أثمرت جهود "زعزوع" في لندن بعودة السياحة البريطانية للأقصر وأسوان
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب الصحفيين
في سوق لندن الدولي للسياحة والذي جرت فعالياته الأسبوع الماضي في ظروف صعبة تعيشها السياحة المصرية منذ 25 يناير 2011 ووصلت إلي قمتها ابان الحكم الاخواني.. شاهدت هشام زعزوع وزير السياحة كالمكوك يتحرك في كل مكان ويعقد عشرات اللقاءات والاجتماعات مع منظمي الرحلات ومع رجال الصحافة والإعلام. كان كل همه ازالة الصورة السيئة التي الحقتها الممارسات الاخوانية بصناعة السياحة إبان حكمها لمصر.
لا أحد يمكن أن ينكر أن هذه الفترة التي انتهت بثورة 30 يونيو كانت فترة حالكة السواد في تاريخ مصر حيث كانت السياحة علي قمة الضحايا وهي التي تعد صناعة الأمل لمصر باعتبار أن تعاظمها يحقق الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي.
كان محور معظم الأحاديث تدور حول أهمية رفع تحذيرات السفر الحكومية التي أصدرتها الكثير من الدول الرئيسية المصدرة للسياحة إلي مصر نتيجة غياب الأمن والأمان.
كبار منظمي الرحلات والمسئولين عن شركات الطيران العارض السياحية أعلنوا عن اهتمامهم البالغ بمصر التي يرونها درة السياحة العالمية. اجمعوا علي انهم جاهزون لتسيير برامجهم السياحية إلي مصر بمجرد رفع هذا الحظر.
< < <
كما هو معروف فقد عمل هشام زعزوع بدعم ومساندة الخارجية المصرية علي اقناع الدول السياحية بالغاء تحذيرتها لسياحها. تم ذلك من خلال اجتماعاته بسفراء هذه الدول والتي دعمها بسفرياتها للقاء المسئولين فيها. ويمكن القول انه قد نجح في هذه المهمة حتي لو كان قرار الرفع جزئيا بالنسبة لبعض المناطق دون المناطق الاخري تبعا لما هو متوافر من معلومات عن حالة الأمن. وكان اجتماع منظمة السياحة العالمية الذي عقد علي هامش سوق لندن وحضره ما يزيد علي 106 وزراء للسياحة فرصة لتكثيف الاتصالات لخدمة هذا الهدف الذي يمثل طوق نجاة لتعافي السياحة المصرية.
< < <
وفقا لما تم انجازه في هذا المجال فقد كانت مناطق البحر الأحمر وسيناء الأكثر حظا حيث كانت صاحبة الحظوة في رفع حظر السفر.. اما المناطق سيئة الحظ والتي تعد الأعظم من ناحية القيمة السياحية فإنها تنحصر في الأقصر وأسوان ومناطق جنوب مصر. لهذا السبب كان المحافظ طارق سعد الدين محافظ الأقصر رائدة السياحة الثقافية ضمن الوفد الرسمي المصاحب لوزير السياحة مع اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء تتويجا لمكانة المقصدين السياحيين علي خريطة السياحة المصرية الشاطئية.
ونظرا لما أصاب صعيد مصر من نكسة سياحية نتيجة ممارسات العنف والارهاب رغم ما تتمتع به من مقومات سياحية ثقافية فريدة وامكانات لقضاء اجازات الراحة.. فقد تركزت جهود وزير السياحة علي الترويج لمقاصدها السياحية. كان لا يمكن أن تكون هناك نتيجة لهذه الجهود دون ان ترفع الدول خاصة المهتم سياحها بالسياحة الثقافية لقرارات السفر إليها.
< < <
ولأن سياح بريطانيا من اكثر الجنسيات السياحية المهتمة بهذه النوعية السياحية فقد كان الوزير حريصا علي دفع الحكومة البريطانية الي رفع الحظر عن هذه المناطق.
وخلال فترة وجود الوزير في لندن تمكن السفير المصري في بريطانيا اشرف الخولي من ترتيب لقاء لوزير السياحة مع وزير الدولة للشئون الخارجية البريطاني. ونظرا لضيق الوقت فقد تم هذا الاجتماع في مبني مجلس العموم البريطاني حيث كان الوزير البريطاني يحضر اجتماعا برلمانيا. استطاع الوزير ومعه السفير اقناع الوزير باستتباب الأمن في الأقصر وأسوان مستندين علي ذلك بتقارير الأجهزة الأمنية. وانتهي هذا اللقاء بصدور قرار بريطاني برفع حظر سفر السياح البريطانيين الي الأقصر وأسوان. اشاع هذا الانجاز شعورا بالفرحة والسعادة لدي الوزير الذي اعتبره خطوة مهمة في عودة الحياة السياحية والاقتصادية والاجتماعية الي هذه المنطقة التي تعد الأكثر حاجة لعودة الحركة السياحية إليها. ترتب علي هذا القرار اعلان عدد من الشركات السياحية العالمية بدء تفعيل برامجها إلي الأقصر وأسوان.
"وللحديث بقية"