فرانكفورت "المسلة" ….. التقى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ــ بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي المؤسس والرئيس الفخري لجمعية الناشرين الإماراتيين المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات وسعادة علي عبدالله الأحمد سفير الدولة لدى جمهورية ألمانيا الاتحادية ــ أول أمس وفداً من ممثلي معرض ساو باولو الدولي للكتاب في البرازيل وذلك في دار أوبرا فرانكفورت.
وأعلنت إدارة معرض ساو باولو الدولي للكتاب خلال اللقاء عن اختيار الشارقة ضيف شرف المعرض في دورته السادسة والعشرين لعام 2018 تقديراً لدور الإمارة الثقافي والإنساني العالمي وجهودها في تعزيز التواصل الحضاري بين مختلف دول العالم.
كما تم خلال اللقاء استعراض أبرز منجزات الشارقة الثقافية والحضارية والملامح العامة لشكل المشاركة المقترحة للإمارة في معرض ساو باولو العام المقبل.
ويؤكد اختيار الشارقة ضيف شرف معرض ساو باولو الدولي للكتاب الذي يعتبر من أهم وأكبر معارض الكتب في أمريكا الجنوبية الجهود الثقافية الرائدة التي بذلتها الإمارة لتصبح علامة فارقة في المنطقة العربية والعالم ومركزاً محورياً لتنظيم وإقامة وإطلاق أهم الفعاليات والجوائز والمبادرات ذات الخطاب الإنساني والحضاري الذي يعزز الحوار بين مختلف ثقافات العالم مستنداً إلى الأفكار والكتب والفنون والموسيقى وكل ما يحترم ذوق الإنسان وعقله.
وتزايدت أهمية الشارقة على النطاق الدولي كواحدة من المدن الرائدة في تعزيز الفعل الثقافي إذ طرحت مشاريع كبرى على صعيد دعم الكتاب وصناعة النشر وتعزيز حوار الثقافات عبر الترجمة والتبادل الثقافي وكانت سبّاقة من بين المنطقة في دعم الفنون البصرية وتعزز مفاهيم الفن والقيم الجمالية إضافة إلى جهودها المتواصلة الرامية إلى تحول الخطاب الإنساني إلى خطاب ثقافي إبداعي قائم على اللوحة والقصيدة والرواية والفيلم.
وقاد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مشروعاً متكاملاً في دعم الثقافة الإمارتية والعربية وتحقيق حضورها على مستوى العالم وتجلى ذلك في مختلف المجالات الإبداعية خصوصاً الكتاب والنشر والمسرح والفنون والأدب والسينما والموسيقى وغيرها من حقول الفعل الإبداعي الإنساني.
وشكلت الإمارة حضورها في الثقافة العالمية بقائمة متميزة من الفعاليات والمبادرات ذات الطابع الدولي إذ تفخر الشارقة اليوم بأن معرضها الدولي للكتاب يعد ثالث أكبر معرض للكتاب على مستوى العالم حيث تجاوز عدد دور النشر المشاركة في دوراته الأخيرة 1500 دار وجمع أكثر من مليون ونصف المليون عنوان على أرضه التي ظلت تتوسع وتكبر حتى بلغت اليوم 25 ألف متر مربع محتضنة آلاف الفعاليات وعشرات البلدان ومئات اللغات إلى جانب نجاحه في تحقيق الحوار الثقافي بين مختلف بلدان العالم واستحدث مبادرات لتفعيل الترجمة من وإلى العربية واستقطب كبار الكتّاب والمفكرين والإعلاميين والفنانين والإعلاميين من مختلف دول العالم.
* إلى جانب هذه المشاريع الريادية للشارقة يتضمن برنامجها الثقافي السنوي قائمة طويلة من الفعاليات الدولية المعنية بمختلف حقول المعرفة والثقافة فمن مهرجان الفنون الإسلامية إلى مهرجان الشارقة القرائي للطفل مروراً بمهرجان الموسيقى الدولي والمهرجان الدولي للتصوير وبينالي الشارقة وصولاً إلى مهرجان الشارقة للشعر العربي وجائزة الشارقة للإبداع العربي وغيرها الكثير.
يشار إلى أن الشارقة نالت في عام 1998 لقب عاصـمة الثقافة العربية وحصلت على لقب عاصمة الثقافة الإسلامية في العام 2014 والوحيدة التي تمتاز بشواطئ على جانبيها من جهة ساحل الخليج العربي وخليج عمان وتعتبر الإمارة مثالاً للتناغم والتمازج الاجتماعي والثقافي وتمتاز بأجوائها التراثية ومعالمها التاريخية التي تعتبر شاهداً على نهضتها وعراقتها على مر العصور.
يذكر أن العلاقات بين دور النشر في أمريكا اللاتينية والدول العربية شهدت نموا ملحوظا في العقد الأخير وهو ما تؤكده أحدث الإحصاءات الصادرة عن الأمم المتحدة حيث تشكل صادرات الكتب من العالم العربي إلى أمريكا اللاتينية 94 في المائة من هذه التجارة وتستحوذ دولة الإمارات على نسبة تصل إلى نحو 83 في المائة من هذه الصادرات.
ويعد معرض ساو باولو الدولي للكتاب من أهم معارض الكتب وأكبرها في قارة أمريكا الجنوبية ويشكل نافذة على الكتب الصادرة باللغتين الإسبانية والبرتغالية بشكل خاص إلى جانب الكتب الصادرة باللغات الأخرى إضافة إلى كونه ملتقى للمثقفين والمفكرين في القارة التي سحر أدبها ملايين القراء حول العالم ويشهد المعرض في كل عام تنظيم العديد من الفعاليات التي تعزز التواصل بين البرازيل وبقية دول العالم.
وأقامت هيئة الشارقة للكتاب بهذه المناسبة وعلى هامش مشاركتها في معرض فرانكفورت للكتاب مأدبة عشاء على شرف حاكم الشارقة دعت إليها عددا من المفكرين والأدباء والكتاب والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام المختلفة.
وأكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي خلال هذا اللقاء الفكري المتميز على دور الثقافة في بناء العلاقات الإنسانية التي تدعو دائماً إلى نشر المحبة والسلام بين أفراد المجتمع الواحد وبين الشعوب بعضها بعضا.