معايعة تؤكد فى مؤتمر السياحة والتراث الشعبي أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي
بيت لحم "المسلة"… عقدت في قاعة المركز الثقافي الروسي يوم امس ، اعمال المؤتمر الوطني الاول " السياحة والتراث الشعبي الفلسطيني ، بين تحديات الحاضر وآفاق المستقبل " ، الذي نظمته كلية فلسطين الاهلية الجامعية ، بالشراكة مع جمعية الفتيات المبدعات في نابلس ، بهدف القاء الضوء على اهمية دراسة السياحة والتراث الشعبي ، والربط بينهما من خلال دراسة الجوانب الحضارية والثقافية والتاريخية .
وتناول المؤتمر العديد من القضايا من ضمنها الفن التشكيلي الفلسطيني ودلالته و دور المتاحف الشعبية في إثراء المشهد الثقافي وأثر السياحة على الدخل القومي والحماية القانونية للممتلكات الثقافية وغيرها.
وقالت وزيرة السياحة والآثار رولى معايعة لـ القدس ان هذا المؤتمر يعزز اهمية الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي في فلسطين وترويجه وتسويقه عالميا ، بالتناغم مع احتياجات المجتمع المحلي ، ما يؤدي الى رفع المستوى الاقتصادي والاجتماعي للوطن ، كون السياحة تشكل مصدرا هاما من مصادر الدخل القومي ، وتوفر العديد من فرص العمل ، وتشكل النافذة التي يطل منها الشعب الفلسطيني الى العالم ، ويرى من خلالها العالم الحقيقة المشرقة على الواقع والمجتمع الفلسطيني .
وأكدت ان الوزارة تعمل على النهوض بالصناعة السياحية والحفاظ على الموروث الثقافي من خلال عدة اتجاهات , منها حماية وحفظ التراث الثقافي الفلسطيني , وتطوير البنية التحتية السياسية , وتدريب وتأهيل الموارد البشرية , وتطوير المنج السياحي , وترويجه في الاسواق العالمية , لافتة انه بالرغم من كل الظروف الصعبة والمعيقات التي اساسها استمرار الاحتلال والعزل والفصل فقد تمكنت من تثبيت موقع فلسطين على خارطة السياحة العالمية كمقصد سياحي مستقل , كما عملت الوزارة على تعزيز قنوات التعاون الدولي والإقليمي عن طريق المشاركة في الفعاليات السياحية الدولية والإقليمية كورش العمل واللقاءات والمؤتمرات والمشاريع الترويجية , مضيفة انه نتيجة لهذه الجهود اصبحت فلسطين جزء اساسيا في البرامج السياحية لشركات السياحة العالمية التي تسوق الشرق الاوسط , ما زاد من حصة فلسطين من السياحة الوافدة للشرق الاوسط , كما اصبحت الاقامة في الفنادق اكثر واطول , ما ساهم في زيادة معدلات الانفاق السياحي .
وبينت ان 2,6 مليون سائح وحاج زاروا فلسطين خلال عام 2013 , بزيادة نسبتها 14% عن العام السابق , بينما ارتفعت نسبة الاقامة في الفنادق وليالي المبيت الى 1,9 مليون ليلة مبيت .
ورحب الدكتور غسان ابوحجلة رئيس كلية فلسطين الاهلية الجامعية بالمشاركين وقال ان الدول المتقدمة اصبحت تعطي السياحة اهتماما واسعا , وبلادنا فلسطين تزخر بالمواقع الاثرية الدينية والتاريخية والسياحية التي تتميز باثارها الموغلة في القدم ومعالمها المختلفة , مشيرا الى ان هذه المواقع تواجه تحديا كبيرا بسبب اجراءات الاحتلال , وما يفرضه من واقع معقد , الا ان قدرة شعبنا وصموده تمكنه من الثبات والاستقرار .
وأكدت رويدة ربايعة رئيسة جمعية الفتيات المبدعات على تمسك الجمعية بالإرث الشعبي وترسيخ الهوية الثقافية ، في الوقت الذي يتعرض فيه التراث الشعبي لهجمة إسرائيلية شرسة ، بهدف طمس معالم الموروث الثقافي و الحضاري الفلسطيني ، مشيرة ان اسرائيل تضرب بعرض الحائط كل قرارات الشرعية الدولية ، وتنفذ مخططا رهيبا لجعل الحياة مستحيلة وأطلعت الحضور على أهداف الجمعية وما حققته من إنجازات منذ تأسيسها .
ولفت الدكتور حسن عياش رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الى أن مدينة بيت لحم مهد السيد المسيح عليه السلام هي مدينة التآخي والتسامح ، وأن انعقاد المؤتمر هو دليل على ما تتطلع إليه المدينة من دور تاريخي من أجل تعميق فكرة التراث الشعبي والحفاظ عليها ، وأن هذا المؤتمر هو نقطة الانطلاق نحو إقامة مؤتمر دولي في العام القادم ، تحت عنوان " بيت لحم ذاكرة الحضارة وعبق التاريخ ".
وبعد جلسة الافتتاح عقدت عدة جلسات حوار ، قدمت خلالها العديد من الدراسات والأبحاث ، من اهمها ، الرمز في الفن التشكيلي الفلسطيني ودلالاته البصرية لكمال زيدان ، ودور المتاحف الشعبية في اثراء المشهد الثقافي الفلسطيني /مجموعة مقتنيات مركز السنابل نموذجا ، للدكتور ادريس جرادات ، والنكبة وأثرها على التراث الحضاري الفلسطيني للدكتور عدنان عياش ، ودور الاعلام الفلسطيني في تنمية التراث الشعبي وتعزيز حضوره لأمل دويكات ، وكنيسة برقين عبق التراث ومنارة سياحية للدكتور عمر عتيق , والسياحة في فلسطين وأثرها على الدخل القومي للدكتور مروان ابو خلف ، والحماية القانونية للممتلكات الثقافية الفلسطينية للدكتور محمد صعابنة ، واستكشاف المراكز التاريخية والطبيعية في فلسطين لتحسين يقين ، ودور صحافة الجدران في المحافظة على التراث الفلسطيني .
ونظم على هامش المؤتمر معرض للتراث الشعبي ، وقدمت فرقة اكاليل للفنون الشعبية عرضا للدبكة .
ودعت توصيات المؤتمر الى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاكمة سلطات الاحتلال أمام الهيئات الدولية بسبب سرقة التراث المادي والثقافي ، وضرورة حماية التراث الشعبي والتصدي لسياسة التهويد والتهميش ، وتفعيل دور المؤسسات الحكومية والأهلية للحفاظ على التراث الوطني من الاندثار ، ودعوة وزارة التربية والتعليم العالي إلى تفعيل دورها من خلال توظيف المواد الدراسية التي تهتم بالإرث التراثي الوطني ، والى تشكيل لجان من وزارة الثقافة ووزارة السياحة والتربية والتعليم لتنظيم فعاليات وزيارات لطلاب المدارس إلى المواقع الأثرية ، وتطوير المشهد السياحي في فلسطين .
كما دعا المؤتمر المؤسسات الإعلامية إلى اتخاذ دورها في حماية التراث وتطويره ونشره ، وتوظيف مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز المشهد التراثي السياحي ، والعمل على عقد مؤتمر سنوي يختص بالتراث والسياحة ، والمطالبة بتسريع إقرار مسودة قانون التراث والآثار الفلسطيني .