البحرين تطلق مهرجان الأيام الثقافي للكتاب بمشاركة 150 دار نشر عربية وأجنبية
المنامة "المسلة" … تحت الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء انطلق اليوم " مهرجان الأيام الثقافي للكتاب" في دورته الـ 20 بمركز البحرين الدول للمعارض والمؤتمرات , والذي تنظمه مؤسسة الأيام للصحافة والنشر بحضور كوكبة من الوزراء والمسئولين ورواد الثقافة , ومشاركة 150 دار نشر عربية وأجنبية تعرض إصدارات متنوعة تشمل الابداعات الثقافية والأدبية والفنية والفكرية والعلمية والقانونية وادب الطفل وكتب التكنولوجيا الحديثة والحواسيب.
وأكد محمد بن إبراهيم المطوع وزير الدولة لشئون المتابعة في تصريح لوكالة انباء البحرين " بنا " على هامش افتتاح المعرض الذي يستمر حتى 24 سبتمبر الجاري ان المعرض اصبح معلما من المعالم الثقافية لمملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قاطبة.
وقال ان المعرض اضحى علامة مستمرة للتطور الثقافي والادبي في مملكة البحرين , مشيدا بإبداعات الكتاب والادباء والمفكرين البحرينيين المشاركة في المعرض ما يساهم بشكل فعال في الارتقاء بالعمل الادبي والثقافي والعلمي في مملكة البحرين.
وثمن المطوع جهود صحيفة الايام التي تتولى تنظيم المعرض بكل مهنية وحرفية واحترافية في مواصلة مسيرته الناجحة على مدى 20 سنة متتالية , مضيفا ان الصحيفة شكلت " العلامة المميزة للمعرض " منذ انطلاقته , قائلا ان المعرض تم تدشينه من قبل وزارة الاعلام " ولدى تسلمي شخصيا مسئولية الوزارة عقدت اتفاقا مع جريدة الايام على ان تتولى الاشراف على المعرض وهو في تحسن وتطور مستمر وشكل علامة بارزة ونوعية في مسيرتنا الثقافية .
كما اشاد بمشاركة حوالي 150 دار نشر في المعرض مع تنوع العناوين والاصدارات من قبل الوزرات والهيئات البحرينية , سيما جامعة البحرين التي لديها نحو 400 اصدار ودورية مشاركة في المعرض , اضافة الى دور النشر العربية التي لديها بصمات واضحة ومستمرة في المعرض , وكذلك دور النشر الاجنبية .
واعرب عن امله في عودة الندوات التي كانت تقام على هامش المعرض والدراسات حيث سبق ان قام المعرض بعمل ورش , مثل " طرفة بن العبد " حيث خرجت دراسات مميزة , مؤكدا ان " كتابنا وادباَئنا " البحرينيين يستحقون القاء الضوء على اعمالهم واصداراتهم في هذه الورش ومثل هذه المناسبات الثقافية خاصة وان العناوين البحرينية مزدهرة في المعرض .
واتفق معه وزير العمل جميل محمد علي حميدان بأن " مهرجان الأيام الثقافي للكتاب" اصبح منارة فكرية وثقافية , خاصة وان المجتمع البحرين يعرف منذ القدم باستقطاب الثقافة والفعاليات التي تنمي الوجدان وتخلق ثقافة عامة في المجتمع تنسجم مع تراث البحرين الكبير والمميز .
وأوضح ان العدد الكبير من الاصدارات ودور النشر المشاركة في المعرض يعطي انطباعا جميلا بان مملكة البحرين ستبقى قامة بارزة في استقطاب الثقافة والكتاب وتفتح مجالا لتطوير الثقافة ونشر الوعي .
واشاد وزير العمل بنجاح صحيفة الايام البحرينية في استقطاب هذا العرس الثقافي سنويا , مثمنا التطوير المتواصل كل سنة , معربا عن امله باقامة ندوات على هامش المعرض واستقطاب الكتاب لطرح رؤاهم وافكارهم وانتاجهم الفكري والادبي وتنشيط الاجواء الثقافية بالمملكة.
من جانبه أشاد علي محمد الرميحي رئيس هيئة شؤون الإعلام بتنظيم مهرجان الأيام الثقافي العشرين للكتاب بمشاركة واسعة من دور النشر العربية والدولية، باعتباره تعزيزًا لمكانة مملكة البحرين المرموقة كنقطة مضيئة للإشعاع الفكري والثقافي والحضاري، ودلالة على ما تتمتع به البلاد من انفتاح إعلامي، واستقرار سياسي وأمني خلال العهد الإصلاحي لجلالة الملك المفدى.
وأضاف إن رعاية الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء الموقر لهذا المهرجان يجسد دعم الحكومة الرشيدة لإسهامات المؤسسات الوطنية في دعم الحراك الثقافي والإعلامي، ونشر المعرفة وتشجيع القراءة والمبدعين على تأليف الكتب والإصدارات العلمية، انطلاقًا نحو مجتمع المعلومات والاقتصاد الرقمي.
ورأى الرميحي إن تحفيز الاستثمار في التعليم والثقافة ضرورة للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في المجتمعات المتحضرة، إيمانًا بأن إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية ورفع مستوياتها المعيشية وإدراكها المعرفي هو عماد التجربة الإصلاحية والتنموية، وركيزة النهوض بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة اقتصاديًا وعلميًا، ورفع قدرته على المنافسة وتحقيق الريادة إقليميًا ودوليًا.
وأوضح أن الإنجازات الديمقراطية والثقافية والإعلامية المحققة في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك تحظى بتقدير إقليمي ودولي واسع النطاق، مما توج بحصول المملكة على مراتب متقدمة عالميًا في مجالات التنمية البشرية، واختبارها عاصمة للصحافة والإعلام والثقافة والسياحة في المنطقة العربية، لافتًا إلى ارتفاع متوسط الإنتاج البحريني من الكتب إلى مائة عنوان سنويًا خلال العقد الأخير، وهي نسبة كبيرة قياسًا إلى عدد السكان.
وقال إن القراءة هي توجيه رباني لخير وصلاح البشرية وتقدمها وازدهارها، وحينما تراجعت قيمة القراءة لدى "أمة اقرأ"، ساد التخلف والجهل والتدهور الاقتصادي في كثير من البلدان العربية والإسلامية، مستشهدًا بتأخر ترتيب تلك البلدان في تقارير المنظمات الدولية فيما يتعلق بمؤشرات الصحة والتعليم والتكنولوجيا والاقتصاد، وغيرها.
وأعرب عن أسفه لارتفاع معدلات الأمية التقليدية والالكترونية في الوطن العربي، ومحدودية نصيب المواطن العربي من إصدارات الكتب إلى حوالي 5% قياسًا إلى نظيره في الدول الغربية، وتدني إقباله على القراءة إلى أقل من ربع صفحة كتاب سنويًا، في مقابل 11 كتابًا للمواطن الأمريكي، و7 كتب للبريطاني بحسب إحصاءات اليونسكو، ولا تتجاوز نسبة المحتوى العربي على شبكة الإنترنت 3% وفقًا للإتحاد الدولي للاتصالات، فيما تقل نسبة الإنفاق العربي على البحث العلمي عن 0.3% من الناتج القومي الإجمالي.
ودعا علي الرميحي رئيس هيئة شؤون الإعلام في ختام تصريحه إلى تضافر جهود المؤسسات الصحفية والإعلامية والثقافية بالمنطقة العربية لزيادة الوعي المعرفي، ونشر الثقافة البناءة النافعة، مؤكدًا الدور الحيوي للقراءة في تنشئة الفرد وتزويده بالخبرات والمهارات كي يسهم كعنصر فاعل في بناء مجتمعه ورفع قدرته على الإنتاج والابتكار والمنافسة، والحفاظ على الهوية التاريخية والحضارية لأمته وخدمة الإنسانية.
من جهته أكد يوسف محمد مدير ادارة المطبوعات والنشر بهيئة شئون الاعلام ان الهيئة تشارك هذا العام للمرة الاولى في مهرجان الأيام الثقافي للكتاب الذي يعد ملتقى حضاري ومعرفي واشعاع ثقافي في مملكة البحرين , مشيدا بأجواء حرية الرأي والابداع في مملكة البحرين.
وأوضح ان الهيئة تشارك في المعرض من خلال مطبوعاتها والخدمات التي تقدمها , لاطلاع الجمهور على جهود الهيئة في دعم الكاتب والناشر البحريني , والتعريف بالملكية الفكرية ودور وكالة الانباء " بنا " والمطبعة الحكومية , مثمنا مشاركة دور نشر قوية ومعروفة عربيا وعالميا في المعرض ما يعد اضافة كبيرة لمملكة البحرين.
بدوره قال الاستاذ خليل الذوادي عضو مجلس الشورى ان معرض الكتاب غدا بصمة واضحة في المسيرة الثقافية في مملكة البحرين , داعيا الجميع الى زيارة هذا المعرض لنهل المزيد من الثقافة والمعرفة.
وشدد على ان صحيفة الايام عودتنا دائما على تميز معرضها خاصة وان المهتمين بالثقافة والقراء متعطشين لمشاهدة المعرض واقتناء الكثير من الكتب.
ونوه الذوادي الى ان هناك تنوعا كبيرا في ارجاء المعرض بوجود اجنحة مميزة ومتميزة , مؤكدا ان مثل هذه المعارض والفعاليات مهمة جدا من منطلق مكانة البحرين الثقافية والحضارية , سيما ان زوار المعرض من كافة دول مجلس التعاون.
وفي ذات السياق قال نائب مجلس النواب أحمد الساعاتي ان المعرض يكتسب اهمية كبيرة بتميزه خلال 20 عاما بتنظيم مميز من مؤسسة اعلامية خاصة وهى صحيفة الايام الغراء , وبحضور عدد كبير من الناشرين العرب والاجانب ما يؤكد أهمية المملكة كمركز ثقافي واشعاعي في المنطقة.
وأوضح ان المواطنين ينتظرون المعرض عاما بعد عام كونه يضم عددا كبيرا من دور النشر ويعد فرصة للناشرين والكتاب البحريين لعرض ابداعاتهم الفكرية والادبية والفنية , ويشكل فرصة ممتازة للالتقاء المؤلفين البحرينيين مع الناشرين العرب.
واضاف انه بعد التطور في وسائل التواصل الاجتماعي واستخدام الالواح الرقمية, يؤكد المعرض مجددا اهمية الكتاب الورقي رغم المنافسة كوسيلة للتواصل والقراءة والمعرفة.
ودعا الساعاتي الى وضع استراتيجية لمساعدة الكتاب وتدشين برنامج من خلال المداس والاندية ووسائل الاعلام للتأليف للحفاظ على هويتنا الثقافية والمستقبلية , مشيدا في هذا الصدد بأجواء حرية الرأي والتعبير في مملكة البحرين ما يشجع الحركة الثقافية والابداعية وتشجيع التأليف والكتابة.