ريحان يطالب بتمثيل الآثار فى مؤتمر حوار الأديان بالمغرب 30 سبتمبر
القاهرة "المسلة" …. أكد الخبير الأثرى الدكتور عبد الرحيم ريحان على ضرورة تمثيل وزارة الدولة لشئون الآثار بمؤتمر تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان التي تعقده المنظمة الدولية للفرانكفونية والإيسيسكو تحت رعاية الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية بمدينة فاس خلال الفترة من 30 سبتمبر إلى 2 أكتوبر 2013 بمشاركة خمسين من الشخصيات السياسية والدينية والفكرية البارزة .
ويشير د. ريحان إلى ضرورة تمثيل خبراء من الآثار فى أى مؤتمر خاص بحوار الأديان والثقافات باعتبار آثار مصر هى التى جسدت أروع صفحات التسامح الدينى على أرض مصر والتعانق والتلاقى بين الثقافات والحضارات والتأثير الحضارى المتبادل فقبل دخول الإسلام إلى مصر أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسيحيين عهداً يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وكنائسهم ويحرم فيه هدم الكنائس ومنازل المسيحيين واحترام أملاكهم ومعاونتهم فى ترميم كنائسهم واحترام خصوصية الرهبنة وحماية المسيحيين فى البر والبحر ومجادلتهم بالحسنى وبعد دخول الإسلام أعطى عمرو بن العاص رضى الله عنه المسيحيين أماناً جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص) .
ويضيف د. ريحان أن الاكتشافات الأثرية بسيناء وفى كل بقاع مصرجسّدت هذه المعانى بشكل ملموس مؤكداً أنه لا يوجد مكان فى العالم يجمع بين الأديان الثلاثة إلا فى مصر حيث تعانقت الشجرة المقدسة الذى ناجى عندها نبى الله موسى عليه السلام ربه مع أشهر أديرة العالم وهو دير سانت كاترين مع الجامع الفاطمى داخل الدير وفى مصر القديمة المعبد اليهودى والكنائس وجامع عمرو بن العاص .
ويشير د. ريحان إلى أن العمارة والفنون المسيحية ازدهرت بسيناء ومنها العديد من الإضافات المعمارية والفنية على دير سانت كاترين فى العصر الإسلامى لحمايته ومنها الأيقونات وهى صور دينية مسيحية لها دلالات معينة قد حميت من أن تمس بسوء فى فترة تحطيم الأيقونات التى انتشرت فى أوربا فى الفترة من 726 إلى 843م وحميت أيقونات مصر لوجودها داخل العالم الإسلامى بعيدة عن سيطرة أوربا كما حرص المسلمون على إنعاش وحماية طريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء ببناء حصون بها حاميات من الجنود لتأمين هذا الطريق كما تم الكشف عن كنيسة داخل قلعة حربية إسلامية وهى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا ويعود تاريخها إلى القرن السادس الميلادى حين استغل البيزنطيون جزيرة فرعون وبنوا بها فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة وبعد بناء قلعة صلاح الدين لم تمس بسوء وفى منطقة حمام فرعون التى تبعد عن السويس 110كم تم الكشف عن كهف مسيحى من القرن الرابع الميلادى يقع فى طريق حربى لصلاح الدين بسيناء به رسوم لآباء الكنيسة المصرية .
ويشير د. ريحان إلى أن مكتبة دير سانت كاترين تحوى 200 وثيقة أصدرها الخلفاء المسلمون كعهود أمان لحماية الدير والمسيحيين عموماً تكشف عن سياسة التسامح التى سارت عليها السلطات العربية الإسلامية حيال المسيحيين واليهود والتى أوضحت بجلاء أن رهبان طور سيناء كانوا يعيشون فى ديرهم هادئين مطمئنين وتجسدت أروح معانى التسامح بمدينة طور سيناء حيث نقشت وتجاورت على صخورها كتابات المسيحيين والمسلمين لعبورهم نفس الطريق فى رحلاتهم المقدسة ومنذ عام 1885 كان الحجاج المسلمون يبحرون فى نفس الباخرة من السويس إلى ميناء طور سيناء القديم مع المسيحيين القادمين من أوربا لزيارة القدس عبر سيناء ومنها يتوجهوا سوياً لزيارة الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليا) ثم يعود الحاج المسلم إلى ميناء الطور ليستكمل طريقه إلى مكة المكرمة ويستكمل المقدّس المسيحى طريقه إلى القدس ويضم حى الكيلانى بطور سيناء جامع صغير بمنارة من عهد الخديوى توفيق اشترك فى بنائه عمال مسيحيين ومنازل تعتبر طرازاً فريداً من المبانى حيث بنيت بالكامل من الأحجار المرجانية عام 1826م استخدمت لسكن عمال ميناء الطور الحديث والصيادين وأسرهم وكان يسكنها المسيحيون والمسلمون فى محبة ووئام ودير القديس جاورجيوس الملاصق لميناء الطور القديم الإسلامى وكان المسلمون من أهالى سيناء ينقلون المؤن والبضائع من ميناء الطور القديم عبر وادى حبران إلى دير سانت كاترين.