العيدابي .. طبيعة خلابة تعزّز مقومات السياحة في جازان
العيدابي "المسلة"… على بعد 80 كيلو متراً تقريباً إلى الشمال الشرقي من مدينة جيزان العاصمة الإدارية لمنطقة جازان، تطل بشموخ محافظة العيدابي التي تعد من أبرز المحافظات لما تميزت به من المقومات السياحية والطبيعية الخلابة . وتقع محافظة العيدابي التي يزيد عدد سكانها عن 85 ألف نسمة، بين محافظات الريث من جهة الشمال والعارضة من الجنوب وصبيا من الغرب وبني مالك من الشرق، في تضاريس تميزت بتنوع تام فشملت السهول المنبسطة والجبال الشاهقة والهضاب المتوسطة .
وتمتلك مواقع سياحية ومطلات جبلية من أهمها جبال صماد، ومصيدة، وفوسان، وخدور، والمعادي، ومنجد، والفقارة، ومزار، والبازخ، والصهاليل، والعزيين، والجبل الأسود، حيث تكتسي تلك الجبال حلة خضراء نظراً لكثرة الأمطار التي تشهدها سنوياً، في حين يصل إرتفاع البعض منها نحو ثلاثة آلاف قدم . ومما زاد المحافظة جمالاً وحضاً في استقطاب الزوار والسائحين على مدار العام أودية المحافظة التي تنحدر من مرتفعاتها الجبلية ومنها أودية قصي، وجورا، وضمد، والكدمي، ودامس، وصبيا، ووساع، وشهدان، والكدى، والجوة، وجبحة، وضهاية .
ومع توفر مثل هذه التضاريس من جبال وأودية وسهول وهضاب منبسطة احترف الأهالي ومنذ القدم الزراعة كمهنة تتوارثها الأجيال، ومصدراً هاماً للرزق فتسابقوا على المرتفعات الجبيلية لزراعة البن والخضار والفواكه بأنواعها، بينما عثر أهالي المناطق السهلية على ضالتهم في زراعة الحبوب والخضار بأنواعها إلى جانب بعض الأصناف من الفاكهة . ومن أهم ما عرفت به المحافظة كغيرها من محافظات المنطقة هو أسواقها الشعبية التي كانت وما زالت تمثل مراكز هامة للتبادل التجاري وتزويد الأهالي باحتياجاتهم اليومية من مختلف المؤن والمستلزمات الأسرية والتي من أبرزها: سوق العيدابي، وسوق عيبان، وسوق حجن بني الشيخ، وسوق هروب بحسب واس.
وإن كانت الزراعة والبيع والشراء من الحرف التي إعتمدها الأهالي، فإن حرفة الرعي وتربية الماشية لم تكن غائبة عن الأهالي خاصة سكان القرى التي يزيد عددها بالمحافظة عن 350 قرية فإشتغلوا بتلك الحرفة ولا يزال الكثير يعمل في تربية الماشية ورعيها حتى يومنا هذا كمصدر هام من مصادر الدخل ورافد أساس لتأمين حياة كريمة لهم . وأسهمت الطبيعة الجبلية والأودية التي تجرى على مدار العام والغابات الكثيفة التي حبا الله بها محافظة العيدابي خاصة مع تنوع الأشجار المثمرة مثل السدر والكراث والشوكي والمجرى وغيرها من الأشجار المثمرة التي بلغ عددها "165" نوعاً في إيجاد فرص إستثمارية متاحة أمام الأهالي لتربية النحل وبيع العسل.