جرش "المسلة" …. ايام قليلة باتت تفصلنا عن استقبال مدينة «جرش الأثرية» لزوارها بعد ان لبست حلتها الجديدة، وأنارت جيدَها بالأضواء والقناديل، وبدأت رائحة القهوة تفوح بين أعمدتها وجوانبها الأثرية، وبعد توقف لمهرجان سابقا دام أربعة أعوام بشكل ومضمون وفعاليات مختلفة ومميزة ضمن مهرجانها وذلك تمهيدا لانطلاق فعالياته تحت الرعاية الملكية السامية يوم الخميس 21 تموز الحالي.
ولم يبق سوى ايام تفصلنا عن الانطلاق المهيب والعرس الكبير، الذي سيقام في مدينة جرش الأثرية، وبرعاية ملكية سامية، استنادا إلى التجهيزات والاستعدادات التي بذلتها إدارة المهرجان وعملت على مدار الساعة في الأيام الماضية، ليشعر زوار وضيوف جرش بالتغيير والتألق والرونق الجديد في أروقة المدينة، وليثبتوا أن فترة انقطاع المهرجان الماضية لم تذهب سدى، وإنما كانت عاملا إيجابيا لإظهار المدينة بصورة وحلة جديدة، وإنجاز عدد من المشاريع الحيوية التي ترتقي بالوضع السياحي والثقافي والتاريخي، لأكبر مدينة أثرية في المملكة. وها هم الجرشيون قد أنهوا التجهيز لاستقبال المهرجان والمشاركة الفعالة هذا العام، وهذا ما منحهم دافعا قويا للعمل والإنجاز، والمشاركة في تنظيف وتجهيز الموقع، حرصا منهم على إظهار مدينتهم، وإرث أجدادهم وحضارتهم بأبهى صورة، وإعادة أصوات الفرح في مهرجان الفرح، مهرجان جرش ذي السمعة والصيت الكبيرين على مستوى العالم ، حيث كان الدور الأكبر في التجهيزات الأساسية والخدمية التي ستقدم في المهرجان لبلدية جرش الكبرى، التي أنهت كافة الاستعدادات والتجهيزات الضرورية والجمالية، لاستقبال مهرجان جرش.
وأن البلدية عملت على مدار الساعة على توفير كافة الاحتياجات الضرورية من مرافق عامة ومواقف مجانية للسيارات، وفي مواقع قريبة من المهرجان، وتتسع لما يزيد على 10 آلاف سيارة، وورش ميكانيك متخصصة لإصلاح السيارات، التي قد تتعرض للعطل، وأكشاك ومطاعم بمختلف الدرجات لتقديم الخدمات الأساسية للزوار وعلى مدار أيام المهرجان، وقد تم منح الجرشيين عطاءات المطاعم وتقديم المشروبات للاستفادة اقتصاديا من المهرجان، وأن «المسارح الرئيسية والفرعية ودور العرض والأندية الثقافية في موقع المهرجان أصبحت جاهزة تماما من حيث توفر الإضاءة اللازمة وتجهيز معدات ومكبرات الصوت الحديثة، وتنظيم عملية وأماكن دخول وخروج الزوار، وتحديد مواقع بيع التذاكر وتحديد وتوزيع برنامج المهرجان، وتوفير حماية أمنية مناسبة للزوار والضيوف»، إلى جانب توفير إشارات إرشادية لموقع المدينة والفعاليات الرئيسية، تسهيلا على الزوار ولضمان عدم حدوث إرباك وفوضى خلال الفعاليات، لا سيما وأن الآلاف من الزوار هم من الدول العربية ولا يعرفون مداخل ومخارج المدينة، وهذا قد يسبب أزمة سير عارمة وفوضى مرورية. وقد أنهت الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية والخاصة والجامعات والنوادي والمراكز الشبابية التجهيز للمشاركة بالمهرجان وعرض منتوجاتهم وتسويقها، وهذا سيترك الأثر النفسي الجيد على أهل جرش ويدعم مواهبهم ويحقق طموحهم في المشاركة المهرجان. وكشفت اللجنة العليا ان كافة الاستعدادات تسير على قدم وساق وان التجهيزات الفنية للمهرجان اصبحت جاهزة ، كما انه تم الانتهاء ايضا من الفعاليات التي ستقام بالمهرجان وبخاصة حفل الافتتاح التي ستكون تحت الرعاية الملكية السامية و حفل الافتتاح للمهرجان مغناة الثورة العربية الكبرى (السيف والقلم) وهي من كلمات الشاعر صفوان قديسات موسيقى و الحان الموسيقار وليد الهشيم والدكتور ايمن عبدالله والاضاءة والتقنيات لمحمد المراشدة وفي الاخراج فراس المصري والعمل من اداء عدد من الفنانين الاردنيين هم: عبير عيسى، نادرة عمران، محمد العبادي ، منذر رياحنة، حسن الشاعر، لارا الصفدي، الدكتور أيمن تيسير، متعب الصقار، اسامة جبور ، غادة عباسي، ليندا حجازي، هيفاء كمال. و اقرت اللجنة برنامج حفل الافتتاح للدورة الحالية و التي ستكون على المسرح الشمالي،كما ناقشت اللجنة مختلف القضايا المتعلقة بترويج و تسويق المهرجان و انعكاساته على الحركة السياحية في الاردن، واكدت اللجنة العليا انفتاحها على وسائل الاعلام ،وان الاعلام شريك حقيقي معها. حفل الافتتاح واجتهدت ادارة المهرجان ان يكون حفل الافتتاح الذي سيقام على المسرح الشمالي في مدينة جرش الاثرية متوائما مع احتفالات المملكة بمئوية الثورة العربية الكبرى من خلال حفل الافتتاح الذي سيتضمن مغناة …. كلمات الشاعر صفوان قديسات ، موسيقى و الحان وليد الهشيم ود.ايمن عبدالله ، و بمشاركة عدد من نجوم الفن الاردني بالشراكة مع نقابة الفنانين الاردنين …. كما يتضمن حفل الافتتاح على كلمة لرئيس اللجنة العليا امين عمان عقل بلتاجي،وكلمة لاهالي مدينة جرش يلقيها رئيس بلدية جرش د.علي قوقزة، وقصيدة شعرية لمعالي الدكتور صلاح جرار وزير الثقافة الاسبق. المسرح الجنوبي هذا المسرح هو بوابة الفنانين الى الشهرة والنجومية، المسرح الجنوبي في جرش سيشهد هذا العام حضورا مميزا للفنانين العرب أمثال وائل كفوري،لطيفة التونسية بمشاركة نجمة ذا فويس الفنانة نداء شرارة، سعد المجرد،كاظم الساهر، نجوى كرم،وائل جسار،يارا بمشاركة الفنان الاردني ادهم نابلسي وسيكون لنجوم الاغنية الاردنية حضور مميز على المسرح الجنوبي امثال طوني قطان،يحيى صويص،حسين السلمان،محمد الحوري،عماد الخوالدة،نانسي بيترو، واحمد عبندة.
المسرح الشمالي وكعادته سيحتض المسرح الشمالي أهم الفرق الاردنية والعربية والعالمية، حيث خصصت ادارة المهرجان عدة فعاليات منها الفنان فرات قدوري و فرقته في حفل بعنوان يوم مشرق جديد ‘‘و ضيفة الشرف الفنانة نوفا عماد (العراق)، المغنية فليبا رودريغس المعروفة في فن الغناء البرتغالي التقليدي المؤثّر وفرقتها الموسيقية حيث عذوبة الموسيقى و الصوت من قلب التراث البرتغالي(البرتغال)،عازف الاكورديون دانييل ميل كونتيت (فرنسا) ، فرقة اوتوستراد (الاردن)،امين و حمزة (أمين وحمزة – أخوان اثنان وشغف واحد) يقدمون موسيقى واداء خارج الحدود و ضيفة الشرف الفنانة مروى قريعة (تونس) ،»خوان كارلوس كاراسكو» وفرقته الموسيقية الراقصة (الارجنتين)، وفرقة الطنبورة بورسعيد (مصر).بالاضافة الى»ليلة اردنية» سيشارك فيها المطربون سهير عودة،ابراهيم خليفة،محمد رافع،غالب خوري. الساحة الرئيسية وكعادتها، تتزين الساحة الرئيسية في المهرجان بأبهى حلة، فكونها قلب المهرجان النابض، تخطف دائما الاهتمام بالعروض الفنية والفلكورية التي تقدمها لزوار المهرجان، حيث افردت ادارة المهرجان للعديد من الفرق الفلكلورية المحلية مساحات لتنثر فنونها وابداعاتها على الجمهور هي وثلة من نجوم الغناء الاردني الذين سيزينون باصواتهم مسرح الساحة الرئيسية و هم,عماد راتب وامير صلاح ومحمد ابوغريب وسعد ابوتايه وغزلان وعلي حمادة ومنى حداد وهديل كراجه وعودة زيادات وغسان التلاوي وحسن رمزي فضلا عن مشاركة مجموعة من الفرق الفلكلورية الاردنية و العربية والاجنبية، في مزج حضاري فلكلوري بين الثقافات، ليثبت الاردن دائما بأنه ملتقى الثقافات والحضارات. وستكون شوارع المدينة العتيقة والمؤدية الى مختلف المسارح، نابضة بالابداع البصري، عبر معارض الصناعات التقليدية ، المنتجات الغذائية،والسوق الحرفي والفن التشكيلي ، والمشغولات اليدوية، والباعة الذين يهتمون بتقديم المأكولات التراثية للجمهور الحاضر.
الندوة الفكرية وضمن فعاليات مهرجان جرش تنطلق في الثالث و العشرين من شهر تموز القادم في المركز الثقافي الملكي فعاليات الندوة الفكرية الدولية حول مئوية الثورة العربية الكبرى،والتي تأتي في اطار التعاون بين مهرجان جرش و الجامعة الاردنية حيث سيلقي كل من مدير عام المركز الثقافي الملكي المدير التنفيذي لمهرجان جرش محمد ابو سماقة ، ورئيس الجامعة الاردنية الاستاذ الدكتور عزمي محافظة ، وراعي الحفل كلمات في افتتاح الندوة ، وقصيدة شعرية للشاعر حيدر محمود ثم تبدأ اولى جلسات الندوة و التي سيديرها الاستاذ الدكتور علي محافظة و ستخصص للحديث عن المشروع النهضوي العربي الذي جاءت به الثورة ضمن محاور عدة منها حيث سيتحدث الدكتور خالد زيادة مدير المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات فرع بيروت و سفير لبنان الاسبق في مصر عن التحديات والنجاحات في الثورة العربية الكبرى ،فيما سيقدم الباحث والمؤرخ العراقي الاستاذ الدكتور سيار الجميل قراءة في قيادة فيصل بن الحسين للثورة العربية الكبرى، في حين سيتحدث الدكتور رجائي حرب عن ارهاصات المشروع النهضوي العربي 1847 – 1916، وفي اليوم الثاني الاحد الرابع و العشرين من تموز ستستكمل فعاليات الندوة الفكرية الدولية حول مئوية الثورة العربية الكبرى في مدرج محمد علي بدير – مبنى رئاسة الجامعة الاردنية بجلستين صباحية و مسائية حيث ستركز الجلسة الصباحية التي سيديرها الدكتور موسى شتيوي مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية على العقبات و التحديات التي واجهت الثورة العربية الكبرى ضمن ثلاثة محاور «موقف مصر من الثورة العربية الكبرى ،وسيتحدث في هذا المحور الاستاذ الدكتور محمد عفيفي الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة في مصر ،في حين سيتحدث الدكتور محمد الشياب والدكتور طايل المساعيد عن موارد ونفقات الثورة العربية الكبرى 1916-1918، فيما سيتحدث الدكتور بكر خازر المجالي عن محور المعادلة السياسية للثورة العربية الكبرى في ظل العمليات العسكرية(مسار الانجاز والتقدم العربي ازاء مسار الضد المتمثل بالاتفاقيات والمعاهدات). اما الجلسة المسائية التي سيديرها الاستاذ في قسم التاريخ و مدير مكتبة الجامعة الاردنية الدكتور مهند مبيضين ستناقش دور الاردنيين في الثورة العربية الكبرى،وسيتحدث فيها ايضا الدكتور ماهر مبيضين عن انعكاس الثورة العربية الكبرى على الحياة الثقافية في الأردن، و الدكتور انور الجازي عن دور القبائل البدوية في جنوب الأردن خلال الثورة العربية الكبرى ،والاستاذة خولة الزغلوان عن إرث الثورة العربية الكبرى على الأراضي الأردنية.