خبير آثار : الأدب والسينما ساهما في انتشار لعنة الفراعنة حول العالم
القاهرة " المسلة " … أكد خبير الآثار الدكتور "أحمد صالح" أن المصريين القدماء هم من أوائل شعوب العالم الذين امنوا بلعنة الفراعنة؛ حيث كانوا يعتقدوا أن المومياوات لابد وأن تترك في مقابرها لتعيش في سلام، ومن يضايقها في مضاجعها تلاحقه لعنات أرواحها. مشيرا إلى أن الأدب والسينما قد ساهما بشكل كبير في انتشار تلك الفكرة في مختلف أنحاء العالم .
وقال صالح: إن قدماء المصريين عرفوا نوعين من اللعنات، الأولى "لعنة المقبرة" وهى التي تصيب من يقترب من مقبرتهم، والنوع الثاني "لعنة الاسماء" وهي صب اللعنات علي أسماء شخصية. موضحا أنه عثر علي "نصوص لعنة المقابر" علي واجهة مقابر الأفراد في عصر الدولة القديمة.
وأضاف أن نصوص "لعنة الأسماء" كانت تكتب بالهيراطيقية، ويذكر فيها الأسماء التي يراد صب اللعنات عليها، وهم في الغالب أعداء مصر وجيرانها المسببين للقلق، وكانت هذه النصوص تكتب علي تماثيل مقيدة أذرعهم أو أواني أو جواليص طين أو كتل حجرية، وفي النهاية كانت تحطم، وكان يقام لها حفل كسر الأسماء ودفنها وهو نوع من " السحر الرمزي " والغرض منها هو كسر عزيمة الأسماء المذكورة.
وأشار إلى أن فكرة لعنة المومياوات ساعد في انتشارها بين العامة أدب الخيال وأفلام الرعب في السينما، حيث قام الأدب بدور هام في نشر تلك الفكرة والتى بدأت تظهر في آواخر القرن السابع عشر الميلادي، عندما كتب الكاتب لويس بنشيه قصة عام 1699 تدور حول لعنة المومياوات، مؤكدا أن أول من استخدم تعبير "لعنة المومياء" هي لويزا ماي الكوت في قصتها "مفقود في الهرم" عام 1869 .
وأضاف أنه بالنسبة للعنة فى السينما فقد جسدت السينما الفكرة المصرية عن اللعنة وخيال الأدب الحديث والمعاصر في صورة متحركة، وبدأ ذلك عام 1932 بفيلم المومياء للمخرج كارل فرويند. موضحا انه قامت علي هذه الرؤية بتجسيد أرواح مصرية بعد الكشف عن أجسادها أفلام كثيرة عالمية وهي، يد المومياء 1940، وأكد أن أهم فيلم ناقش فكرة المومياء بشكل رائع هو الفيلم المصري " المومياء " أو فيلم " ليلة إحصاء السنين " والذي أخرجه شادي عام 1968، وعالج الفيلم قضية الهوية والحفاظ على التراث الحضاري لمصر باعتبارها مصدر لنهضة وتقدم مصر.
وأشار إلى أن الغالبية العظمي من الباحثين يرفضون قصة اللعنة بكل تفاصيلها، ويرون أن كل ما حدث من وفيات غامضة من وحي كتاب الأدب ومن سيناريوهات الأفلام السينمائية، ويفسرون أن ما حدث من وفيات مفاجئة هي بسبب إصابة المكتشفين الأوائل بنوع من الفطريات القاتلة والتي حدث لها إعادة النشاط بعد فتح المقابر بعد آلاف السنين .
وذكر أنه عثر في المقابر أنواع من البكتريا المرضية مثل فطر الرشاشيات بأنواعها "اسبرجيلوس "، والنسجيات "هستوبلازموسيس"، الذي يصيب الرئة ،وهذه الفطريات تكون خطرة علي أصحاب المناعة الضعيفة، كما عثر في بعض التوابيت المصرية علي الامونيا و الفورمالدهايد و كبريتيد الهيدروجين.
وأوضح أنه على الرغم من أن انتشار فكرة اللعنة في مصر قد يؤدي إلي الجهل بقيمة الحضارة المصرية القديمة إلا انه أيضا للعنة جانب ايجابي، ومنها أن مواطن ألماني أرسل رسالة إلي السفارة المصرية ببرلين يشير فيها بان عائلته أصابتها لعنة الفراعنة بسبب زوج أمه الذي سرق نقشا من وادي الملوك بالأقصر، وسيدة من جنوب أفريقيا أعادت جعران إلي مصر بسبب إصابة عائلتها بحوادث غامضة.