گرداسة السياحية.. ضحية التضليل الإخواني
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … عشنا سنوات طويلة ارتبط فيها اسم بلدة كرداسة – وهي من توابع محافظة الجيزة - بالانشطة التنموية والسياحية القائمة علي الصناعات النسجية اليدوية. كان وراء هذه المبادرات الناجحة التي قامت علي صناعة السجاد المرسوم والجلاليب النسائية رواد أصبحوا ملء السمع والبصر في الكثير من انحاء العالم ومصر. فتحت هذه الصناعات ابواب الرزق للآلاف من ابناء القرية سيدات ورجالا.. وهو ما انعكس ايجابا علي دخل سكانها الممارسين لجميع هذه الانشطة. أدت هذه الشهرة الي تحول هذه البلدة الي مقصد سياحي يتردد عليه السياح مساهمة في إنجاح سياحة المشتريات. كان لهذا الاقبال السياحي اثره في عمليات التوسع في الانتاج وعرض المنتجات في كثير من المحلات خارج البلدة.
ورغم هذا الرواج الاقتصادي الذي ساهم في رفع مستوي معيشة سكان كرداسة الا ان الله اراد ان تبتلي بتسلل فكر جماعة الارهاب الاخواني. استطاعت عناصرها بالتضليل والخداع استغلال الارتباط الجماهيري المتأصل بالدين الاسلامي قاموا بعمليات غسيل مخ وقع فريسة لها البعض ممن يفتقدون الي المعرفة بالمضمون والتعاليم الصحيحة للدين الذي محوره السماحة والموعظة الحسنة والخلق الحميد. لم يتنبه هؤلاء المخدوعون لما وراء هذا النشاط من استهداف لمنافع دنيوية لا تمانع من استخدام الارهاب والقتل والتدمير والتخريب دون اي مراعاة لقيم دينية او انسانية.
لم تكن مذبحة قسم شرطة كرداسة الذي تعرض لهجوم وحشي بعد تصفية بؤرة ارهاب رابعة والنهضة سوي نتيجة لهذا الواقع الذي يلطخ استراتيجية الجماعة بدماء الابرياء. كان من نتيجة هذا قيام مجموعة من السفاحين المضللين التابعين لهذه الجماعة باقتحام هذا القسم – المكلف بتأمين المواطنين الشرفاء – وقتل 13 من ضباطه وجنوده والتمثيل بجثثهم بصورة مشينة تتعارض وتتناقض مع مفاهيم الاسلام الذي يقدس الانسان وحياته. اعتقد هؤلاء المجرمون انه يمكنهم الهرب بجريمتهم الشنعاء من عقاب العدالة والقانون.. ناسين ما جاء في القرآن الكريم »ان ربك بالمرصاد«.
في نهاية الاسبوع الماضي كان القانون وعدالة السماء علي موعد مع هؤلاء الخوارج عن الاسلام ورسالته جراء ما ارتكبت ايديهم من جرائم اهتزت من هولها الافئدة والابدان. في هذا اليوم الموعود تحركت قوات الشرطة والجيش في اطار التفويض الشعبي الصادر لها بعد اسقاط حكم جماعة الارهاب الاخواني لاعادة الامن والنظام والصورة الجاذبة البراقة لبلدة كرداسة ضحية جحافل الاظلام. تمكنت خلال ساعات قليلة من اعلاء كلمة الامن والقانون وتصفية البؤر الارهابية التي كان يقبع بها القتلة ومشيعوهم. تم خلال هذه الحملة التي انتظرها الشعب لاشفاء غليله القبض علي معظم عناصر الهجمة التتارية التي هاجمت قسم الشرطة وقتلت رجاله واشاعت الخوف والارهاب بين سكان البلدة السياحية الآمنة.
كم اتمني ان تكون محصلة نجاح وحدة قوات الجيش والشرطة اعادة كرداسة الي سابق عهدها موقعا سياحيا آمنا لسكانه وزواره.. ومصدرا لخيرهم وخير وطنهم كما كان دوما وعلي مدي سنين طويلة قبل ان تلوثه افكار وممارسات جماعة الارهاب الاخواني.