روسيا تبحث عن وسيلة لإعادة سائحيها
موسكو "المسلة " … يخطئ من يقول ان السياحة الروسية الي مصر تصب فقط في صالح الاقتصاد المصري. فالواقع الراهن يقول ان ما تتكبده الشركات السياحية المصرية من خسائر لا تقل عن مثيلاتها التي لحقت بشركات السياحة والطيران في روسيا.
ومن ثم يكون من الطبيعي ان يعمل المسئولون عن السياحة في كل من البلدين من اجل تجاوز العقبات علي طريق استئناف حركة السياحة الروسية الي مصر. من هذا المنظور يمكن تناول اول زيارة يقوم بها مسئول مصري رفيع المستوي الي موسكو بعد الزيارة العقيمة النتائج والمشبوهة التوجهات للرئيس المخلوع محمد مرسي لسوتشي في ابريل الماضي. في الزيارة الأخيرة استطاع نبيل فهمي وزير الخارجية المصرية التوصل مع نظيره الروسي سيرجي لافروف الي اتفاق حول اتخاذ عدد من الاجراءات التدريجية التي تستهدف عودة السياحة الروسية الي مصر.
وكان هشام زعزوع وزير السياحة والسفير ناصر حمدي رئيس هيئة تنشيط السياحة قد سبقاه الي موسكو لحضور افتتاح معرضها السياحي الدولي واللقاء مع العديد من المسئولين وممثلي الشركات السياحية الروسية من اجل تلمس الحلول المناسبة لتحقيق نفس الهدف. وقد اسفرت هذه اللقاءات والمباحثات بما فيها غداء العمل الذي ضم الوزراء الثلاثة, عن نتائج ملموسة تمثلت في الاتفاق حول ايفاد لجنة من المسئولين الروس الي مصر لتفقد الاوضاع الامنية والاقتصادية في المنتجعات السياحية المصرية وصلت الي مصر بالفعل يوم الخميس الماضي. وقالت مصادر دبلوماسية روسية ان الخارجية الروسية سوف تتخذ قرارها حول التوصية باستئناف سفر السائحين الي مصر علي ضوء نتائج تقرير هذه اللجنة وان كانت الشواهد تشير الي احتمالات رفع الحظر جزئيا عن المناطق السياحية دون ان يشمل ذلك القاهرة والاسكندرية.
وكشفت المصادر عن ان القرار الروسي حول استئناف حركة السياحة الي مصر سيكون ايضا استجابة للشكاوي المتعددة التي تقدمت بها الكثير من شركات الطيران والسياحة الروسية التي تتكبد خسائر فادحة من جراء توقف السفر الي مصر وهو ما يجب الاشارة اليه في معرض الرد علي الحملات الممجوجة من جانب بعض الدوائر والشخصيات المعروفة بعدائها التقليدي لمصر في الساحة الروسية, ومنها يفجيني ساتانوفسكي مدير معهد الشرق الاوسط في موسكو والذي كان يحمل في الامس القريب اسم معهد اسرائيل والشرق الاوسط, وتساهم اسرائيل في دعم نشاطه وتمويله, ويحاول الترويج لفكرة ان المصريين وحدهم يحققون المكاسب احادية الجانب من السياحة الروسية. ولعلنا نضيف ايضا ضرورة النظر في رفع الحظر غير المعلن علي مشاركة الطائرات المصرية في نقل السائحين الروس الي مصر عبر رحلات الشارتر التي تستأثر بها الشركات الروسية. وفي هذا الصدد نشير كذلك الي ضرورة اعادة النظر في التعاون مع الشركات السياحية التركية التي تنفرد بتسويق البرامج السياحية الروسية والاجنبية الي مصر!.
