عذرا يا طيران الشرق الاوسط فهؤلاء لايمتون الى الشعب العراقي بصلة
بقلم : فاضل أحمد
لم يعد مسموحا بعد هذا اليوم السكوت او نسيان الفضيحة التي سببها شخص ارعن يدعـــــى مهدي حسن العامري بمنعه طائرة الخطوط الجوية اللبنانية – الميديل ايست – من الهبوط في مطار بغداد واعادتها الى بيروت يوم امس الاول لا لسبب سوى لأنه لم يلحق بالصعود اليها نظرا لتأخره بالقدوم الــى مطار بيروت.
نعم لم يعد السكوت مقبولا ان يساء هكذا الى الشعب العراقي واظهاره شعبا همجيا ومتخلفا الى اقصى حدود التخلف من خلال تصرفات شخص لاموقع له سوى انه نجل وزير النقل حسن هادي العامري زعيم منظمة بدر وحليف نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي.
ان ما حصل يعطي اكثر من دلالة على المستوى الاخلاقي والثقافي الهابط للقيادات التي تحكم العراق حاليا ولاسيما تلك التي عادت من ايران بعد ان عملت ولسنوات طويلة تحت كنف المخابرات الايرانية وقاتلت بدون اي ضمير او خلق وطني الجيش العراقي اثناء حربه مع ايران.
ان منظمة بدر التي يتزعمها هادي العامري وزير النقل الحالي ووالد المصون " مهدي " هي نموذج من هذه النماذج التي تضم سقط المتاع من الاشخاص الذين لايمتلكون اي قدر من الاخلاقية والحس الوطني لذلك تراهم يتصرفون وفق منطق لاتحده او تستوقفه المصلحة الوطنية العليا للعراق ولايحده ايضا الضمير والاحساس بالمسؤولية.
ان ما قام به هذا الشخص من تصرف غير سوي يدلل بوضوح ان العراق واقع في مشكلة كبيرة سياسية واخلاقية ايضا وان افاق حلها غير مرئية في الوقت الحاضر على الاقل. ففي الوقت الذي كان يفترض به ان يعتذر من طيران الشرق الاوسط لأنه تأخر عن موعد الطائرة ويطلب منهم ايجاد حل لسفره تراه يهدد بعدم السماح للطائرة بالهبوط في مطار بغداد لأنها اقلعت بدونه ويتصرف بشكل خارج عن قواعد الاخلاق والسلوك الاعتيادية، وفعلا منعت الطائرة حيث خضعت سلطات الطيران المدن في مطار بغداد لأوامر " نجل الوزير " المفروض ان لايكون له شأن بعمل الوزارة.. اليست هذه مسخرة؟؟؟
بعد افتضاح هذا الفعل وقيام اجهزة الاعلام العالمية بنشر خبر منع هبوط الطائرة يوم امس واليوم كونه من عجائب حكومة دولة القانون في العراق، خرج علينا علي الموسوي الناطق الحكومي ليعلن فرحــــــــا ان رئيس الوزراء سيعاقب ويطرد المسؤولين عما حصل!! حقيقة لو كنت داخل الصالة التي اعلن منها الموسوي هذا الانجاز الضخم لرئيس الوزراء لبقيت اصفق فرحا لساعات.
هكذا وبكل بساطة يحاول تمييع القضية وكأن العراقيين اغبيا ولا يستطيعون تفسير الامور تفسيرا حقيقيا فيقول انـــه سيطرد ويعاقب " من سبب بذلك " وكأن السيد المالكي لا يعرف بأن وزير النقل هو هادي حسن العامري وان ابنه هو السبب في كل ما حصل وان المسؤولية تقع على الوزير قبل غيره فهل سيعقاب ويطرد الوزير من منصبه، ام ان الولاية الثالثة والانتخابات القادمة لا تسمح له بطرد الحليف؟؟ حتى ولو اساء هو ونجلة الذي لا نعرف ما هو شأنه بالطيران المدني الى العراق وشعبه..
كان على المالكي ان يستدعي وزير النقل ويطلب منه توجيه رسالة لزميله وزير النقل اللبناني يعتذر فيها عما حصل علما بأن اللبنانيين يعتبرون طيران الشرق الاوسط ناقلتهم الوطنية وبعد ذلك يقدم استقالته من الوزارة ليثبت انه اصبح رجل دولة وليس زعيم عصابة بدر.
اعلم ان هذه تمنيات فهؤلاء الذين في السلطة يأتوا حقيقة من السياسة والنقاش والتصويت وبناء التحالفات بل جاء هؤلاء من السرية والخفاء محاولين الدفاع عن تنظيماتهم الارهابية دون ان يترددوا في التفكير بالتأمر او في ممارسته دون النظر لمصلحة الشعب العراقي.
في الختام اقول للشعب اللبناني الشقيق عذار على ما فعله هؤلاء بناقلتكم الوطنية الميديل ايست واؤكد لكم ان هؤلاء لايمتون الى الشعب العراقي ولكن الحظ العاثر جعلهم يحكمونه.. مع التأكيد ان ذلك سوف لن يستمر طويلا.