ختام مؤتمر التنوع الحيوى.. العلماء يشيدون بإنجازات مصر فى استغلال الموارد الوراثية
كتب : د. عبدالرحيم ريحان
القاهرة – المسلة – انعقد مؤتمر التنوع الحيوى والتنمية المستدامة الأول لكلية العلوم جامعة حلوان فى الفترة من 15 إلى 16 أكتوبر 2016 بمبنى المؤتمرات (قاعة د. حسن حسنى) بجامعة حلوان بحضور عدد يزيد عن 250 مشارك بين مشارك بمحاضرة عامة أو مشارك بإلقاء بحث ،أو عرض بوستر ،أو مستمع من مصر وألمانيا ،والهند، والأردن.
وتضمن برنامج المؤتمر سبعة جلسات علمية بخلاف الجلسة الإفتتاحية التى ألقيت بها كلمات ترحيب وتعريف بالمؤتمر وأهدافه من الدكتورعبدالفتاح بدر رئيس المؤتمر، والدكتور شحاته السباعى حسن وكيل كلية العلوم لشئون التعليم والطلاب، والدكتور ماهر حلمى هلال عميد كلية العلوم ،والدكتور البيلى حطب نائبا عن وزير البيئة، والدكتور جمال شكرى نائب رئيس جامعة حلوان لشئون التعليم والطلاب نائبا عن رئيس الجامعة، والدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ، والدكتورة مايكا ديدرو ممثلة لمؤسسة ألكسندر فون همبولدت الألمانية الراعى الرئيسى للمؤتمر بمنحة مقدمة لرئيس المؤتمر.
وقدم الدكتور محمد سليمان رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر ضيوف المؤتمر بالجلسة الافتتاحية ورحب بالعلماء المشاركين بالمؤتمر والحضور الكريم ،كما رحبت بهم الدكتورة ابتسام حماد رئيسة قسم النبات والميكروبيولوجى القسم المنظم للمؤتمر.
وتقدمت إدارة المؤتمر بخالص الشكر والتقدير للجهات الداعمة والمانحة للمؤتمر والممثلة فى جامعة حلوان، وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا، والهيئة الألمانية للتبادل الثقافي، ومؤسسة ألكسندر فون همبولدت الألمانية، كما تقدم الحاضرون بالشكر والتقدير للدكتور عبد الفتاح بدر رئيس المؤتمر، واللجنة المنظمة على ماقدموه من حسن التنظيم وحفاوة اللقاء ،وإثراء جلسات المؤتمر بالعديد من المحاضرات العامة والمتخصصة فى إطار محاور المؤتمر.
وصرح الدكتور عبد الفتاح بدر رئيس المؤتمر إلى أن جلسات المؤتمر تضمنت جلسة خاصة للتعريف بالبرامج والمنح التى تقدمها مؤسسة ألكسندر فون همبولدت الألمانية، والهيئة الألمانية للتبادل العلمى وأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا ، ومحاضرة عن مردود البحث العلمى للباحثين، والمؤسسات العلمية على المجتمع ودوره فى تحقيق التنمية المستدامة ألقاها الدكتور محمد مصطفى الفولى الأستاذ بالمركز القومى للبحوث.
وأضاف الدكتور عبد الفتاح بدر أن محاور المؤتمر تناولت التنوع الحيوى للنباتات الاقتصادية، والكائنات الدقيقة والحيوانات والحشرات ، وللنظم البيئية والجماعات بالإضافة إلى مؤشرات تهديد التنوع الحيوى ،ودواعى الحفاظ عليه والجهود الدولية والوطنية لحماية التنوع، ودور التقنيات الحيوية فى حفظ التنوع الحيوى، ومكافحة تلوث البيئة ،ودور المعشبات، والحدائق النباتية فى حماية التنوع الحيوي.
توصيات المؤتمر
ويشير الدكتور عبد الفتاح بدر لتوصيات المؤتمر التى طالبت بضرورة المحافظة علي التنوع الحيوى على كوكب الأرض كمصدر للغذاء والدواء بل، والترفيه والثقافة لضمان قدرة الكائنات الحية المستمرة على التكيف مع الأوضاع البيئية التي تعيش بها ،وكونها مستودع الملاءمة الجينية مع تغيرات البيئة، وذلك من خلال ضبط الأنشطة البشرية والسياحة البيئية ، ووقف مصادر التلوث الذى يسبب تدمير النظم البيئية، ويقضى على كثير من الكائنات الحية النادرة.
ونوه الدكتور عبد الفتاح بدر إلى أن التوصيات أشادت بمجهودات الدولة المصرية ممثلة في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ووزارة شئون البيئة، وغيرها من المؤسسات العلمية والجامعات في صون التنوع البيولوجي، من خلال تنفيذ مشروعات قومية بالحصر وتوثيق ،وحسن استغلال الموارد الوراثية المصرية مع المناشدة بتنسيق الجهود ،وتنسيق التعاون بين المؤسسات العلمية والجهات التنفيذية فى مصر.
وأشار المشاركون فى المؤتمر إلى تزايد القلق الدولى حول تآكل الموارد الوراثية للمحاصيل، والتأكيد على اتخاذ مبادرات دولية جماعية من أجل حماية الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة في العالم ،وإلى ضرورة تنسيق الجهور الدولية لحماية التنوع الحيوى ، وذلك فى ضوء تقارير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عن حالة الموارد الوراثية النباتية للأغذية والزراعة.
وأكد الدكتور محمد سليمان أحمد رئيس اللجنة التنفيذية للمؤتمر إلى أن المؤتمر أوصى بحصر ما تم من دراسات وأبحاث في مجال التنوع الحيوى ،وتحديث قاعدة البيانات الوطنية وتطوير وسائل توثيق وحفظ الموارد الوراثية المصرية بشكل إلكتروني، وحماية حقوق امتلاك الأنواع النباتية والحيوانية والكائنات الدقيقةفى مصر، والعمل الجاد من أجل نشر المعرفة عن التنوع البيولوجى ودوره فى حياة الناس ،وحماية الأنواع النباتية والحيوانية المهددة بالانقراض من خلال وسائل الاعلام، وقنوات التواصل الأخرى ،والمطالبة بإدخال موضوعات التنوع الحيوى فى المناهج التعليمية لضمان إلمام المعلمين والطلاب بأهمية حماية التنوع الحيوى، والتنويه إلى أن التنوع الحيوى هو مكنون مصر من الثروات الطبيعية لصالح الحاضر وأجيال المستقبل ،والاهتمام بإنشاء الحدائق النباتية بالجامعات المصرية كمصر أساسى لتدريس علم النبات والحشرات، وإجراء بحوث أساسية لحفظ التنوع الحيوى للنبتات والحيوانات المصرية ،وتقديم منح دراسية لتشجيع طلاب الدراسات العليا على دراسة التنوع، ودعم الرحلات العلمية إلى أماكن نمو النباتات والحيوانات البرية ،وزيارة الحدائق النباتية فى مصر والخارج.
كما تضمنت التوصيات تشجيع حضور المؤتمرات وورش العمل عن التنوع الحيوى ،وزيادة مشاركة مصر فى المؤتمرات الدولية العديدة التى تناقش قضايا البيئة والتنوع البيولوجى، وتنمية الثروات الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة، وقد بلغ عدد المحميات الطبيعية فى مصر 30 محمية تمثل 15٪ من مساحة مصر بما يمثل اهتمام الدولة بحماية التنوع الحيوى.. إلا أن المؤتمر يطالب بتنسيق الجهود وتبادل الخبرات بين الجهات المختلفة فى مصر ، وبصفة خاصة تعاون جهاز شئون البيئة مع الباحثين فى الجامعات ومراكز البحوث من أجل ضمان تنفيذ الخطة الاستراتيجية للدولة فى مجال حماية التنوع الحيوى من أجل التنمية المستدامة.
عوامل تدمير البيئة
اتفق المشاركون فى المؤتمر على أن أهم الممارسات التى تهدد التنوع الحيوي ،وتمثل تهديدات خطيرة لمسقبل الموارد الوراثية فى مصر هى بناء المساكن الخاصة، والعامة على الأراضى الزراعية فى الأراضى القديمة فى الوادى والدلتا، وإقامة القرى السياحية على شواطئ البحر المتوسط ،والبحر الأحمر، واستجلاب نباتات زينة غريبة لتجميل القرى والمنتجعات السياحية، والتى تحل تدريجيا محل الكساء الخضرى الطبيعى بالبيئة الشاطئية لمصر على البحرين الأبيض والأحمر، بما يسفر عن تدمير النظم البيئية الطبيعية ،ويقضى على أنواع مصرية هامة، وكذلك الثلوث المتزايد الناشئ عن الزيادة المتصاعدة فى عدد السكان ،وبصفة خاصة لماء النيل ،والترع والمصارف نتيجة الاستخدام غير الآمن لمبيدات الأعشاب والفطريات، والآفات والفشل المتكرر فى التخلص من القمامة والنفايات ،وما يترتب علي ذلك من انتشار الأمراض والأوبئة،
وطالب المشاركون فى المؤتمر بالوقف الفورى للتعديات على الأراضى الزراعية، وأعمال استنزاف موارد الحياة الطبيعية وتدمير أو تعديل بيئة الكائنات الحية ،أو إزالة الغطاء النباتى، والوقف الفورى لمصادر التلوث الناتج عن الأنشطة الصناعية
واختتم المؤتمر فعالياته بحفل الختام ، ورحلة للوفود المشاركة لمنطقة الأهرامات ،والقرية الفرعونية ، وحديقة الأورمان.