Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جمال البنا في سلخانة الإخوان… بقلم ثروت الخرباوى

جمال البنا في سلخانة الإخوان

 

| بقلم: ثروت الخرباوي

(هذا الرجل المريض نفسيا وعقليا ماذا يريد بالضبط من الاخوان المسلمين يا أخي احترم حتى ذكرى أخيك – الى هذا المستوى لا توجد مروءة فيك لأخيك حسن البنا).

 

 

كانت هذه العبارة هي احدى عبارات من مئات التعليقات التي تضمنت رد فعل شباب الاخوان منذ عامين على كتابات المرحوم جمال البنا الشقيق الأصغر لمرشد جماعة الاخوان الأول حسن البنا، وأظنني وجدت أفراد الجماعة يصابون بحالة تشنجات دفعتهم الى التطاول المستمر على الأستاذ جمال البنا قبل وفاته خاصة عندما أصدر كتابه الفريد «من وثائق الاخوان المسلمين المجهولة» بعد هذا الكتاب أصبح جسد جمال البنا معلقا في سلخانة الاخوان نهبا لكل من يحب ان يأكل لحم أخيه، ورغم ان أحدا لم يستطع ان يطعن في مصداقية الكتاب ومصداقية الوثائق التي تضمنها الا ان رد فعل الجماعة وأفرادها كان يمثل صورة من صور الاغتيال المعنوي لشقيق مرشد الجماعة الأول وكأنها تحاسب بهذا الاغتيال المعنوي أي كاتب أو باحث يكتب عن الاخوان بعيدا عن الخطاب الرسمي لها وبعيدا عن توجيهات قيادات الجماعة حتى ولو كانت كتاباته تعبر عن الحقيقة.

ويبدو ان الشيخ جمال البنا لم يدرك تمام الادراك أنه من الممكن ان يتعرض لهجوم جارف يتضمن سبا وقذفا وتخوينا وتكفيرا وتحقيرا لمجرد أنه فتح باب وثائق الاخوان!! فوثائق الجماعة يجب ان تمر أولا على مجموعة الكهنة الكبار ليتم السماح ببعضها وحجب بعضها، فالجماعة يجب ان تظهر دائما في صورة نقية بيضاء لا شية فيها تسر الناظرين من الجمهور، وسر معبدهم لابد ان يظل مختبئا في خزائنهم ومخازنهم، ومن قبل رفضت الجماعة وفقا لما جاء في مقدمة كَتبها المرشد الأسبق مصطفى مشهور في كتاب «الاخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» اعتبار هذا الكتاب تأريخا رسميا للجماعة، ورغم ان كتاب محمود عبد الحليم كان يمثل تقديسا للجماعة الا ان الجماعة أرادت ان تتملص من أي معلومة أو وثيقة من الممكن ان يتضمنها الكتاب وتثير استياء القراء، فهي وفقا لتاريخها جماعة زئبقية لا تريد ان تثبت على حال.

لم يتعلم جمال البنا من خبراته السابقة، ولم يفهم الجماعة على الرغم من أنه ظل ملاصقا لشقيقه الأكبر حسن البنا لسنوات، لذلك مات وفي قلبه حسرة من اخوان شقيقه الذين أعدوا له سلخانة بشرية.

حين كتب جمال البنا كتاب الوثائق تحرك بنفسية الباحث المتجرد فكتب كتابه هذا الذي يتضمن وثائق احتفظ بها عبر سنوات، بعضها يكشف أشياء غائبة عن الرأي العام وبعضها يفسر أشياء كنا نحتاج الى تفسيرها وبعضها يلقي الضوء على شخصية حسن البنا وشخصيات أخرى اقتربت من الجماعة، لا يهم ان تكشف الوثيقة عن أمور سلبية، كما انه من الممكن ان تكشف الوثيقة عن أمور ايجابية ولكن الباحث الذي يبحث عن الحقيقة لا يتوقف عند مدلول وثائقه وان كانت تساعده وتساعد غيره في التحليل لوقائع تاريخية أما الشيخ جمال البنا فلم يسلم من ألسنة الاخوان عندما كشف القناع عن وثائقهم الحقيقية اذ عندما علمت جماعة الاخوان عزم جمال البنا على نشر كتابه هذا وأنه ينوي متابعة نشر العديد من الأجزاء ستكون تالية لكتاب الوثائق خشيت الجماعة من ردود فعل تتوالى للرأي العام عن بعض هذه الوثائق فكان الاتفاق داخل مكتب الارشاد على بدأ توجيه حرب اعلامية ضد الرجل تنال من مصداقيته وتظهره في صورة الرجل المخرف الذي يهرف ويقول ما لا يعرف، وبدأت الاتهامات تتوالى على شقيق البنا حيث اتهمه الاخوان بأنه يصدر العديد من الفتاوى التي تخرجه من الملة وقاموا بتحريف العديد من فتاويه فقالوا في عشرات المواقع الاخوانية على شبكة الانترنت أنه يبيح التقبيل بين الرجل والمرأة دون ان تكون هناك صلة زواج بينهما!!
 

على الرغم من ان جمال البنا لم يقل ما نسبه الاخوان له على هذه النحو ولكنهم حرفوا كلمه عن مواضعه!! وقالوا عنه أيضا ان حسن البنا تبرأ منه قبل موته وأنه كان يغير من أخيه لأنه وصل على درجة عالية من الشهرة وأنه يبحث عن وسيلة تشهره وتضعه في مصاف أخيه، وتوالت الشتائم والتجريحات في حق الشيخ التسعيني.

الا ان الاخوان على الرغم من ذلك لم يستطيعوا نفي أي وثيقة وردت في هذا الكتاب أو جحدها أو دحضها، سلاح الاخوان في مواجهة شقيق شيخهم ومرشدهم هو نفسه سلاحهم أمام أي باحث يتناول تاريخهم ووثائقهم.. هو سلاح التجريح والتشهير ولكن التجريح والتشهير لن يكونا أبدا غمامة يختبئ الاخوان خلفها ويدارون بها سوأتهم، فقد انكشفوا أمام العالم كله وعرفت الدنيا أنهم هم أهل الارهاب.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله