مبادلة للتنمية توقع اتفاقيتين لتعزيز صناعة الطيران في أبوظبي
دبي "المسلة" … وقعت شركة المبادلة للتنمية «مبادلة»، أمس اتفاقين منفصلتين بقيمة 18.35 مليار درهم (5 مليارات دولار) مع كل من «بوينج» و«إيرباص» خلال معرض دبي للطيران 2013.
ومن خلال الاتفاقية التي وقعتها مع شركة بوينج، تحظى شركة المبادلة للتنمية بفرصة توريد مواد مركبة متطورة ومعادن معالجة بقيمة تصل إلى 9.2 مليار درهم (2.5 مليار دولار) لبرامج «بوينج» التجارية، بما في ذلك برنامجي «787» و»777 إكس».
واتفقت «بوينج» ومبادلة أيضاً على التعاون معاً على تطوير القدرات التصنيعية للمواد المركبة الجاهزة وألياف الكربون في إمارة أبوظبي. وسوف يسهم ذلك في دعم مسيرة التطوير المستمرة لصناعة هياكل الطائرات، فضلاً عن تعزيز قدرات تصنيع المواد الخام في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب بيان أمس.
ومن شأن الاتفاقية الاستراتيجية الجديدة تعزيز الدور الذي تلعبه شركة مبادلة على المدى الطويل كمورّد من الفئة الأولى لشركة «بوينج».
كما تسهم هذه الاتفاقية الأخيرة في تعزيز العلاقة القوية بين «بوينج» ومبادلة، وتعكس الدور المتنامي لدولة الإمارات في مجال صناعات الطيران.
وكما تم الإعلان عنه سابقاً، سيتم تعهيد شركة «ستراتا للصناعات»، التابعة لشركة المبادلة للتنمية، كمورد للأجنحة الرأسية لطائرات «787 دريم لاينر».
وتلتزم شركتا «بوينج» ومبادلة بمواصلة التعاون بشكل وثيق لتطوير قدرات دولة الإمارات في قطاع صناعة الطيران.
وقال حميد الشمري، المدير التنفيذي لمبادلة لصناعة الطيران وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات الدفاعية، التابعة لشركة المبادلة للتنمية:»تعزز هذه الاتفاقية من علاقتنا مع شركة «بوينج»، وتزودنا بمنصة مهمة في ظلّ سعينا المستمر نحو تعزيز دورنا كمورد رئيسي لهياكل الطائرات من المواد المركبة لشركة بوينج»، إضافة إلى تطوير شركة ’ستراتا‘ لتصبح مورداً رئيسياً من الفئة الأولى في هذا القطاع».
بدوره، قال راي كونر، الرئيس والمدير التنفيذي في شركة «بوينج» للطائرات التجارية: «يسرّنا في شركة «بوينج» أن نوسّع علاقتنا مع شركة المبادلة للتنمية، التي تلتزم بتعزيز القدرات الاستراتيجية القادرة على التنافس عالمياً في مجال صناعات الطيران بدولة الإمارات العربية المتحدة. ونحن ندعم عملاءنا من خلال الاستفادة من أفضل الابتكارات والموارد حول العالم بطرق تسهم في بناء سلسلة إمداد أكثر كفاءة وتنافسية لمنتجاتنا».
وكانت الشركتان قد وقعتا خلال مشاركتهما في معرض دبي للطيران 2009، اتفاقية إطار استراتيجي لتطوير المبادرات ذات المنفعة المشتركة في مجالات المواءمة الاستراتيجية، بما في ذلك تصنيع المواد المركبة والتنمية البشرية. وفي معرض دبي للطيران 2011، أعلنت الشركتان أن شركة ’ستراتا للصناعات‘ ستبدأ بتوريد هياكل الطائرات من المواد المركبة لشركة «بوينج»، وتم وضع خريطة طريق استراتيجية تجعل من شركة ’ستراتا‘، من خلال جودة الأداء والقدرة التنافسية، مورّداً من الفئة الأولى لشركة «بوينج». وفي عام 2012، أعلنت شركة «بوينج» ومبادلة أن ’ستراتا‘ ستنتج أجزاء مجموعة الذيل لطائرات «777»، والأجنحة الرأسية لطائرات «787»، كما تم اختيارها لبناء الأجنحة الرأسية لطائرات (دريم لاينر).
وخلال المعرض ذاته، وقعت وحدة مبادلة لصناعة الطيران وتكنولوجيا الاتصالات والخدمات الدفاعية، التابعة لشركة المبادلة للتنمية (مبادلة)، اتفاقية استراتيجية جديدة مع شركة «إيرباص» في خطوة تمثل توسعاً كبيراً للعلاقة التي تربط بينهما في مجال تصنيع هياكل الطائرات.
وقد تعهدت شركة «إيرباص» بموجب هذه الاتفاقية بالمزيد من الالتزامات لمنح طلبيات تصنيع إضافية بقيمة تبلغ نحو 9.2 مليار درهم (2.5 مليار دولار)، وتستمر حتى عام 2030، إلى منشأة التصنيع المتقدمة لهياكل الطائرات التابعة لمبادلة شركة «ستراتا»، والتي تقع في مدينة العين.
وتأتي هذه الاتفاقية لتمثل استمراراً للعلاقة بين الشركتين، حيث كانت «ستراتا» قد وقعت اتفاقيات سابقة لتوفير الأسطح الخارجية لرفارف الأجنحة للشركة المصنعة لطائرات A330، A340، A350X وA380. وفي شهر فبراير 2013، قد قامت «ستراتا» بتسليم أول أربع جنيحات لطائرة «إيرباص A330» تم تجميعها بالكامل ضمن مصنعيها في مدينة العين توريدها إلى مصنع «إيرباص في بريمن بألمانيا، وتركيبها على إحدى طائرات أسطول طيران الاتحاد.
كما تعهدت «إيرباص» أيضا بأن تشتري من مبادلة مواد مركبة خام، وذلك عند بدء الإنتاج في منشأة تصنيع المواد المركبة الخام التي يجري التخطيط لإنشائها في أبوظبي.
وقال حميد الشمري: «نحن سعداء لتعزيز علاقاتنا مع شركة «إيرباص، الأمر الذي يعكس التزام مبادلة الواضح بالاستثمار في دعم مسيرة التطوير المستمر والنمو المطرد لقطاع صناعة الطيران، في دولة الإمارات العربية المتحدة وعلى الصعيد العالمي».
من جانبه، قال جونتر بوتشيك، الرئيس التشغيلي لشركة «إيرباص»: «يسهم هذا التعاون مع «ستراتا» في تعزيز شراكتنا على المدى البعيد، والتي تستند إلى قدرات «ستراتا» في توريد منتجات عالية الجودة إلى «إيرباص». ونحن سعداء بأن عمليات التسليم القادمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ستواصل دورها الفعال في المستقبل».
بدر العلماء: الاتفاقيات ترفع حجم أعمال «ستراتا» إلى 27,5 مليار درهم
ضاعفت الاتفاقيات الجديدة التي وقعتها شركة المبادلة للتنمية، أمس مع كل من شركة بوينج الأميركية وايرباص الأوروبية من حجم أعمال شركة «ستراتا» ثلاث مرات، ليصل إلى 27,5 مليار درهم (7,5 مليار دولار) بحسب بدر العلماء الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع»، الذي توقع أن ترتفع صادرات الشركة بنهاية هذا العام إلى 200 مليون دولار. وقال بدر العلماء في تصريحات لـ«الاتحاد» أمس، إن الاتفاقيتين اللتين تم توقعيهما أمس على هامش معرض دبي للطيران، صعدا بشركة «ستراتا للتصنيع» المتخصصة بصناعة مكونات هياكل الطائرات والمملوكة بالكامل من قبل شركة المبادلة للتنمية، من فئة الشركات الصغيرة إلى الشركات المتوسطة، الأمر الذي يسهم في الاقتراب من تحقيق هدف ستراتا بالانضمام إلى أكبر ثلاث شركات في العالم متخصصة في تصنيع هياكل وأجزاء ومكونات الطائرات على مستوى العالم بحلول 2020.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ستراتا للتصنيع» إن «هذه الاتفاقات تؤسس لدخولنا في سلسة توريد إنتاج المواد الخام المركبة، (الكربون فايبر) للمرة الأولى من خلال تأسيس شركة تابعة لمبادلة بالشراكة مع شركة أميركية أخرى»، مشيرا إلى أنه لا يوجد سوى ثلاث شركات في العالم فقط تعمل في هذا المجال.
ووقعت شركة المبادلة للتنمية «مبادلة»، أمس اتفاقين منفصلتين بقيمة 16.2 مليار درهم (4.4 مليار دولار) لتوريد مواد مركبة متطورة ومعادن معالجة لـ «بوينج» وهياكل طائرات لـ «إيرباص».
وأضاف بدر العلماء أن الدخول في هذه السلسلة يمهد لاكتمال منظومة الإنتاج بداية من التصميم والتصنيع والتوريد للشركة المصنعة وصولاً إلى الصيانة.
وتوقع أن تعزز هذه العقود من قيمة صادرات ستراتا للتصنيع لتصل إلى ما يتراوح بين 600 و 700 مليون دولار (2,2 – 2,56 مليار درهم) خلال الفترة من 2020 إلى 2022، وذلك مقارنة مع نحو 200 مليون دولار متوقعة في العام 2015.
وقال إن هذه الاتفاقيات تمهد لفتح خطوط إنتاج جديدة مع بوينج وايرباص وتركز أكثر على التكنولوجيا الحديثة وتوسيع نطاق التعاون بين الجهات المصنعة والقطاع الخاص للمساهمة في هذا التطور الذي تشهده الصناعة فضلا عن توظيف وتطوير قدرات الكفاءات الوطنية المدربة في هذا المجال. وأشار إلى أن الشراكة الجديدة مع كل من بوينج وايرباص تأتي في سياق الشراكة الاستراتيجية القائمة على الاستفادة المتبادلة للطرفين، وهو الأمر الذي تعكسه المكانة العالمية التي بلغتها صناعة الطيران في دولة الإمارات، خاصة بعد الإعلان عن الطلبيات الضخمة التي أعلنتها الناقلات الوطنية في معرض دبي للطيران في يومه الأول، والتي وضعت دولة الإمارات في المرتبة السادسة عالمياً من ناحية عدد الطائرات الجديدة والثالثة من ناحية القيمة. ولم يستبعد بدر العلماء قيام ستراتا بتزويد شركة بوينج الأميركية بمكونات طائراتها الجديدة 777 اكس والتي تقدمت كل من طيران الإمارات والاتحاد للطيران بطلبيات شراء لنحو 200 طائرة من هذا الطراز بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار، مضيفا» في هذا السياق يمكن أن نتوقع قيام ستراتاً بتصنيع أجزاء رئيسية في هذه الطائرة».