Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مسجد جواثا.. ثاني مسجد أديت فيه صلاة الجمعة في الإسلام

مسجد جواثا.. ثاني مسجد أديت فيه صلاة الجمعة في الإسلام

الرياض "المسلة" … اسم جواثا أصله من جأث الرجل إذا فزع، فكأنهم لما كانوا يرجعون إليها عند الفزع سموها بذلك، وهذا يؤيده وجود حصن بالموقع. وموقع جواثا الآن موقع كثبان رملية، وبه منخفضات تظهر فيها دلائل استيطان قديم ومبان مندثرة، ربما تكون بقايا جواثا الأمس أو جزءا منها، وتظهر بالموقع دلائل استقرار نشط في موضع التلال التراكمية ضمن نطاق مشروع حجز الرمال (المتنزه الوطني بالأحساء)، حيث توجد بالموقع مجموعات من التلال الأثرية التي تغطيها الرمال وتنتشر فوقها أصناف عديدة من الكسر الفخارية والخزفية وأنواع من الزجاج الملون والأبيض الشفاف.

 

في حين يعود المسجد إلى بداية العصر الإسلامي حيث كانت تقطن المنطقة قبيلة بني عبدالقيس الذين كان لهم السبق في اعتناق الإسلام والعمل بتعاليمه والجهاد تحت رايته، إذ يذكر أن حاكم عبدالقيس المنذر بن عائد الملقب بالأشج، فور علمه بظهور رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم أوفد رسولا إلى مكة لاستجلاء الأمر. وحين وصل بالعلم اليقين أسلم وأسلمت جميع أفراد قبيلته، وأقام مسجدا يعرف حاليا بمسجد جواثا الذي لا تزال آثاره باقية حتى الآن.

ووفقا للأسطورة، عندما سُرق الحجر الأسود من مكة المكرمة من قبل القرامطة، وضع في هذا المسجد ما يقارب الـ22 عاما.
ويعود تاريخ بنائه إلى السنة السابعة من الهجرة، حيث بناه بنو عبدالقيس بعد وفادتهم الثانية من عند رسول الله. وقد روى أبو داود في كتاب الصلاة: حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبداللّه المخرميّ لفظه قائلا: ثنا وكيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال: إن أول جمعة جمعت في الإسلام بعد جمعة جمعت في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة لجمعةٌ جمعت بجواثاء قريةٍ من قرى البحرين، قال عثمان: قرية من قرى عبدالقيس»، وهو قائم حتى الآن ويقع إلى الشمال من قرى الحليلة والكلابية والمقدام، إحدى القرى الشرقية في الأحساء.

وتذكر كتب الحديث ومصادر التراث أن جواثا حصن أو قصر لعبدالقيس في «البحرين»، وهو الاسم القديم لمنطقة تشمل كلاً من البحرين والأحساء والقطيف، أو الساحل الشرقي من السعودية، وأن حصن جواثا اعتصم به المسلمون الذين ثبتوا على دينهم عندما حاصرهم أهل الردة، وقد استنجدوا بخليفة رسول الله أبي بكر الصديق على لسان شاعرهم عبدالله بن حذف الكلابي، فأرسل لهم أبو بكر الصديق جيشا يقوده العلاء بن الحضرمي وقضى على الفتنة، ويعتقد أن الأراضي في الجنوب الغربي من جواثا تضم رفات من استشهد من المسلمين في حروب الردة، ومنهم الصحابة عبدالله بن سهيل بن عمرو، وعبدالله بن عبدالله بن أبي رضي الله عنهما، حيث تحصن مجموعة من المسلمين داخل أسوار المسجد حين حاصرهم المرتدون في عام 14هـ 635م، كما تشير إلى ذلك مصادر تاريخية، ومنها العلامة حمد الجاسر في كتابه «المعجم الجغرافي للمنطقة الشرقية».

ويبعد المسجد الذي يقع ضمن متنزه يعرف بالاسم نفسه، نحو 17 كيلومتراً شمال شرقي مدينة الهفوف، وقبل سنوات اكتشف أن المسجد الحالي أقيم فوق أنقاض مسجد أقدم منه، ويشير الشيخ عبدالرحمن الملا في كتابه «تاريخ هجر»، إلى أن المسجد الذي غطت الرمال أغلب أجزائه، قد تم ترميمه في عام 1210هـ، الذي قام بترميمه الشيخ أحمد بن عمر آل ملا، ويرى المهتمون بالآثار أن أطلال المسجد السابق هي مسجد جواثا.

لكن الباحث في الآثار خالد أحمد الفريدة، يؤكد اكتشاف مسجد أقدم من المسجد السابق، وذلك من خلال أعمال التنقيب التي خضع لها المسجد من خلال وحدة الآثار في إدارة التربية والتعليم في محافظة الأحساء بصفتها المشرفة على المسجد.

ويضيف الفريدة، الذي شارك في عملية الترميم في عام 1412هـ، إلى أن عملية الترميم كشفت أنه لم يبق من المسجد سوى رواق القبلة والرواق الشرقي، فبقي في القبلة أربعة أعمدة تحمل ثلاثة أروقة مدببة، أما الرواق الشرقي فبقي منه ثلاثة أعمدة تحمل رواقين مستديري الرأس، وهذا يعني أن هذين الرواقين الباقيين من المسجد ليسا من فترة معمارية واحدة لعدم تجانس شكلهما ومادة بنائهما، حيث لوحظ أن الشرقي مجصص، أما الغربي (رواق القبلة) فهو غير مجصص، وفي الجهة الشمالية منه انتهى كتف العمود الشمالي بكتلة كبيرة من الطين بدلاً من أن ينتهي بقوس كما في الجهة الجنوبية، ويفسر خالد الفريدة ذلك، بأن المسجد مر بعدة عمليات ترميم وإعادة بناء لأكثر من مرة.

ويشير الفريدة إلى المتابعة المستمرة والمراقبة الأسبوعية من قبل وكالة الوزارة للآثار والمتاحف وإدارة التربية والتعليم، موضحا أهمية حاجة المسجد للترميم العاجل وخطورة الوضع الراهن، حيث إنه معرض للانهيار في أي وقت.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله