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
ستقوم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في الشرق الأوسط بزيادة النفقات على قطاع المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا بقيمة 2 مليار دولار ليصل مجموعها الى 22 مليارا، أي بزيادة نسبتها 10 % مقارنة بالعام 2013. وفي العام 2014، سوف تبلغ نسبة نفقات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم على قطاع المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا في المنطقة 23 % بسبب الزيادة المستمرّة في عدد المؤسسات وحاجاتها إلى خدمات الكترونية مثل خلق صفحات الكترونية خاصة بها على الانترنت وصفحات الكترونية خاصة بالتجارة الالكترونية والمعلوماتية السحابية. ويذكر أنّ الاقتصاد الرقمي في الشرق الأوسط يتوسع ممّا يفسح المجال لتطور ونمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المنطقة. ويدلّ عدد من المؤشرات الاقتصادية على أنّ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المنطقة توّفر فرصاً مهمة للنموّ بشكل عام وفي ما يتعلق بقطاع المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا بالاخص لاسيماّ إذا حصلت على الدعم المناسب من الجهات المختصة. وستساهم هذه المؤسسات في تحفيز النموّ الاقتصادي في المنطقة عامة.
قطاع الإعلام :
ارتفاع سوق قنوات التلفزة المدفوعة.
في نهاية العام 2014، من المتوقع أن يقوم 50 مليون منزل حول العالم باشتراكين أو أكثر في قنوات التلفزة المدفوعة ما سيؤدي الى مردود إضافي على الاشتراكات سيصل الى 5 مليار دولار. كما سيرتفع في السنوات المقبلة عدد المنازل التي تعتمد على الاشتراكات المتعددة حيث أنّ المستخدمين يلجأون إلى الاشتراك في خدمات «الفيديو حسب الطلب» الذي يتمّ عبر خدمة البث المكثف (البرودباند). إنّ سوق الاشتراك المدفوع في الشرق الأوسط صغير نسبياُ لكنّ النموّ يعكس رغبة قوية في الحصول على هذه الخدمات في المنطقة حيث أنّ المشاهدين الذين يستخدمون الانترنت واليوتيوب اعتمدوا الفيديو الالكتروني بالإضافة إلى البرامج العادية ممّا يظهر احتمال أن يصبح الاشتراك في الفيديو حسب الطلب خدمة بديلة.
حقوق بث المباريات الرياضية.
سينمو حجم سوق حقوق بث المباريات الرياضية في الشرق الأوسط بنسبة 15-20 -% -ليتفوق على النمو العالمي المقدر بنسبة 14 % في كلّ حقوق بث المباريات الرياضية حول العالم. كما أنّ حقوق بث المباريات الرياضية في المنطقة سوف تتخطى النسب المئوية التي تسجلها النوادي الأميركية والأوروبية. وعلى الرغم من أنّ هذه الأخيرة سوف تحافظ على نسبتها من حقوق البث في الشرق الأوسط، فهي لن تقوم بتحفيز النموّ كما كانت تفعل في السابق. فقد بلغت سوق حقوق البث في المنطقة مكانة مهمة على الرغم من تقلص نسبة استفادة أصحاب حقوق البث في الشرق الأوسط من حقوق بث النوادي العالمية. وأما نسبة تملك حقوق بث البرامج الرياضية الخاصة في المنطقة فهي ترتفع حالياً بوتيرة أسرع ولكنّها لم تسجل ارتفاعا ملحوظاً مقارنة بالنوادي الأوروبية والأميركية. وسوف تعمد النوادي المحلية إلى سدّ جزء من هذه الهوّة مع ارتفاع توقعات النمو في المنطقةّ.
قطاع الاتصالات
قيمة خدمات الرسائل القصيرة مقارنة بحجم الرسائل الفورية.
إنّ حجم الرسائل الفورية عبر الهواتف النقالة سيشكّل ضعف حجم الرسائل القصيرة. على الرغم من حجم الرسائل التي يتم ارسالها عبر خدمة الرسائل الفورية، فإنّ خدمة الرسائل القصيرة ستحقق ايرادات بنسبة 100 مليار دولار في العام 2014 أي بنسبة تفوق 50 مرّة الايرادات الإجمالية التي نتجت عن خدمة الرسائل الفورية. أما في الشرق الأوسط، فإنّ ايرادات الرسائل الفورية سيسجل نسبة 5 إلى 6 % خلال السنوات الخمس المقبلة بما أنّ الاستخدام المرتفع للهواتف الذكية سوف يجعل من الرسائل الفورية أكثر رواجاً في الشرق الأوسط ممّا هي عليه في بلدان أخرى من العالم. كما أنّ اعتماد الرسائل الفورية ووسائل الإعلام المتعددة من شأنها ان تزيد من استهلاك البيانات وخلق مجالات جديدة لزيادة ايرادات شركات الاتصالات في الشرق الأوسط.