المركز الثقافي العراقي عنوان للانفتاح في بيروت الأول يفتح عربياً لمد الجسور بين أبناء البلدين
بيروت " المسلة " … المركز الثقافي العراقي في بيروت عنوان للثقافة جديد، حجز لنفسه مكانا في الساحة اللبنانية منذ حزيران الماضي حين فتح ابوابه رسميا. لبنان هو البلد العربي الاول يحل فيه هذا المركز، وعن هذه النقطة يقول مديره الدكتور علي عويد العبادي الذي التقته "النهار" في مقر المركز في فردان: “يشكل لبنان اهمية لدى المثقفين العراقيين تحديدا وذلك لعمق التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين. الحكومة العراقية تواقة الى ان تمد جسور التواصل مع لبنان حكومة وشعبا، اذ يمثل لبنان بالنسبة الى العراق اهمية كبيرة، خصوصا بعد العام 2003 وضمن مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية
وأصبحت المعادلة كالآتي: العراق يكتب، ولبنان يطبع ويقرأ والقاهرة ايضا تقرأ. فقد عاد الوضع الحقيقي للثقافة العربية ليأخذ مساره الصحيح بوجود بغداد وبيروت والقاهرة. اختار العراق لبنان لأنه يشكل امتدادا حقيقيا وتواصلا مع الحضارة العراقية. ثمة مواقع اثرية كمنطقة جبيل مثلا، حين زرتها ابلغني عنها الدليل السياحي انها اخذت من آثار سومر في المرحلة الاولى… هناك عمق حضاري وتاريخي بين العراق ولبنان، فضلا عن التواصل العلمي والتاريخي بين بغداد والنجف والموصل، والجامعات في بيروت وطرابلس والمدن كلها".
اضاف: "لا ننسى الآلاف من الطلاب والعلماء الذين درسوا ويدرسون في العراق، ومثلهم عراقيون في لبنان، اضافة الى جمعية طلاب متخرجي الجامعات العراقية في بيروت. حاليا أنا كمدير للمركز، ارى ان الثقافتين العراقية واللبنانية تستطيعان مد الجسور بين البلدين. والحكومة العراقية ممثلة بوزارة الثقافة لديها رغبة في ان يستطيع هذا المركز ان ينسج اواصر المحبة والرقي والابداع نحو الافضل، والى ما يطمح اليه اللبنانيون ايضا". اضاف: “الحكومة اللبنانية هي الاولى عربيا استجابت لطلب العراق. وثمة اكثر من طلب الى اكثر من دولة عربية، مثل مصر والاردن وتونس. المركز في لبنان هو المركز الثقافي الرابع في العالم بعد واشنطن ولندن واستوكهولم، وهناك مسعى لفتح مركز في باريس وبرلين".
وفي جعبة المركز سلسلة نشاطات يوضحها العبادي: "التواصل مع المثقفين العراقيين المقيمين في لبنان ودعم نشاطاتهم المختلفة التي تعكس واقع حضارة العراق وارثه، بالاضافة الى التواصل مع المثقفين والمؤسسات الثقافية اللبنانية بمختلف مكوناتها من اجل بناء علاقات ثقافية ترتقي الى قيمة عمق العلاقة الحضارية بين البلدين، لبنان والعراق. كما يهدف المركز الى مد جسور التعاون والتقارب بين المثقفين العراقيين واللبنانيين. ومن مهماته اقامة ندوات ومؤتمرات ومعارض للفن التشكيلي والرسم والكاريكاتور. الى اسابيع ثقافية عراقية في بيروت، طرابلس، بعلبك، والجنوب، وفي هذه الاسابيع التي تبدأ في تشرين الاول المقبل، معارض للفن التشكيلي ومعرض للكتاب ولوحات من العراق وامسيات وندوات شعرية ومعرض للصور عن العراق، يشارك فيها فنانون ومثقفون عراقيون من لبنان، فضلا عن شخصيات ثقافية في بغداد. هذا الى جانب اقامة دورات لتدريب موظفي وزارة الثقافة اللبنانية في مجالات الاعلام والصحافة والاذاعة والتلفزيون والموارد البشرية وغيرها.
وسيستضيف العراق في ايلول اسبوعا ثقافيا لبنانيا ضمن نشاطات بغداد عاصمة للثقافة العربية التي تقام في مناسبتها نشاطات في بغداد… وقد باشر المركز بعض مهماته بعد الافتتاح مثل الاحتفال بالذكرى 144 لتأسيس الصحافة العراقية التي تصادف 15 حزيران من كل سنة. وفي رمضان 4 امسيات رمضانية مساء كل جمعة: الاولى كانت بعنوان "نغم عراقي اصيل" للفنانة العراقية سحر طه، والثانية كانت قراءات شعرية للشاعر العراقي حامد الراوي، الثالثة للشاعر اللبناني جورج جرداق، والرابعة مع المفكر العراقي عبد الحسين شعبان. وبعد رمضان سيكون المركز مع موعد مع ندوات وامسيات ومعارض شتى.
المصدر : النهار