ابراهيم : الاثار تواصل حملتها القومية لتنظيف سبيلين عثمانيين بمنطقة الباطنية الخميس
القاهرة " المسلة " … تواصل الحملة القومية لنظافة الاماكن المحيطة بالآثار والتي تتبناها وزارة الدولة لشئون الآثار ممثلة في الإدارة العامة للقاهرة التاريخية عملها غدا الخميس بتنظيف سبيلين من الأسبلة العثمانية الهامة والمنطقة المحيطة بهما وهما سبيل سليمان بك الخربوطلي وسبيل زين العابدين بمنطقة الباطنية بحي الغورية والدرب الأحمر.
صرح بذلك محمد ابراهيم وزير الاثار ، مشيرا الى ان تلك الحملة تستهدف نشر الوعي الأثري بين سكان هذه المناطق في صورة تظهر دور المشاركة المجتمعية في حماية الآثار ، و تنفذها الوزارة بالتعاون مع حملة حراس الحضارة وبعض منظمات المجتمع المدني والجمعيات الاهلية وأهالي المناطق الأثرية.
واضاف إبراهيم أن الفكرة من إطلاق تلك الحملة ليس نظافة تلك الاماكن وحسب ولكن تكمن أيضا في مشاركة أهالي المناطق الأثرية من خلال ندوات التوعية وحلقات النقاش المتبادل بين طرفي العمل من مؤسسات حكومية وأهالي في كيفية توظيف الأثر وحمايته من التعديات والاستفادة من الموقع الهام بوسائل لا تسبب أية أضرار على المبنى الأثري خاصة بعد أن تم إنفاق ملايين الجنيهات على ترميم هذه الآثار ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية.
ومن جانبه اشار محمد عبد العزيز مدير مشروع تطوير القاهرة التاريخية الى أن اهمية تلك الحملة تكمن في نشر روح المودة والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد ونشر الوعي الأثري بوسائله التعليمية المختلفة من خلال إعادة توظيف تلك الأماكن بصورة لا تضر بالأثر . وقال إن الحكام من خلفاء وسلاطين وملوك, والأمراء وكذلك أثرياء المسلمين كانوا ينشئون تلك الأسبلة تقربا إلى الله تعالى وأملا في الثواب وذلك بتوفير ماء الشرب للمارة في الطرقات حتى لا يتعرضوا للعطش أثناء ممارسة أنشطتهم وأعمالهم المختلفة ، كما أنشأوا أيضا أحواضا لتوفيرمياه لشرب للدواب، حيث كانت الدواب الوسيلة الأساسية للانتقال داخل المدن وخارجها.
وأضاف عبد العزيز أن توفير المياه عن طريق هذه الأسبلة للمارة وعابري السبيل والفقراء والمحتاجين كان له جانبه الاجتماعي حيث يبدو عطف الغني وهو المنشئ للسبيل على العطشى من المارة وهو ما يؤكد روح المودة والإخاء بين أفراد المجتمع الواحد وهي القيم التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
وأوضح أنه بالإضافة إلى وظيفة السبيل في توفير المياه للمارة, فقد كان له وظيفة أخرى مهمة، خاصة في مصر وهي وظيفة التعليم حيث كان يلحق بالسبيل وفي الجزء العلوي منه مكتب أو كتاب ليتعلم فيه أبناء المسلمين مبادئ القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن، وقد استمر هذا التقليد, أي الجمع بين وظيفة السقاية والتعليم في بناء الأسبلة منذ فترة الحكم المملوكي (القرن الثالث عشر) حتى فترة القرن التاسع عشر.
وهو الشيء الذي يعطي للسبيل المصري خصوصيته وتفرده عن الأسبلة الأخرى التي أنشئت في معظم مدن العالم الإسلامي، ويقع السبيلان في منطقة الأزهر والغوري فسبيل سليمان بك الخربوطلي أنشأه الأمير سليمان بك الخربوطلي سنة 1637م (1047ه`)،وهو سبيل مستقل غير ملحق بمبان أخرى، ويعلوه كتاب لتعليم الأطفال ، أما سبيل زين العابدين فهو أيضا من الأسبلة العثمانية وأنشأه القاضي زين العابدين بن علي في القرن 17م (11ه`) ملحقا بمنزل ويعلوه كتاب ، ذكره علي مبارك في الخطط التوفيقية عند وصفه لشارع الكعكيين الذي قال إن أوله آخر شارع الغورية على يسار الذاهب الى العقادين وآخره أول شارع البطلية كما قال إن بشارع لولية المتفرع من شارع الكعكيين جهة اليسار يوجد سبيل وقف القاضي زين العابدين وهو تحت نظر على مرزوق.