اعمال خيرية تلفزيونية
بقلم : د.محسن الصفار
بالمقربة من بيت سعيد تقطن عائلة بلغ منها الفقر اشده واصبح البيت الذي تقطنه عبارة عن قطع منفصلة لايمسكها ببعضها الا الرحمة الالهية ويكاد البيت في اي لحظة يسقط على رؤوس اصحابه .
وكان سعيد يشفق على هؤلاء المساكين ويرغب في مساعدتهم ولكن قدرته المالية ضعيفة ولا تسمح له بسداد تكاليف ترميم البيت , حاول مع بعض الاثرياء ولكن كل منهم مد يده في جيبه واخرج مبلغا تافها وتحجج بانه قد قدم المساعدات لعوائل اخرى وبعضهم نظر اليه بشك وكأنه يطلب المال لنفسه .
في نهاية المطاف رفع خطابا الى احدى القنوات التلفزيونية الشهيرة شرح فيه حال تلك العائلة المسكينة لعلها تجد لهم حلا .
فرح سعيد عندما تلقى اتصالا من تلك القناة بعد ايام وتم اعطاءه موعدا للقاء مالك القناة ومديرها وشرح سعيد حال تلك الاسرة فوجد على وجهه اثار التعاطف واستدعى احد المنتجين وطلب منه اعداد حلقة خاصة عن عن هذه الاسرة وبيتها .
في اليوم التالي شاهد سعيد شاحنات وباصات تقف امام البيت المذكور وخرج منها عشرات الاشخاص بين مصور ومعد ومقدم و فنيي اضاءة وصوت ومكياج استغرب سعيد هذا الحشد واقترب من الموقع وسلم على المنتج وقال له :
– ماشاء الله لم اتوقع حشدا كهذا لمثل هذا الموضوع
رد عليه المنتج
– مالك القناة انسان طيب ويحب عمل الخير
قال سعيد
– بارك الله به وبماله وليس هناك افضل من عمل الخير ولكن كل هذه التجهيزات اكيد انها تكلف مبلغا طائلا
رد المنتج
– طبعا التكلفة التقديرية لهذه الحلقة هي 30 الف
صدم سعيد وقال
– 30 الف ؟ من اجل حلقة برنامج ؟ كل تكلفة الترميم هي 20 الف اي انكم لو دفعتم كلفة الترميم لهؤلاء الناس لقضيتم حاجتهم ووفرتم 10 الاف في جيوبكم
ضحك المنتج وقال
– لو فعلنا ماتقول فمن اين سنجذب المشاهدين الى قناتنا ؟ الهدف هو اعطاء صبغة انسانية للقناة وجذب المشاهدين وبالتالي المعلنين اما اذا جذبت الحلقة متبرعين للاسرة فهذا جيد والا فأن هذا الموضوع لايعنينا العملية كلها كما يقال بيزنس في بيزنس فهمت ؟ والان تراجع لو سمحت كي نقوم بعملنا دون مقاطعة .