Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

مشكلات ومعوقات.. السياحة.. تعثر في التمويل.. وانحسار في المشاريع

مشكلات ومعوقات.. السياحة.. تعثر في التمويل.. وانحسار في المشاريع

بغداد "المسلة"…. تخطت السياحة تلك الحدود الضيقة لتدخل كل مفاصل الحياة وهذا التنوع هو نتاج تطور السياحة ونتاج زحفها الى مقدمة القطاعات الاقتصادية بعد ان تمكنت صناعة السياحة من تجاوز العقبات التي تعترض طريقها، واثبتت انها صناعة لا تندثر بل تنمو يوما بعد آخر .

لقد توقع بعض من المهتمين بالسياحة ان تقل حركة السياحة مع ظهور شبكة الانترنيت التي تعج بالمعلومات والصور والبيانات ولكن السنوات اثبتت ان السياحة ستظل اكثر نموا واكثرها رسوخا ،ورغم دخول دول كثيرة الى سوق السفر والسياحة لكن السوق الافضل يستطيع جذب السياح، وهناك اماكن سياحية في العراق كثيرة ولكنها غير مفعلة حيث يزخر العراق بالاماكن الاثارية العريقة المنتشرة في جميع ارجائه.. وتعمل السياحة في توليد الدخل الوطني بوصفها احد مصادره كما تعتبر مصدرا مهما للعملة الاجنبية وخاصة في البلدان التي تواجه عجزا في ميزان المدفوعات وينعكس الدور الفاعل للسياحة على عملية التطور الاجتماعي والتمازج الثقافي مما يؤدي الى حصول تغيرات ايجابية في السلوك الفردي الاجتماعي من خلال التفاعل الحضاري وتعريف الاخرين بحضارة العراق وتاريخه العريق، وتمثل المقومات السياحية المادة الخام للنشاط السياحي في اي بلد من البلدان ويمكن ان تكون طبيعية او من صنع الانسان وتتضمن المقومات الطبيعية بالموقع الجغرافي المناخي والمسطحات المائية والجبال والثلوج والشواطئ والطيور والنبانات البرية اما المقومات من صنع الانسان فتتمثل بالاثار والمدن ذات المميزات الحضارية والدينية والصناعات الفلولكلورية، ويمتلك العراق المقومات والعوامل السياحية الاثارية التي تعكس مكانته الحضارية في العالم الامر الذي يجعل هذه المقومات والعوامل عناصر جذب مهمة للسياح..

(5) مليارات دولار سنوياً

وللوقوف على طاقات العرض السياحي وزيادة الطلب على الخدمات السياحية والاستثمار السياحي التقت (الاتحاد) عددا من المختصين في مجال السفر والسياحة وكانت الاراء التالية:

ــ مسؤول احدى شركات السفر والسياحة بين ان السياحة يمكن ان تجلب ايرادات سنوية تقدر بـ5 مليارات دولار سنويا اذا ما استثمرت بشكل صحيح وان السياحة لا تقاس مردوداتها المالية ، موضحا ان دخول الالاف من السياح من شأنه ان يخلق فرص عمل لمئات الالاف من العراقيين ومن المتوقع ان يشهد العراق نهوضا متميزا في ميدان السياحة مع تصاعد وتيرة الاهتمام بهذا القطاع والسعي الواضح الى توفير الفرص لنمو هذا القطاع مشيرا الى العامل الامني الذي يشكل العامل الابرز لضمان تنشيط الحركة السياحية والوافدة من ايران وبعض الدول الاسلامية الاخرى، اما الخبير السياحي عمار الدليمي يقترح القيام بحملة وطنية تشمل كافة المدن والطرق والازقة باسم حملة الجهاد السياحي لكي تزهو مدننا بالنظافة والجمال لتسر عيون ساكنيها فضلا عن توجيه استثمارات الدولة ورؤوس الاموال الخاصة نحو الاستثمار السياحي كذلك تأسيس غرفة سياحية في كل محافظة للنهوض بالمرافق السياحية من الفنادق والمطاعم والمسارح ودور اللهو وفي العراق العديد من المواقع السياحية التي تصلح لاغراض السياحة الدينية والثقافية وسياحة الراحة والاستجمام كما ان الصحارى كالصحراء الغربية والجنوبية يمكن استغلالها وتطور بعض مناطقها لتصبح مناطق جذب للكثير من السياح المعنيين بسياحة البادية وبخاصة في مناطق الواحات والتي تصلح للصيد والسباقات (الجمال والسيارات والخيل).

إنشاء أكبر فندق سياحي

وقد وضعت هيئة استثمار بغداد حجر الاساس لاضخم فندق في العاصمة حيث سيتم انشاء فندق سياحي 5 نجوم في بغداد وبكلفة تخمينية تصل الى 150 مليون دولار وبمدة انجاز 30 شهرا ويهدف هذا المشروع لسد جزء من النقص الذي تعاني منه بغداد من فنادق الدرجة الممتازة ويسهم في تنمية وتطويرالنشاط السياحي حيث يقدم خدمة ممتازة للسائحين والزائرين لمدينة بغداد والذي يؤدي في النهاية الى زيادة حركة رجال الاعمال واصحاب الشركات وتفعيل دور السياحة في العراق ويعتبر هذا المشروع الاستثماري من المشاريع المتطورة وبمواصفات عالية ويتضمن الفندق 26 طابقا تحدد على ضوء نتائج الفحوصات المختبرية لتربة الموقع المراد انشاء الفندق عليه ويتضمن ايضا 550 غرفة وسيتم اعتماد اساليب تكنلولوجية حديثة في البناء الجاهز لتنفيذ هذا المشروع ومن المعلوم ان اقامة هذا المشروع الاستثماري تعد محطة لجذب واستقطاب رؤوس الاموال المحلية والاجنبية لغرض اقامة مشاريع سياحية تعود بها المنفعة الاقتصادية والاجتماعية والانسانية على المواطنين وقد طالب المختصون في مجال السياحة الجهات المعنية لغرض عرض الفرص الاستثمارية وفق قانون الاستثمار مشيرين الى ان الشركة المنفذة للمشروع هي شركة العتبة اما الشركة المستثمرة فهي شركة منتجع الرافدين والتي منحتها الهيئة اجازة استثمارية..

تصنيف المشاريع السياحية

اما الخبير السياحي مهند الصافي فقال بانه يمكن تصنيف المشاريع السياحية الى صنفين اولهما المشاريع الصغيرة والتي يستطيع الافراد التزامها وربما يتخذ بعضها صيغة الشركة البسيطة والمساهمة المحدودة وهذا الصنف يتطلب سياحة عامة للتعامل مع هذه المشاريع التي من محاورها توفير التمويل الميسر وتبسيط اجراءات الاجازة وترك مهمة الارض للافراد انفسهم اما الصنف الثاني المشاريع الكبيرة فان التعامل معها يتطلب تخصيص مناطق قد تتوزع جغرافيا ويرتبط تنظيمها واعداد تصاميم عمرانية اساسية لتلك المناطق تكون الاساس الذي ترتكز عليه اجازة المشروع مشيرا الى ان قطاع السياحة يتخذ الاشكال المتعارف عليها في مجال النشاط الاقتصادي لذلك فان لها اثارها في تشغيل القوى العاملة وتوليد وتوزيع الدخول والرفاه الاجتماعي اضافة الى اثارها الثقافية موضحا ان قانون الاستثمار الجديد منح تسهيلات واسعة للمستثمرين منها تأجير الاراضي لفترة طويلة الى جانب ضمانات لنقل الاموال وتمويلها.

مشكلات الاستثمار السياحي

واعتبر الخبير السياحي عدنان الربيعي ان مشاريع الاستثمار ضرورة ملحة في عملية البناء والتطوير اضافة الى تحسين الدخل الوطني وتشغيل اليد العاملة والاتجاه نحو صناعة سياحية حقيقية تعود بالخير على ابناء الوطن قبل المستثمرين مؤكدا ان هناك الكثير من المعوقات التي يواجهها الاستثمار السياحي ومنها الكهرباء والماء والطرق وخدمات والامن.

ويمكن للشركات السياحية الكبرى ان تسهم في تذليل جزء من تلك المشكلات او حلها عندما يكون حجم النشاط السياحي كبيرا مثلا نصب مولد كهرباء خاص بالموقع السياحي وتأسيس وحدة لتصفية المياه ووحدة خدمات طبية واقتناء اسطول نقل ضخم لسد فجوة العرض من خدمة النقل في المنطقة السياحية وفي حالة وجود مثل هذه النواقص في البنية التحتية والخدمات التكميلية فان الفرصة الاستثمارية تتطلب جهة ذات قدرات تمويل ضخمة تتخذ قراراتها الاستثمارية على اساس الامد البعيد وقد يكون من الافضل اشراك الجهة التي تمتلك حق التصرف في الارض وسواها من الموجودات التي تشكل مقومات الجذب السياحي اذ ان اشراك تلك الجهة في الفرصة الاستثمارية يساعد على اقامة المشروع السياحي ومن الضروري التأكيد على دور الدولة في تطوير البناء التحتي وايصال خدمات الكهرباء والماء والمواصلات وسواها الى مواقع الجذب السياحي للمشاريع السياحية الكبرى.

انتعاش ملحوظ للسياحة

واوضح الخبير في الاثار (غسان العبيدي) ان السياحة وخاصة في اقليم كردستان تشهد حركة ونشاطا يساعدها على ذلك الوضع الامني وتسعى حكومة اقليم كردستان ممثلة بوزارة السياحة لتهيئة كل ما يوفر لها الجو المناسب والراحة والاستجمام والاصطياف ولعل من عوامل جذب السياح في الاقليم المواقع الاثارية اذ يوجد فيه 30152 موقعا اثريا فضلا عن المدن جميلة وينابيع المياه والجبال الشاهقة والكهوف التي تحكي قصة الانسان العراقي منذ اقدم الحضارات كذلك الشلالات والمصايف والاشجار الدائمة الخضرة والمناخ المعتدل صيفا موضحا ان السياحة مورد اقتصادي ستراتيجي حبب التواصل بين الشعوب وثقافاتها مضيفا ان نمو الطلب على الخدمات السياحية اسرع مما هو على السلع والخدمات الاخرى في حالة تطبيق قانون الاستثمار الجديد بشكل جيد كما ان العناية بالطيران والفنادق تنهض بالواقع السياحي وتشغيل المطارات الداخلية في السليمانية واربيل والنجف سيسهم في عملية تسهيل حركة السياح في الظروف الاعتيادية الا ان طاقات العرض السياحي تحتاج الى توسيع كما ان الكثير من وحدات الخدمات تتطلب صيانة وتحديثا لتلبية الطلب المتوقع وخاصة عند تنشيط السياحة الاقتصادية الدولية بصورة اعتيادية مع العراق التي تتناسب مع طموحاته التنموية وثرواته النفطية كما يتطلب من الجهة المسؤولة عن قطاع السياحة التنسيق مع الجهات الاخرى في قطاعات النقل والمطاعم والفنادق وسواها وترويج برامج استثمارية بتكاليف ومتطلبات تمويل ميسرة وتكون لتلك البرامج الاستثمارية اثار معرفة مسبقا على النشاط السياحي ولا شك ان قانون الاستثمار السياحي قد خطى خطوات فعلية في هذا الاتجاه لاستثمار مواقع سياحية في مناطق العراق.

الأنماط السياحية

ويرى الخبير عصام الخياط ان صناعة السياحة لا تقف على تعريف واحد لان لها انواعا مختلفة وتعريف كل نوع يعتمد على الغرض الذي تقوم من اجله لكن تتفق جميع انواع السياحة في العناصر السياحية الثلاثة الرئيسة والتي تكون مفهوم السياحة لدى اي شعب من الشعوب ومن اهمها السائحون والمعرضون وهي الدول التي تقدم خدمة السياحة لسائحيها والموارد الثقافية (المعالم السياحية) ومنها السياحية وهناك انواع كثيرة من السياحة ومنها السياحة الترفيهية والبيئية والبحرية والسياحية العلاجية والدينية والثقافية وسياحة المؤتمرات وهي الانشطة المصاحبة لحضور المؤتمرات العالمية وهي تكون بالعواصم المختلفة حول العالم فضلا عن سياحة التسوق هي السفر من اجل التسوق من الدول التي تتميز بوفرة في مجمعات الشراء وجودة الاسعار كذلك السياحة الرياضية وسياحة المغامرات للاطلاع على الغرائب ومراقبة السكان وعاداتهم وتسلق الجبال.

السياحة الدولية

ويقول الخبير السياحي (عبدالله رمضان): يمتلك العراق خزينا من الموارد السياحية المتواجدة على ارضه من عتبات مقدسة ومناطق اثرية تعتبر خزينا اثريا كبيرا، كما ان هناك نوعين من الوافدين الى العراق وفود تأتي عن طريق الاتفاقات الدولية التي تم الاتفاق عليها مع هيئة الحج اما النوع الثاني فهو الذي يأتي عن طريق بعض الشركات التي تمتلك اجازات العمل لادخال الوافدين خارج الاتفاقيات وحاليا تصل اعداد كبيرة من الوافدين الى الزيارة يوميا من منافذ كثيرة منها منفذ المنذرية، كما ان هناك تنسيقا مع وزارة النقل من اجل الاستعانة بحافلاتها الحديثة والمتوفرة فيها المواصفات السياحية كما ان العراق يشهد وصول وفود اجنبية بين الحين والاخر يرغبون في زيارة ودراسة الاثار العراقية في اقليم كردستان وبابل والناصرية فضلا عن زيارة المواقع الدينية مشيرا الى ضرورة وجود تعاون وتنسيق مع الشركات السياحية الدولية لغرض تنشيط القطاع السياحي من جهة والاستفادة من خبراتها من جهة اخرى مؤكدا على الاهتمام بالسياحة الدولية لانها سياحة ناجحة متطورة والعراق مرغوب بهذا الجانب وله اكثر من محور لاستقطاب السياحة الدولية ويرى ان وضع ضوابط تحدد التزام الزائر بتسديد مبلغ معين يفرض على كل زائر من الامور التي تدعم المؤسسات السياحية منوها الى وجود قرابة 30 الى 40 نوعا من السياحة لكنها لم تفعل ومنها سياحة الاثار والسياحة العلاجية والسياحة الصحراوية والسياحة الدينية وغيرها معبرا عدم تفعيل هذه الانواع من السياحة يعود الى عدم وجود المستوى الثقافي والسياحي فالسياحة في العراق مجرد عملية روتينية والقطاع الخاص مغلق لا يعمل على تطوير السياحة والارتقاء بها مؤكد على ضرورة متابعة الخدمات المقدمة من قبل الشركات والفنادق وترويج معاملات منح الاجازات الخاصة بالشركات السياحية والفنادق والمطاعم وحسب الضوابط المنصوص عليها في قانون تشغيل وتطبيق المرافق السياحية رقم 1 لسنة 2004 وقانون شركات السفر والسياحة رقم 49 لسنة 1983.

مشاكل السياحة ومعوقاتها

اما احمد سلمان خريج كلية الادارة والاقتصاد فيقول: ان العراق زاخر بالمواقع الدينية والاثارية لكن السياحة ما زالت تعيش في سبات وكساد كبيرين لذلك على الجهات المعنية ان تهتم بالسياحة كونها عاملا من عوامل بناء الاقتصاد الوطني بينما يرى الباحث علاء الشمري ان واقع السياحة في العراق يمر بمرحلة التراجع وغياب الخطط الستراتيجية وعدم الاستثمار للموارد بالرغم من الثروات السياحية التي يمكن ان تنعكس بايرادات كبيرة لدعم الاقتصاد الوطني اما الاكاديمي صباح احمد فيقول: ان الاتجاه الى تفعيل السياحة والاهتمام بها هو افضل ما تتجه اليه الحكومة وتقليل اعتماداتها على وارادات النفط واتمنى ان يكون هناك الاهتمام الكبير بالسياحة مشيرا الى ان هناك معوقات تعترض العمل السياحي ومنها عدم توفر الملاكات المتخصصة بالسياحة كالمترجمين والمرشدين والعمال كذلك قلة السيارات الحديثة والجديدة التي تنقل الزائرين فضلا عن قلة الخدمات مثل توفير الطعام الجيد والفنادق المريحة وتكفل علاج المرضى من الزائرين كون السياحة تشكل مردودا اقتصاديا جيدا. مطالبا الحكومة بالانفاق على هذا القطاع الحيوي وهذا يتطلب مزيدا من التركيز على المشروعات التي تتمتع بجدوى اقتصادية فالطلب على السياحة يزداد ويتنوع ويتطور مع تطور وتنوع القطاعات الاخرى لافتا الى ان قطاع السياحة يحتاج الى تمويل كبير بسبب النقص الحاصل في البنى التحتية والتقنيات ومشاكل القطاع الخاص من القوانين الاقتصادية مشيرا الى حاجة هذا القطاع الحيوي الى تسهيلات حكومية ودعم وتفاعل من خلال حثه على العمل في مشاريع انتاجية بهدف تطوير العمل السياحي ودعم الاقتصاد الوطني.

الاتحاد

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله