كنوز «توت عنخ آمون»المقلدة بمعرض فى زيوريخ تحقق 12.1 مليون دولار
زيورخ "المسلة"… جذبت نسخة مُقلّدة لمعرض كنوز توت عنخ آمون أكثر من 175 ألف زائر ليحقق بذلك دخلا بلغ 7.2 مليون دولار من قيمة تذاكر الدخول فقط، بخلاف قيمة الإعلانات داخل المعرض.
ولو كان هذا العدد من الزوار قد زار الكنوز الحقيقية للفرعون الشاب في مصر لما جنى المتحف المصري سوى أقل من عشر المبلغ.
اثنان من الألمان وهما بول هاينن وكول وولف هما أصل هذا المشروع التجاري الثقافي الضخم الذي وُصِف بأنه أحد أكبر المعارض التي تم إنشاؤها عن "توت عنخ آمون" من أي وقت مضى.
لكن هناك مشكلة حيث لا توجد أية مواد أصلية في المعرض، فالمواد كافة التي تم عرضها مُقلّدة بدقة متناهية للأصلية في حجمها، وشكلها، وحتى بريقها، بل تكاد تكون مطابقة 100 في المائة للمواد الأصلية، إلى حد أن الزائر يجد نفسه وكأنه يجلس في مدفن "توت عنخ آمون".
وحاول الألمانيان أولا، أن يقيما معرضهما "توت عنخ آمون .. قبره وكنوزه" في هامبورج، لكنهما لم يعثرا على مكان مناسب، فتوجها إلى مدينة زيورخ السويسرية، وتمكنا هناك من عرض موادهما في مصنع قديم.
وبسبب الإقبال على المعرض تم تمديده مدة شهرين قبل إقامته في جنيف في مركز المعارض (بالكسبو) على مساحة أربعة آلاف متر مربع، للفترة من افتتاحه في 20 أيلول (سبتمبر) حتى اختتامه يوم أمس.
العرض الأول في زيوريخ اجتذب نحو 260 ألف زائر، بمُعدَّل 25 فرنكا للبطاقة الواحدة، ما يعني أن المعرض قدم ريعا للألمانيين الاثنين بمقدار 6.5 مليون فرنك سويسري (7.2 مليون دولار) بخلاف مبالغ الإعلانات.
أما في جنيف فقد حصد الألمانيان نحو 4.4 مليون فرنك (4.9 مليون دولار)، بواقع 25 فرنكا قيمة المعدل العام للبطاقة الواحدة لـ 175 ألف زائر، ليحقق المعرضان في مدينتين فقط ما مجموعه 12.1 مليون دولار، علما بأنه سبق أن زار عشر مدن قبل ذلك.
ومن المفارقات أن بطاقة الدخول لمشاهدة الكنوز الحقيقية لـ "توت عنخ آمون" في المتحف المصري في القاهرة، لا تتجاوز أربعة جنيهات للمواطنين المصريين والعرب (57 سنتا من الدولار الأمريكي) و20 جنيها للأجانب (2.8 دولار).
ومع افتراض أن المتحف المصري قد استقبل جميع زوار المعرضين في جنيف وزيورخ بواقع 20 جنيها للبطاقة الواحدة، لما كان المتحف العريق قد حصد أكثر من 1.2 مليون دولار مقابل 12.1 مليون دولار حققها في المدينتين السويسريتين فقط.
ولم يكن لدى السفارة المصرية في العاصمة بيرن موقف واضح إزاء المعرض المستنسِخ هذا، لكن أحد الدبلوماسيين المصريين قال لـ "الاقتصادية"، مشترطا عدم نشر اسمه: "إنه ليس بوسع مصر منع مثل هذا العمل، لكنه قد يساعد على نشر وتوسيع المعرفة بالكنوز الأثرية المصرية، ويُحفِّز الناس على الاطلاع على الآثار الأصلية".
وتمكن الزائرون المعجبون بالفرعون الشاب مشاهدة غرف الدفن الثلاث، هي: الغرفتان الوهميتان، اللتان تفتق عنهما ذهن قدماء المصريين لخداع الأعداء، وغرفة الدفن الحقيقية.
كما شاهدوا مجموعة واسعة من أهم كنوز "توت عنخ آمون" كأنها يوم اكتشافها من قبل عالم الآثار البريطاني، هوارد كارتر، وفريقه عام 1922م.
وبسبب حساسية المواد الأثرية الأصلية فقد منعت الحكومة المصرية مبدأ المعارض المتجولة لكنوز "توت عنخ آمون"، خاصة قناع الفرعون، الذي منع من السفر منذ الثمانينيات.
وبعد جنيف سيتوجه المعرض إلى لينز في النمسا، غير أن تفكيك هذا المعرض المتنقل سيستغرق عدة أيام.
وقبل زيورخ توقف المعرض في بودابست مدريد، دبلن، مانشستر، سيئول، بروكسل، باريس، أمستردام، براغ، برلين.
وكان معرض سابق ضم الكنوز الأصلية لـ "توت عنخ آمون" من دون قناعه قد اجتذب أكثر من 600 ألف شخص عند إقامته في متحف بييلير في مدينة بازل السويسرية (شمال غرب) عام 2004م.