ساعات تفصل الفائز بـ «إكســــبو 2020»
باريس " المسلة " … تتجه الأنظار مساء اليوم إلى العاصمة الفرنسية باريس، مقر «المكتب الدولي للمعارض»، المنظمة الدولية المسؤولة عن تنظيم ووضع الجداول الزمني للمعارض الدولية وملفات الاستضافة وعملية اختيار البلدان المضيفة، إذ ستصوت 168 دولة لاختيار البلد، الذي سيستضيف معرض «إكسبو 2020» الدولي، الذي يقام كل خمس سنوات ويستمر فترة أقصاها ستة أشهر.
وقال خبراء ومسؤولون، إن ملف الإمارات هو الأقرب لاستضافة الحدث، في ظل جهوزيته على مختلف الصعد، بعد أن تحولت الدولة إلى مركز عالمي للتجارة والسياحة والأعمال في ظل الإنجازات التي تحققت خلال العقود الماضية، لافتين إلى أن البنى التحتية والقدرات التي تمتلكها ستوفر للزوار والمشاركين خدمات عالية الجودة ويوفر لهم تجربة استثنائية.
وأكدوا أن الإمارات تحولت إلى بلد عالمي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتحتضن حالياً أكثر من 200 جنسية مختلفة من معظم ثقافات العالم تتعايش في ما بينها، فضلاً عن أنها مركز للنقل الجوي يربط الشرق بالغرب، إذ ترتبط بثلث العالم ضمن نطاق رحلات جوية لا تتعدى مدتها أربع ساعات، ومع ثلثي العالم ضمن نطاق رحلات جوية مدتها ثماني ساعات، ما يسهل قدوم ملايين الزوار والمشاركين في المعرض. وتوقعوا جولة أخرى من التصويت في حال كانت الأصوات متقاربة، ولم تحصل أية دولة على ثلتي أصوات أعضاء المكتب الدولي للمعارض خلال عملية الاقتراع في الجولة الأولى. وتنافس مدينة دبي، ثلاث مدن هي أزمير التركية، وساو باولو البرازيلية، وايكاترينبرغ الروسية، على استضافة هذا الحدث.
الأقرب للفوز :
وتفصيلاً، قال المدير العام للهيئة العامة للطيران المدني، سيف السويدي، إن «ملف الدولة هو الأقرب لاستضافة الحدث، في ظل جهوزيته على مختلف الصعد في قطاع الخدمات والبنى التحتية، فضلاً عن البيئة التشريعية وآلية اتخاذ القرارات، ما يضمن للدولة تحويل (إكسبو 2020) إلى حدث عالمي استثنائي ومتميز بكل المعايير».
وأضاف أن «الإمارات تحمل واحداً من أبرز مفاهيم ومبادى (إكسبو 2020)، التي تتمثل في التعايش وتعدد الثقافات». وأشار إلى «سهولة الوصول إلى الدولة التي تشكل حالياً مركزاً للنقل الجوي يربط الشرق بالغرب، وتحتض مطاراتها التي تتعامل مع ملايين المسافرين سنوياً، ناقلات وطنية تسير رحلات إلى معظم النقاط والوجهات في العالم». ولفت السويدي إلى تفاؤل مختلف الفعاليات والمؤسسات في الدولة للفوز باستضافة الحدث الذي تفاعل معه الجميع منذ أن تقدمت دبي بطلب ترشحها، متوقعاً جولة ثانية في التصويت في حال لم يحصل أي من الملفات على أغلبية الأصوات.
جاهزية الميناء
بدوره، أكد نائب الرئيس الأول والمدير العام لشركة موانئ دبي العالمية ـ الإمارات، محمد المعلم، أن «التوسعات الجاري تنفيذها في ميناء جبل علي ستخدم قدرات دبي لاستضافة المعرض». وقال إن «زيارات وفود المكتب الدولي للمعارض لم تكن مجرد زيارات مجاملة بروتوكولية، وإنما كان هناك اهتمام كبير بمعرفة تفاصيل جهوزية البنية التحتية لدبي، وقدرات ميناء جبل علي المتطورة، وبإدارة عمليات الميناء المعتمدة على التكنولوجيا، ومرافق مناولة الحاويات».
وأضاف أن «لدى ميناء جبل علي إمكانات فريدة تشمل نموذج الربط البري والبحري والجوي، فضلاً عن الطاقة الاستيعابية التي تصل إلى 19 مليون حاوية نمطية مع تشغيل محطة الحاويات الجديدة التي من المنتظر افتتاحها خلال 2014». وكشف أن «الميناء جاهز منذ اليوم، لتأمين الاحتياجات اليومية لسكان دبي وملايين الزوار، بسلاسة ويسر، وذلك من خلال القدرة على استقبال أكثر من 6800 حاوية مبرّدة، ويرتفع هذا العدد إلى 7900 حاوية مبردة مع المحطة الجديدة قيد ا لإنشاء، كما يتوفر لدى الميناء أكثر من 9600 متر مربع من مساحات التخزين المخصصة للبضائع المبرّدة والمجمّدة التي تشمل المنتجات الغذائية».
تفاؤل بالفوز :
من جانبه، قال المدير التنفيذي لقطاع سياحة الأعمال في دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، حمد بن مجرن: «نحن متفائلون بالفوز في استضافة هذا الحدث الكبير والمهم في مدينة عالمية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وتحتضن أكثر من 200 جنسية مختلفة ومعظم ثقافات العالم والتعايش في ما بينها».
واتفق مع السويدي في أن «ملف الدولة الأقرب للفوز في ظل الإنجازات التي حققتها الإمارات خلال العقود الماضية على مختلف الصعد الاجتماعية والاقتصادية، ما يجعل الإمارات المستضيف الأمثل لهذا الحدث». ولفت إلى جاهزية الإمارة والدولة من الناحية السياحية والطاقة الفندقية، لاستضافة الحدث في ظل المشروعات الحالية، وتلك التي في مرحلة الإنشاء التي ستدخل السوق تباعاً.
عوامل ترجيح
أما نائب الرئيس للتسويق والعلامة التجارية لمجموعة الإمارات دبي الوطني، سيف المنصوري، فقال إن «دبي أقرب إلى الفوز باستضافة (إكسبو 2020) نتيجة لعدد من العوامل أهمها القدرات الكبيرة التي تميزها في مجال البنية التحتية»، مضيفاً أن «المبادرات التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتطوير البنية التحتية في دبي، ستوفر مزايا غير مسبوقة لزوار المعرض، خصوصاً مبادرة تحويل دبي إلى مدينة ذكية، وإنشاء مزيد من المطارات والطرق ومشروعات البنية التحتية».
وأشار إلى أن «الإمارات أصبحت تمثل مركزاً عالمياً للتجارة والسياحة والأعمال، ما يميز دبي أيضاً عن المنافسين، ويفيد المشاركين في (إكسبو 2020) في دبي من الفرص التي ستوفرها لهم الإمارة، ومن الدور المهم الذي تلعبه الإمارات في التدفقات التجارية العالمية». وأوضح أن «الإمارات ترتبط بثلث العالم ضمن نطاق رحلات جوية لا تتعدى مدتها أربع ساعات، ومع ثلثي العالم ضمن نطاق رحلات جوية مدتها ثماني ساعات، ما يسهل قدوم ملايين الزوار المشاركين في المعرض».
وذكر المنصوري أن «اقتصاد الدولة يسجل نمواً سنوياً متزايداً من عام لآخر، إذ تشير التوقعات الصادرة عن صندوق النقد الدولي، إلى استمرار التوسع الاقتصادي مستقبلاً»، مؤكداً أن هذا النمو ــ الذي يزيد على نسبة النمو المتوقعة في دول متقدمة ــ سيزيد الإنفاق الحكومي على المشروعات المرتبطة باستضافة المعرض، ما يجعلها أكثر تطوراً عما يمكن لمنافسي دبي أن يوفروه».
ونبه المنصوري إلى أن «جودة وسهولة توفير الخدمات المصرفية للمتعاملين، وزيادة شبكة فروع البنوك، ستتيح للمشاركين في المعرض الحصول على خدمات مصرفية عالمية متميزة وبسهولة»، مشيراً إلى أن «الإمارات تعد من الدول المنفتحة عالمياً في المجال الاقتصادي، إذ تعتبر الدولة مقراً لـ63 مجلساً أجنبياً للأعمال، فضلاً عن العلاقات التجارية التي تجمعها بأكثر من 220 دولة ومنطقة حول العالم».
بيئة عقارية
وفي السياق نفسه، قال المدير العام لدائرة الأراضي والأملاك، سلطان بطي بن مجرن، إن «المعطيات الحالية التي تكشف عنها دراسات السوق، تؤكد أن القطاع العقاري في دبي واحد من أهم المقومات التي تدعم ملف (إكسبو 2020)، لافتاً إلى أن «البيئة العقارية التي وفرتها دبي، من خلال العائد الاستثماري القوى، والإطار التشريعي الذي يحفظ حقوق المستثمرين والشركات، يجعلها واحدة من أكبر الأسواق تنافسية في العالم». وأضاف أن «المقومات التي تمتلكها دبي، تضعها في صدارة المدن المرشحة».
تجارة التجزئة
إلى ذلك، قال المدير العام لجمعية «الإمارات التعاونية»، فريد الشمندي، إن «قطاعي تجارة التجزئة والتسوق، يعدان أحد عوامل التميز الداعمة لترجيح كفة دبي في المنافسة والفوز باستضافة المعرض، إذ تعد الإمارة حالياً بمثابة مركز إقليمي للتسوق وتجارة التجزئة، في ظل امتلاكها لبنية تحتية متطورة للقطاع، واستحواذها على عدد كبير من المنافذ والمراكز التجارية التي جعلت من دبي مركزاً لاستقطاب علامات تجارية عالمية». واعتبر الشمندي أن دبي الأوفر حظاً في المنافسة في ملف «إكسبو 2020»، حتى في حال وجود جولة إعادة متوقعة وواردة للمتنافسين، مع عدم الحصول على أغلبية الأصوات.
وأكد أن «منافسة دبي والفوز باستضافة الملف، يدعم نجاحها مناخ المنافسة الحرة التي تجتذب الشركات التجارية العالمية العاملة في قطاع التجزئة»، مشيراً إلى أن التميز في قطاع التسوق والتجزئة، الذي يقترن برواج النشاط السياحي في دبي، يمتاز بتوافر ضوابط ومعايير توافر مظلة حماية لحقوق المستهلكين بشكل يواكب التوجهات العالمية الحديثة، مع توافر أسس الحماية لحقوق العمالة في مختلف قطاعات التجزئة، ما يشكل عوامل تفوق لدبي تدعم استمرار المنافسة سواء ملف «إكسبو 2020»، أو أي فعاليات عالمية أخرى.