بركان البوكيركون يساعد على ازدهار سياحة السلفادور
سان سلفادور " المسلة " … يقع غرب العاصمة سان سلفادرو، بركان يبلغ ارتفاعه نحو ألف وثمانمائة متر، معروف باسم البوكيركون أو بركان سان سلفادور، والذي أصبح الآن واحدا من أهم المقاصد السياحية المفضلة سواء بالنسبة للسكان المحليين أو السياح الأجانب الذين يزورون البلد اللاتيني الواقع في أميركا الوسطى.
تقول زويلا فيلاسكيز، سائحة سلفادورية من السكان المحليين: إنها «تعتبر هذه الزيارة فرصة طيبة للابتعاد عن ضوضاء المدينة ومن أجل تنفس الهواء النقي لفترة وإن كانت قصيرة». يشار إلى أن المنطقة بدأت تجتذب مؤخرا العديد من المستثمرين ورجال الأعمال. كما أن افتتاح العديد من المطاعم والمقاهي بالمنطقة جعل من البوكيركون المقصد المفضل للمئات من الزائرين السلفادوريين والآلاف من السياح الأجانب سواء من أميركا اللاتينية أو الأجانب بصفة عامة.
تضم المنطقة البركانية نحو ثمان مقاهٍ، تقدم لروادها مشهدا بانوراميا متكاملا لمدينة سان سلفادور، بالإضافة إلى تشكيلة متنوعة من الأطباق اللذيذة، تشمل فضلا عن الأكلات الشعبية التقليدية في السلفادور مثل «البوبوسا» وهي نوع مع شطيرة تورتيلا الذرة محشوة بالجبن، وصولا إلى أطباق اللحم المستورد المطهية وفقا لمختلف الوصفات العالمية.
رجل الأعمال فليكس جوتيريز نشأ وترعرع في منطقة بركان البوكيركون، وبعد أن دخل مجال الأعمال، وعقب ازدهار المنطقة فكر في تحويل منزله المتواضع وقطعة أرض صغيرة يمتلكها إلى واحد من تلك الأماكن التي تشرف على هذا المشهد البانورامي الخلاب. يؤكد جوتيريز أن مشروعه الذي يحمل اسم «Don Pedro Feliz» أو «السيد بدرو السعيد» يعمل بنجاح منذ عشر سنوات، مضيفا «عندما بدأنا لم يكن لدينا سوى بضعة مقاعد خشبية، ولم يكن هناك كل ما لدينا الآن»، يتذكر مشيراً بكلتا يديه إلى الأثاث الجديد من مناضد ومقاعد حديثة، تجتذب الزائرين للاستمتاع من هذا المكان المرتفع بالمشهد الطبيعي الساحر الذي يحف بالعاصمة سان سلفادور.
يذكر أن مشروع فيلكس كان أول مطعم ومقهى يتم تشييده في المنطقة نظرا لموقعه المتميز، ولم يكن في بداياته سوى مضيفة صغيرة تحتوي على عدة مقاعد خشبية فقط ممتدة على الأرض العشبية غير المستوية، أما الآن فقد تمت كسوة الأرض بالحجر الجرانيتي، ما يضفي على المكان السياحي الطابع التقليدي للمنطقة البركانية.
يرى رجال الأعمال السلفادوريون أن البركان قدم لهم الظروف الملائمة لإعادة استغلال المنطقة تجاريا بصورة مختلفة، أخذا في الاعتبار عدة عوامل منها المناخ الجيد، الموقع السحري الجاذب للزائرين، المنظر الطبيعي وابتعاد المنطقة عن ضوضاء وصخب المدينة. كما تعتبر مرتفعات هذه المنطقة البركانية، من أفضل الأماكن لزراعة أجود أنواع البن، والذي يعتبر المشروب الرئيسي المتصدر لقوائم طعام وشراب مطاعم البوكيركون السياحية. وتكريما لهذا المحصول الهام، افتتح في 2007 «مقهى البركان» أو «Café Volcán» المشيد بمنطقة الكيلو 19. عن هذا المشروع تعلق مديرته جوادالوبي مارتينيز قائلة: إننا «رغم تدفق الزائرين وتوزيعهم على الأماكن المتناثرة في المنطقة، نجحنا في الحفاظ على مستوى الخدمة التي نقدمها لعملائنا فتمكنا من الاحتفاظ بالعدد الأكبر من الزبائن».
وتؤكد مارتينيز أن فترة عطلة نهاية الأسبوع، تعتبر هي ذروة تدفق الزائرين على منطقة بركان البوكيركون، موضحة أن «لدينا مفهوما واضحا عن المطعم/ المقهى يتمثل في إبعاد الزبون عن ضجيج المدينة، وتوفير مساحة لتنفس القليل من الهواء النقي، والتواصل مع الطبيعة، لكسر الروتين الذي يفرضه إيقاع الحياة الصاخب في العاصمة سان سلفادور، رغم أن المسافة التي تفصلنا عنه لا تزيد عن عشر دقائق بالسيارة».
ويوفر مقهى البركان فرص عمل لخمسة عشر شخصا، كما أن أسعار أغلى أطباقه تتراوح بين تسعة دولارات ونصف وستة عشر دولارا ونصف، وتشمل أنواعا مختلفة من لحوم الطيور والأبقار، والمأكولات البحرية، فضلا عن الأطباق التقليدية، وقائمة منوعة تشمل عددا لا حصر له من أصناف الحلويات تقدم مع القهوة المحلية الطازجة والمزروعة في نفس المنطقة.
يذكر أن أول نشاط بركاني شهدته منطقة البوكيركون يرجع إلى عام 1671، بينما كان آخرها وفقا للوثائق الرسمية المسجلة، يرجع إلى عام 1917، والذي دمر العاصمة بالكامل وغطى معظمها بطبقات كثيفة من حمم اللافا، وهو ما لا يزال يمكن مشاهدته في منطقة «البلايون». يحمل البركان أيضا اسما قديما هو «كيتزالتيبيك» والتي تعني في لغة «النهواتل» المستخدمة من قبل حضارة الأزتيك، «قمة جبل الكيتزال»، وهو نوع من أنواع النسور المقدسة لدى شعوب هذه الحضارة، بعد ذلك أطلق عليه بركان سان سلفادور، فيما أطلق على فوهته اسم البوكيركون.
يبلغ محيط البركان 1.6 كيلو مترا، بينما يتجاوز ارتفاعه 1700 متر وتبلغ مساحة الأرض التي تشغلها المنطقة 110 كيلومترات، وتعرف أعلى نقطة فيه باسم بيكاتشو، حيث تنتهي طرق تسلق الجبال بالدراجات الهوائية. افتتحت الحكومة السلفادورية في 2008 «محمية البوكيركون الطبيعية» وعنوان موقعها على شبكة الإنترنت على النحو التالي: (http://dpaq.de/mn2aJ) وتتضمن هذه المنطقة طرقا تحف بقمة الجبل وفوهة البركان، وقد تم إدراجها على خريطة المزارات السياحية الرئيسية، لتصبح سياحة البراكين أحد أهم عوامل الجذب السياحي في السلفادور.
