Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

دولة الامناء …! بقلم سعيد جمال الدين

باب – تأملات

دولة الأمناء … ؟!

بقلم / سعيد جمال الدين

لا أحد منا يقبل سقوط المزيد من الشهداء من بين أفراد الشرطة أو قواتنا المسلحة وكذلك لا نقبل أيضا أن نجد ضحايا جدد فى الطريق من الممارسات التى يقوم بها بعض من أفراد الشرطة تجاه المواطنين .. لانهم فى النهاية كلهم مصريون ..
 

ولكن ما أصبو إليه أن نجد علاقة متفاهمة متوازنة بين رجل الشارع العادى وأخوه من ضباط وأمناء وصف ضباط وجنود الشرطة .. فقد كانت ثورة يناير 2011 من أحد الأسباب الرئيسية لها هو العنف وسوء معاملة الشرطة تجاه المواطنين و الصورة السيئة التى تركها النظام السابق للثورة من دخول الشرطة طرف فى كل المشاكل التى تواجهها مصر سواء من إعتصامات .. هاتوا الشرطة .. تأمين مباريات .. هاتوا الشرطة .. التنكيل بأى شخص .. ودوه للشرطة ..!
 

وهكذا تحولت الشرطة التى تضم أخى وأخاك بدلاً من فرض الإنسانية فى تعاملاتها تحولت وتوغلت وتغولت إلى أداه فى يد الحاكم أو من يملك المقدرة لضرب من يرونه يستحق " السحق " ،وخلال الفترة الماضية والتى أعقبت ثورة 30 يونيو 2013 عاد الود والإحترام بين المواطن ورجل الشرطة ، والتعامل الذى أشبه بالإنسانية تغلفه .
 

 ولكن لم يدم هذا كثيراً .. وكما يقولون فى الأمثال عادت ريما لعادتها القديمة .. وعاد مرة أخرى جانباً ممن كان يحدث ما قبل ثورة يناير 2011 من إنتهاكات وتصرفات سيئة وتجاوزات من قبل الشرطة تجاه المواطنين والتعسف والتنكيل بمن يسعى للحفاظ على كرامته وبصورة أكثر من الأول ..!
 

وكأن الشرطة التى كانت أحد أسباب  الثورة تريد الإنتقام من الشعب  مرة أخرى ولتظهر الدلائل التى تؤكد  بما لا يدعو مجالاً للشك أن عودة الشرطة إلى ما كانت عليه قبل يناير 2011 والإنضباط والصرامة أصبح " طق حنك "، وإننى أخشى فى حالة إستمرار الشرطة فى ممارسة العنف تجاه المواطنين الأبرياء ، وتعمد إهاناتهم أمام أهلهم لن يعود إلا بكل ما هو أسوأ  مما كان وستزيد معدلات الإنتقام والكراهية من المواطنين تجاه جهاز الشرطة طالما لم يروا من ردع المسىء من الجهاز..!
 

 وايضا إستمرار حالات " الطبطبة " من قبل القيادات  على المخالفين من رجالهم .. وأنا أؤكد أن عمليات التطهير لجهاز الشرطة لن تأتى من القمة إلى القاع وإنما العكس هو الصحيح فما زالت دولة أمناء الشرطة هى الحاكم الأمر الناهى فى هذا الجهاز الذى نكن له كل التقدير والإحترام ..
 

 إن "دولة الأمناء" كانت وستظل هى الضلع الأعوج فى هذا الجهاز الذى يسقط كل يوم من أبناءشرفاء لم يقترفوا ذنب سوى أنهم ينتمون لهذا الجهاز .. فقلد أستمعت إلى العديد من المأسى والشكاوى من قبل بعض سائقى الميكروباصات من أن أمناء الشرطة ،وخاصة فى قسم المقطم عادوا وللأسف الشديد لنفس الممارسات التى كانت تمارس قبل 2011 من فرض إتاوات والتهديد والوعيد لمن يرفض طلباتهم ، حتى أن أحدهم قال للسائقين ( إحنا جايين نربيكم يا رمم ، وياريت كل واحد منكم يغسل اسنانه بمعجون الأسنان علشان لما تيجوا تبوسوا إيدينا تبقى ريحة بقوكم حلوة )..!

 

 ناهيك عن سحب السيارات طوال اليوم تحت مسمى إستخدامها فى الضبط والإحضار وياويله يا سواد ليله لو رفض إهانات بالغة ،وتحرير مخالفات كيدية، واحتجاز الميكروباص فى القسم لفترة ايام تمتد لاسابيع احيانا ..!
 

وأتمنى من اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية بعد تجديد الثقة فيه وبقاءه فى منصبه أن يعيد هيكلة جهاز الشرطة ليبدأ بالأمناء والمندوبين ، والقيام بعمليات فحص لملفاتهم عبر الأمن الوطنى ، وإجراء تحريات واسعة عن نشاطهم بحيادتهم دون تدخل من القيادات ، وإستبعاد المسئين منهم فوراً فليس من المعقول أن يكون أحد من عناصر الشرطة فاسداً والإبقاء عليه وإلا سنرى  ثورة قريبة أخرى تجاه الشرطة ..!

" إِنْ أُرِيدُ إِلاّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيَ إِلاّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" .. وعلى الله قصد السبيل
 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله