15 % تراجع السياحة الصحراوية فى تونس
تونس "المسلة" …. تبحث السياحة الصحراوية في مثل هذه الفترات من السنة على اعادة التوازن اليها اذ تعد هذه المناطق وجهة عديد السياح التونسيين والاجانب نظرا لما تزخر به المنطقة من عوامل طبيعية تؤهلها لتكون وجهة سياحية هامة
تساهم في تنشيط القطاع الاقتصادي التونسي. الا ان الواقع مغاير لذلك فالقطاع في الجنوب التونسي اصبح مشلولا وفي تراجع بشهادة المهنيين واهل القطاع وفي هذا السياق صرح محمد الصايم المندوب الجهوي للسياحة بتوزر لـ«المغرب» أن السياحة الصحراوية التي تعودت على ان تبلغ الذروة في الفترة الفاصلة بين شهر اكتوبر وافريل، تشهد ركودا مشيرا الى ان هذه السنة كانت الاسوأ بالنسبة للسياحة الصحراوية خلال السنوات الثلاثة الاخيرة.
اكّد الصايم أن تأثير حالة الركود هذه تسببت الى حد الان في غلق 17 منشأة سياحية والأسباب مالية بحتة. لقد اضطر العديد من اصحاب النزل الى غلقها بسبب ازمات مالية حادة حيث تراكمت ديونهم لدى البنوك، وأشار المتحدث ان هذا التقهقر تسبب في خسارة ما لايقل عن 2000 عائلة لمورد رزقهم.
تراجع بـ 15 %
وعن الأسباب التي أوصلت السياحة بالجنوب التونسي الى هذا الوضع المتردي قال الصايم انه في البداية كانت السياحة الصحراوية منتوجا موجها الى فئة راقية تتوجه اليها بصفة مباشرة كما بيّن المتحدث ان الصحراء التونسية كانت وجهة اكبر مدارس السينما في العالم على غرار هوليوود اين وقع تصوير اكبر الافلام العالمية الى جانب اقامة المسابقات الرياضية على غرار رالي السيارات بالإضافة الى ان الصحراء كانت منطلق الاعلان عن الماركات العالمية في مواد التجميل والموضة. إلا انه وقع تهميشه ليصبح الجنوب التونسي وجهة لرحلات قصيرة للسياح العاديين القادمين اساسا الى المناطق الساحلية فتراجعت الليالي المقضاة وانخفضت التكلفة وتراجعت الاسعار وضعفت الخدمات نتيجة عزوف الفئات الراقية من السياح عن زيارة المنطقة.
اكدت الارقام التي قدمها الصايم تراجع السياحة الصحراوية فقد بلغ عدد السياح القادمين الى الجنوب التونسي الى حدود 30 نوفمبر 147 الف سائح مسجلا بذلك تراجعا بـ 15 % اما بالنسبة الى الليالي المقضاة فقد سجلت تراجعا بـ 16 %.
ولاستعادة القطاع عافيته يقول الصايم انه يجب وضع سياسة ترويجية وتنشيط مطار توزر بتدعيم الربط الجوي واستقطاب الشركات الناقلة مؤكدا وجود مشاريع تتطلب الدعم حيث اكد وجود شركة عالمية كبرى نرغب في إقامة مشروع يندرج في اطار السياحة الفضائية بإقامة فضاءات تنعدم فيها الجاذبية إلا ان الشركة الاجنبية لم تتحصل الى حد الان على الموافقة. هذا الى جانب تأكيده على الوقوف الى جانب وكالات الاسفار بالجهة التي تعاني ازمات مالية حادة باعتبار ان القطاع السياحي سلسلة تتضمن حلقات متكاملة.
خطة عاجلة لإنقاذ القطاع
من جهة اخرى أقرت وزارة السياحة خطة عاجلة على المدى المتوسط (2014 – 2016) لإنقاذ السياحة الصحراوية من الوضعية المتردية التي وصلت اليها بعد الثورة وذلك نظرا لما يمثله القطاع من اهمية في النشاط الاقتصادي للبلاد.
وقد تم رصد ميزانية خاصة لتطوير السياحة الصحراوية خلال السنوات الثلاث القادمة بقيمة 18 مليون دينار ضمن خطة متوسطة المدى تتضمن جملة من المشاريع لتدعيم الوجهة التونسية ووقع الاتفاق مع الوكالة العقارية السياحية على تخصيص قطعة ارض بمساحة 5 هكتارات في توزر لإنجاز قصر للمؤتمرات بمواصفات عالمية بطاقة استيعاب تقدر بألف شخص. وستتولى العديد من الوزارات المساهمة في توفير المبلغ المحدد وتتعهد بإنجاز جملة من الأنشطة والمشاريع في مجال المحافظة على النظافة والعناية بالمحيط وتأهيل المسالك السياحية إضافة إلى النهوض بالأنشطة الثقافية في ولايات الجنوب.
وتتضمن الخطة الجديدة للسياحة الصحراوية العمل على خلق علامة تجارية مميزة وخاصة بهذا المنتوج السياحي فضلا عن رصد ميزانية خاصة بقيمة مليون دينار لتشجيع وكالات الأسفار التونسية على تطوير السياحة الصحراوية الداخلية من خلال تعهدها بالنقل والتنشيط وتنظيم الزيارات.