التطوير والاستثمار السياحي تنجز أساسات الطوابق السفلية لمتحف اللوفر بجزيرة السعديات الشهر المقبل
أبوظبى "المسلة" … أكدت شركة التطوير والاستثمار السياحي أنه سيتم إنجاز أعمال الأساسات للطابقين السفليين لمتحف اللوفر أبوظبي بجزيرة السعديات الشهر المقبل، في وقت من المتوقع أن يتم فيه البدء بتشييد الأبراج المؤقتة الداعمة الشهر الحالي، التي ستساعد على رفع أجزاء القبة التي سيتم إنجازها وتشييدها بالكامل نهاية عام 2014.
وأشارت الشركة في رد على استفسارات “الاتحاد”، حول تطور سير الأعمال في المتحف، إلى أنه تم إنجاز وصب الأبراج الأربعة الرئيسية التي ستستند عليها القبة في يوليو الماضي.
ويعتبر المتحف واحداً من المؤسسات الثقافية الرائدة التي يجري تطويرها في قلب المنطقة الثقافية في السعديات، التي تضم أيضاً متحف زايد الوطني الذي سيفتتح عام 2016، ومتحف “جوجنهايم أبوظبي”، الذي سيفتتح عام 2017.
وقامت شركة التطوير والاستثمار السياحي بإرساء عقد الأعمال الرئيسية لتطوير المتحف في يناير الماضي، على ائتلاف مشترك بقيادة “أرابتك”، بقيمة 2,4 مليار درهم، ويضم الائتلاف كونستراكتورا سان جوزية اس اية، وأوجيه أبوظبي، وفاز بعد مناقصة تنافسية شارك فيها عدد من كبريات شركات المقاولات.
وفيما يتعلق بآخر الإنجازات، أكدت الشركة أنه تم إنجاز 43,780 ألف متر مربع من عوازل تسرب المياه في الطوابق السفلية من المتحف، ومن المتوقع إنجازها بالكامل نهاية العام الحالي.
وتمثل هذه الخطوة واحدة من أهم المراحل الرئيسية في عملية تطوير المتحف وأكثرها دقة، تقوم على وضع غطاء عازل بطبقة مزدوجة في مستوى الأساسات بهدف منع تسرب المياه.
ويشارك في أعمال بناء المتحف أكثر من 3300 عامل، حيث تم تحقيق 2,7 مليون ساعة عمل، فضلاً عن وضع ثماني رافعات برجية حتى الآن و32 ألف متر مكعب من الخرسانة المصبوبة.
وفيما يتعلق بإنشاء وصناعة أجزاء القبة الرئيسية للمتحف، فإنه تم عقد ورشتي عمل في فيينا بهدف وضع تصاميم نهائية للرسم التصنيعي للقبة، حيث سيتم البدء بصناعة الأجزاء المعدنية في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، وذلك في دولة الإمارات، على أن يبدأ تجميع أول الأجزاء المعدنية للقبة في شهر نوفمبر من العام الحالي في موقع الإنشاءات نفسه على أن تتوالى أعمال المتحف بالتزامن مع تجميع أجزاء القبة، ليتم إنجاز جميع أجزاء القبة ورفعها إلى موقعها عن طريق الأبراج الداعمة بنهاية العام 2014.
أما الهياكل الخارجية للمعارض، فمن المتوقع إنجازها في النصف الأول من العام المقبل.
ويضم المتحف، الذي سيتم افتتاحه في عام 2015، 9,200 متر مربع من من صالات العرض الفنية التي تتضمن صالات دائمة، بمساحة 681 6 متراً مربعاً، إضافة إلى صالات عرض مؤقتة بمساحة 364 2 متراً مربعاً ومتحف للأطفال بمساحة 233 متراً مربعاً.
ويعد المتحف، الذي جاء نتيجة لاتفاقية تعاون ثقافي مثمّر بين كل من دولة الإمارات وفرنسا جرى توقيعها في عام 2007، أول متحف في العالم العربي تنطوي مهمته على ترجمة روح الانفتاح والحوار بين مختلف الثقافات والحضارات.
ويأخذ المتحف، الذي تبلغ مساحته المبنية ما يقرب من 64 ألف متر مربع، مع مساحة إجمالية 16,600 متر مربع من المناطق الخارجية المرصوفة الزائر في رحلة، تعود إلى آلاف السنين مستعرضاً خلالها أقدم الحضارات العالمية، مروراً بالمعاصرة منها من خلال أعمال فنية تاريخية وثقافية واجتماعية مميزة تزخر بها صالات العرض المخصصة، كما سيتم تسليط الضوء على الموضوعات العالمية والتأثيرات المشتركة لتوضيح أوجه التشابه والعلاقات الناشئة في التجربة الإنسانية المشتركة التي تتجاوز حدود الجغرافيا وتتعدى التاريخ والأعراق.
تصميم المتحف
وروعي في تصميم المتحف، الذي قام بتصميمه المهندس المعماري جان نوفيل، ذي، أن يظهر المتحف وكأنه مدينة صغيرة قائمة بحد ذاتها، حيث ارتكز المصمم العمراني جان نوفيل في ذلك على مبدأين رئيسيين: المبدأ الأول هو أن يأخذ المتحف شكل الأسواق العربية التقليدية مع وضع ممرات صغيرة مظللة، حيث تصبح الزوايا مكاناً للأعمال الفنية. أما المبدأ الثاني، فهو مراعاة أن تكون جميع صالات المتحف وممراته تقع تحت القبة الواسعة التي تعد من العناصر الرئيسية التقليدية للعمارة الإسلامية التي أبرزها نوفيل بأسلوب عصري خلاب.
واستوحيت الهندسة العمرانية من سعف أشجار النخيل المتداخلة التي كان يتم استخدامها في سقف المنازل التقليدية التي تسمح لأشعة الشمس بالنفاذ من خلالها لتشكل ما أصبح يعرف بـ”شعاع النور”. ويأتي الشكل المعقد للقبة نتيجة للتصميم الهندسي العربي ضمن أحجام وزوايا متنوعة ضمن عشر طبقات مختلفة، منها خمس طبقات خارجية وأخرى داخلية ضمن ترتيب يمنح القبة مزيداً من الزركشة والجمال.
وتم وضع نموذج يحاكي تماماً قبة “شعاع النور” بقطر يبلغ خمسة أمتار وبوزن يبلغ 75 طناً وقياس 15×15 متراً، يمكنه الدوران بزاوية 30 درجة مئوية، ويهدف هذا النموذج إلى محاكاة مختلف المواسم والأوقات، ما يعطي رؤية فريدة من الظلال والنور خلال الليل والنهار. وقد تم تركيب نموذج القبة في جزيرة السعديات لاختبار حركة الضوء والظلال الناتجة عن الثقوب قبل أن يتم صب القبة الرئيسية فوق مبنى المتحف.
ويعتبر “اللوفر أبوظبي”، متحفاً عالمياً يضم مجموعة دائمة تشهد نمواً باستمرار، التي سيتم إثراؤها من خلال الاستعارة من أعرق المتاحف الفرنسية منها متحف اللوفر، ومتحف أورساي ديفوار، ومتحف دو برانلي كاي، ومركز بومبيدو وغيرها من المؤسسات الفرنسية الأخرى، حيث يوجد 12 متحفاً مرتبطاً مع متحف “اللوفر أبوظبي”.