سياحة سلطنة عمان تشارك فى برنامج ابتسم بالسعودية
الرياض "المسلة" ….. وسط حضورٍ مميزٍ ومثير، شاركت وزارة السياحة بفاعلية في برنامج المملكة العربية السعودية السياحي المعروف “ابتسم”، انطلاقاً من أهمية التبادلية المثمرة والتشاركية المؤسسة على الاطلاع وتحسس مواطن النجاح في مجال الوعي السياحي كان حضور السلطنة بشكلٍ رسمي وعناية بالغة من الوزارة.
تأتي مشاركة الوزارة امتداداً للنهج الذي اتبعته في الاطلاع على التجارب الناجحة في المنطقة والاستفادة منها، إضافة إلى تعميق التواصل وتبادل الخبرات وتعزيز أواصر التعاون. وتضمنت المشاركة تنفيذ برنامج نموذجي مصغر شبيه لبرنامج ابتسم الموجه للطلاب؛ حيث اطلعت الوفود المشاركة من السلطنة والبحرين وقطر على تجربة المملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والآثار، وتم تقديم عرض أرشيفي توثيقي لحملة التوعوية السياحية التي بدأت في مراحلها الأولى بالمدارس.
تقرير مفصل
شاهدت الوفود تقريراً مفصلاً حول استبيانٍ يؤكد نجاح البرنامج وكيفية تقبل الطلاب لمجال السياحة وهذه المشاركة الثرية فتحت باب النقاش لمعرفة تجربة الآخرين وكيفية تحقيق التكامل في مجال السياحة. بعدها تداولت فعاليات الاجتماع الذي حفل باستعراض حيثيات التجربة وعوامل نجاحها والمراحل التي مرَّ بها البرنامج والعقبات التي واجهته وكيفية التغلب عليها، ترأسه عبد العزيز بن صالح الغريب مدير إدارة التعاون الدولي والدكتور عبدالله الخشيبان المشرف العام على البرنامج أثناء تنفيذه عام 2008م، وعبد المحسن الدويسي رئيس قسم علاقات المجتمع المكلف بالإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة بالهيئة.
تجربة عمانية
أشاد الدويسي بجهود وزارة السياحة العمانية معتبراً السلطنة من الدول الطموحة والواعدة في مجال الوعي السياحي، في حين أشار المشاركون جميعهم إلى أن السلطنة تمتلك تجارب رائعة في حملة الوعي السياحي التي بدأت في 2005 والتي كانت موجهة للمجتمع بشكل عام ليدرك أهمية السياحة كمورد اقتصادي مؤثر. مضيفين إن السلطنة تمتلك كوادر بشرية استثنائية وهم أصحاب وصناع قرار استمدوا رؤيتهم من البيئة حيث تأثير الحضارات والثقافات المتنوعة والتاريخ الحافل بالإنجازات أضاف الكثير في مخيلة هذا الشعب الذي يبتعد عن النمطية ويبحث عن الابتكار والابداع.
صناعة العصر
وحول مشاركة السلطنة يقول عبدالمحسن الدويس: وجدت من خلال الاجتماع أن وزارة السياحة في السلطنة سعت إلى تعزيز مفهوم السياحة وإثراء المقررات الدراسية بالمعلومات بأسلوب غير مباشر من خلال تنفيذ برامج توعوية بداية من تطبيق شعار منظمة السياحة العالمية السياحة تثري وثم السياحة صناعة العصر وثم ورش العمل التوعوية الموجهة لمعلم الدراسات والمشرف على معلم الدراسات الاجتماعية؛ وهذا دليل على أن تجربة وزارة السياحة ثرية وتتبع منهجا مدروسا وبرؤية بسيطة واضحة ملموسة ومحسوسة، وهذه الحملات والحلقاتا التوعوية التثقيفية ليست تجارب يوم وليلة؛ إنما بدأت بنبض فكرة حتى أصبحت مشاريع راسخة في ذهن المهتمين والباحثين في مجالات السياحة.
ويضيف عبد المحسن الدويسي: نجحت وزارة السياحة العمانية في تنفيذ الشراكة مع وزارة التربية والتعليم لتحقيق الأهداف الحقيقية من المشاريع التوعوية حيث الشراكة والتعاون تعد دلالة رائعة لتحقيق التكاملية والتشابكية من إنشاء المؤسسات الخدمية التي من المفترض أن تسعى إلى تعميق الشراكة والارتباط لترسيخ الرؤية الواعدة للمجتمع من خلال السياحة وهي التمسك بالهوية وتعزيز الانتماء للوطن.
وفي الختام أكد الدويس على أهمية تكرار تجربة هذه الزيارات مرة أخرى من أجل الاطلاع على تجارب البعض، والاستفادة منها وتشجيع الملتقيات والفعاليات الخليجية في مجال السياحة وتنفيذ برامج سياحية تكاملية مشتركة لتوثيق وتعزيز الهوية الخليجية، وبناء شراكة اساسية حقيقية تؤمن للكل رؤية سياحية مختلفة يسمع صداها بشكل مغاير.
تمكين الشباب
من جانب آخر أشارت آمنة بنت محمد البلوشية رئيسة قسم التسويق والوعي السياحي المكلفة بأعمال مدير دائرة الترويج والوعي السياحي إلى دور الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية من خلال العرض المرئي إلى تميز هذه التجربة الناجحة عبر صناعة فكرة نثرت استراتيجية تمثلت في تمكين الشباب السعودي في تحديد رؤيته لمجال السياحة. وتحفيز الأسرة وهي مكون أساسي لبناء جيل يسعى إلى صنع فرص تسويقية استثمارية في مجال السياحة ضمن تصنيف نمط المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالتالي تجربة الهيئة العامة للسياحة والآثار تجربة ثرية ومتميزة حيث منذ إنشائها اتخذت منهجا للعمل على الشراكة الفاعلة مع كافة الجهات ومختلف الأطراف ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بالتنمية السياحة ومن خلال الاجتماع وجدت أن تجربة السعودية تعد من التجارب الثرية والهادفة والمثمرة حيث استطاعت الهيئة الوصول إلى رؤى وفكر المجتمع بكافة الشرائح وفق مرجعيات وضعت إطار مرجعي وجدول زمني وخطط واضحة للعمل نحو نشر ثقافة سياحية انبثقت من تجربة جمعت بين البناء في خصوصية الثقافة السياحية بآلية إيجابية مثمرة وكانت النتيجة تنمية الحس الوطني الإيجابي لدى الطلاب وحبهم لتنشيط السياحة الداخلية.
وتضيف البلوشية: تجربة التوعية السياحية لبرنامج التربية السياحية المدرسية للهيئة العامة للسياحة والآثار كانت نقطة الانطلاقة من رؤية (السائح والمضيف) وذلك عبر توضيح مقومات التفاعل بين أهم أطراف السياحة وتوضيح مفاهيم ومفردات إنسانية من المفردات والقيم والمبادئ التي حققها البرنامج من خلال تعزيزها وتأصيلها في الفكر والروح من أجل الوصول إلى نقطة الالتقاء والتفاعل الإيجابي مع المجتمع. لذا فإن الاجتماع حقق لنا تجربة جميلة وهي رؤية برنامج “ابتسم” على الواقع مع المعنيين بالهيئة العامة للسياحة والآثار من خلال العرض المرئي ومناقشة أطر مهمة عمقت مفاهيم التربية السياحية لدى أفراد المجتمع وتفاعلهم من خلال مشاركة أبنائهم والإجابة على أسئلة مختلفة في محتويات البرنامج واعتمد البرنامج على أدوات مهمة لتوصيل الرسالة والرؤية بدءاً من مواد ترويجية توعوية وكتيبات معلوماتية، وفلاشات، وأقلام تضمنت عنوان البرنامج “ابتسم”، وكراسات رسم ألوان وغيرها من الأدوات المساعدة التي تمثلت في تنفيذ رحلات سياحية.
زيارات لبعض المعالم السياحة
زار وفد الوزارة “حصن المصمك التاريخي” حيث حضارة مملكة العربية السعودية، والاطلاع على معلومات قيام الدولة السعودية الأولى والثانية وكيفية الحفاظ على تعزيز قيمة الاتحاد بين المجتمع من أجل تعزيز الهوية التاريخية والثقافية للبلد.
تلي ذلك زيارة للمتحف الوطني الذي يعد من أهم المقومات السياحية والثقافية ويحوي الكثير من المعلومات عبر مطويات ومجسمات ورسوم ولوحات، يستشعر زائره المراحل التاريخية المتعددة للمجتمع النبوي وحياة البادية والحجاج وأهم طرق الحج، المتحف يتضمن بين أروقته معلومات تاريخية وقوميةٍ ثرية.
بعد الجولات السياحية التي نفذها البرنامج يقول نائب رئيس الوفد خميس المسكري: المشاركة في هذا الاجتماع حقيقة لنا عدة فوائد مرجوة ومنها رؤية أسس ومعايير برنامج “ابتسم” التي اعتمدت على اهداف واضحة مثل التمكين، والتوعية، والترغيب، والمساهمة، والتحقيق، والابتكار. ومن خلال الاجتماع وجدنا أن تجربة الهيئة العامة للسياحة والاثار وتجربة وزارة السياحة بسلطنة عمان مكملتان لبعضهما البعض من خلال الرؤية التي وضعتها وزارة السياحة في تعزيز رفع الإحساس بالهوية والاعتزاز بالمقومات المتنوعة وتأصيل الثقافة والقيم والمبادئ التي بدونها لا يمكن إعداد جيل يدرك الأبعاد التاريخية والحضارية والثقافية والاقتصادية المتعلقة بأسس البناء في أي مجتمع يبحث عن التكاملية والتشابكية مع كافة الأطراف.
ويضيف المسكري: كما أضافت لنا المشاركة الاطلاع على تجربة ناجحة تمثلت في “ابتسم” والاطلاع على تجارب توعوية سياحية نفذتها الهيئة استمدت رؤيتها من أفكار حقيقية واضحة تعزز المبادئ الأخلاقية، والتي يجب أن تستمد منها رؤية التنمية السياحية لأية دولة ترغب بصناعة سياحة ناجحة إلى جانب إبراز المقومات السياحية والطبيعية والتاريخية وغيرها الكثير والاهتمام بالموارد المساعدة للسياحة بشكل غير مباشر.
ينهي المسكري حديثه قائلاً: السلطنة ممثلة بوزارة السياحة والمملكة العربية السعودية ممثلة بالهيئة العامة للسياحة والاثار تتبنى كمثيلاتها من الدول الناجحة في مجال السياحة رؤية واضحة عبر تنفيذ حملات توعوية مختلفة تهدف إلى تعميق الثقافة السياحية وهذه الرؤى لم تنجح إلا بالتفاعل مع المجتمع بما يتناسب مع ظروف العوامل المحيطة بالمجتمع، فالمجتمع هو البناء الأساسي لكل دولة ترغب بصناعة سياحة اقتصادية. تجربة (ابتسم) تجربة صنعت مجتمعا يبحث عن التفاصيل في معالم البلد ويحفز على السفر والسياحة داخل الوطن.