8500 طائرة و16 مليون حقيبة سفر لنقل ديون أمريكا
واشنطن "المسلة" … يمثل الدين الأمريكي العام رقماً فلكياً لا يستطيع الكثير من البشر تخيله على أرض الواقع، أو تخيل حجمه الحقيقي لو تم جمعه على شكل سيولة في مكان واحد، حيث يبلغ 16.7 تريليون دولار أمريكي، فيما يضم كل تريليون ألف مليار، ويضم المليار الواحد ألف مليون.
وعلى اعتبار أن ورقة المئة دولار هي أعلى فئة من العملة الأمريكية، فإن الحزمة الواحدة من الدولارات (فئة 100) تحتوي على 10 آلاف دولار أمريكي، ما يعني أن التريليون دولار يحتاج إلى 100 مليون حزمة من الحزم المعتادة بالدولارات الأمريكية بحسب البيان.
ولتقريب الصورة إلى الأذهان فإن حسبة بسيطة تبين أن التريليون دولار أمريكي لو توفرت على شكل سيولة في مكان واحد من العالم، فإنها بحاجة إلى مليون حقيبة سفر على اعتبار أن الحقيبة الواحدة تضم مليون دولار، أو أن التريليون الواحد تحتاج لمساحة تعادل ملعباً لكرة القدم من أجل تصفيفها وترتيبها على شكل ربطات، وكل ربطة تضم أوراقاً من فئة المئة دولار.
وببلوغ الدين الأمريكي مستوى 16.7 تريليون دولار، فإن هذا المبلغ لو كان متوفراً في مكان ما من العالم على شكل سيولة يحتاج بالمجمل إلى 16 مليون و700 ألف حقيبة سفر مكدسة بالسيولة النقدية من فئة 100 دولار للورقة الواحدة.
ولنقل تريليون دولار واحد فقط من مكان إلى آخر فإننا نحتاج إلى أسطول من طائرات الشحن يتراوح بين 500 إلى ألف طائرة شحن متخصصة، بحسب ما قال أحد العاملين في شركات الطيران لـ"العربية نت"، مشيراً إلى أن المتوسط الذي يمكن أن تنقله طائرة الشحن الواحدة هو ما بين ألف إلى ألفين حقيبة، وذلك بحسب وزن وحجم الحقائب، وبحسب نوع الطائرة وإمكاناتها.
لكن الموظف العامل في مجال الشحن الجوي يؤكد أنه لا توجد شركة ولا دولة في العالم لديها مثل هذا الأسطول من الطائرات ولا حتى نصف هذا العدد من طائرات الشحن.
وعلى افتراض أن التريليون دولار يحتاج إلى 500 طائرة شحن، فإن إجمالي الدين الأميركي يحتاج لنحو 8500 طائرة شحن مكدسة بالدولارات من فئة 100 لسداد الدين، هذا على افتراض أن هذا المبلغ الفلكي يمكن أن يتوفر في مكان ما من العالم، أو يمكن أن يكون موجوداً أصلاً في الكون على شكل سيولة.
ويزيد إجمالي الدين الأمريكي عن ستة أضعاف إجمالي الناتج المحلي للدول العربية الـ22، والذي يبلغ نحو 2.5 تريليون دولار، أي أن حجم مديونية الولايات المتحدة يزيد عن ستة أضعاف الحجم الكلي لاقتصادات الدول العربية، وهو ما يمكن أن يقرب الصورة مرة أخرى إلى أذهان القراء العرب من أجل تخيل حجم كارثة الديون التي تعيشها الولايات المتحدة بسبب حجم المديونية الفلكي.
ويمثل الاقتصاد الأمريكي ثلث اقتصاد العالم، كما أنه أكبر اقتصاد في الكون، ولذلك فإن العالم كله يراقب أزمة الديون التي تعصف بالبلاد، فيما يشار إلى أن الصين هي أكبر دائن للولايات المتحدة حيث تحمل سندات خزانة تبلغ قيمتها الإجمالية 1.3 تريليون دولار.