الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال يضع الخطوط العريضة لمستقبل الطاقة المستدامة في الشرق الأوسط
الشارقة "المسلة" خاص…. ألقى مجيد جعفر،الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال، كلمة رئيسية في المؤتمر السنوي للمنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي عُقد في إمارة الشارقة، أوضح فيها التحديات والفرص الرامية إلى تحقيق مستقبل مستدام للطاقة في المنطقة.
وفي كلمته الرئيسية خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي جرت فعالياته في الجامعة الأمريكية بالشارقة اليوم الثامن والعشرين من شهر أكتوبر 2013، بحضور الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وعدد من الوزراء العرب وخبراء أكاديميين وقادة أعمال، أكد مجيد جعفر في كلمته أن إنتاج الطاقة، وخاصة الغاز والنفط،يعد منذ فترة طويلة القوة الاقتصادية للمنطقة العربية، إذ تشكل الطاقة الأساس الذي تقوم عليه عملية التنمية في الداخل والتجارة مع الخارج. مشيراً إلى أن المنطقة ترتكز في دعم أنشطتها الاقتصادية ورفع مستوى الحياة الحضرية فيها على الكهرباء والماء والبنزين، كما تعتمد أيضاً على عائدات تصدير هذه الصناعات لتوفير رؤوس الأموالوالاستثمار وتمويل السياسات الاجتماعية.
وفي الوقت نفسه، تطرق جعفر في كلمتهإلى الدور المحوري للطاقة في المنطقة العربية،قائلاً إن "وفرة موارد الطاقة تعتبر امرا إيجابياً ولكن بنفس الوقت يخلق نوع من التبعية وبذلك يحتاج إلى تخطيط بتأني لسياسات طويلة الأمد في مجال التنمية المستدامة".
وتساءل جعفر في كلمته: "كيف يمكننا ضمان الاستمرار في الاستفادة الكاملة من الثروات في المنطقة؟ وكيف يمكننا الاستفادة من خصائص بلدنا المتمثلة بتوفر الطاقات الشبابية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي للتجارة العالمية واستغلال ذلك للنهوض بإنتاج الطاقة؟ وكيف يمكننا تأسيس قاعدة مرنة لإمدادات الطاقةفي سبيل بناء اقتصاد متنوع؟ ".
وأضاف:"من الضروري أن نضع السياق العالمي في الحسبان. فمع استمرار التجارة الدولية في النمو، يجب أن تظل المنطقة العربية تنافسية بشكل مستدام مع بقية دول العالم في سياستها المتعلّقة بالطاقة، تماماً كما تسعى لأن تكون قادرة على المنافسة في سياساتها الصناعية والتجارية".
وقال في معرض سؤاله عن ماهية خصائص نظام الطاقة التنافسي المستدام:"إنه النظام الذي يزيد القدرة على تحمل التكاليف والمسؤولية والموثوقية البيئية معاً،وبشكل متوازن".
ولفت جعفر إلى مقارنة دولية مهمة، فـ"الصين تعتمد بشكل كبير على الفحم، وهذا بدوره يضمن انخفاض تكاليف الطاقة، ولكن تترتب عليه تكلفة بيئية عالية، وتلوث واضح في العديد من المدن الصينية. وبالمقابل، يتم استثمار مئات المليارات من الدولارات في أوروبا على الطاقة المتجددة التي رفعت من أسعار الطاقة وأثرت على تنافسية المنتجات الأوروبية في السوق العالمية. وفي أمريكا الشمالية،أدى وجود سوق حرة قوية في مجال الصخر الزيتي والغاز، إلى تخفيض التكاليف، إلى جانب موثوقيته العالية وانخفاض تأثيره البيئي".
وأوضح جعفر أن على العالم العربي ألا يُهمل قوته الأساسية في إنتاج النفط والغاز، فحتى مع الجهود المبذولة لتنويع مصادر الطاقة في المنطقة، سيبقى النفط والغاز العصب الرئيسي للطاقة فيها، ومصدراً مهماً لعائدات التصدير. مشيراً إلى أن شراكة القطاع الخاص مع الحكومة وشركات النفط الوطنية، تعتبر أفضل وسيلة لتقديم الاستثمار اللازم لتحفيز جميع مجالات قطاع إنتاج الطاقة.
واختتم مجيد جعفر كلمته قائلاً: "إن الدعم الكبير الذي تقدمه المنطقة للنفط والغاز والمياه والكهرباء من شأنه أن يعمل على زيادة كفاءة الطاقة،وسد الحاجة منها، وزيادة حجم الفرص الاقتصادية". وفي حين يجب أن يكون الاصلاح في مجال الطاقة، مراعياً للاحتياجات الاجتماعية المشروعة للمواطنين، والقدرة التنافسية للصناعة، لتحقيق التوازن المطلوب.