ضريح خالد بن الوليد وقلعة الحصن آخر ضحايا النظام
«يوتيوب» يفضح حجم الدمار الهائل لمخزون الآثار في سورية
الرياض " المسلة " … من ضريح الصحابي خالد بن الوليد إلى مسجد بني أمية الكبير في حلب إلى أسواق هذه المدينة التاريخية حتى الوصول إلى قلعة الحصن الأثرية في حمص، يكشف موقع اليوتيوب عبر مقاطع يبثها ناشطون حجم الدمار الهائل الذي لحق بآثار صمدت لأكثر من 1000 سنة من الحرب والسلم لتواجه الآلة العسكرية الأشد قمعا والأقل إنسانية من بين كل الذين حكموا سورية أو هاجموها عبر التاريخ.
وأصيبت قلعة الحصن الأثرية الواقعة في حمص وسط سورية، والمدرجة على لائحة منظمة اليونيسكو للتراث العالمي، بأضرار بعد استهدافها بقصف من الطيران الحربي السوري، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو بثها ناشطون معارضون. وأظهر أحد هذه الأشرطة التي عرضت على موقع "يوتيوب"، كمية كبيرة من حجارة القلعة مكومة فوق بعضها البعض جراء انهيار السقف الذي أضحى عبارة عن فتحة كبيرة.
ويسمع المصور وهو يقول في أثناء تجوله "هذا هو الدمار الذي سببه القصف بطيران الميج على قلعة الحصن، هذه القلعة الأثرية". ويتابع "شاهدوا يا عالم، هذا هو بشار الأسد يقوم بقصف قلعة الحصن"، قبل أن ينتقل إلى جانب إحدى النوافذ الكبرى، ويصور من خلالها المدينة التي تحمل الاسم نفسه، والواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.
وكان الناشطون قد بثوا أشرطة تظهر تعرض القلعة لإصابة مباشرة بالقصف، تزامنا مع سماع هدير طائرة حربية في أجواء المنطقة. ويظهر في الشريط المصور من موقع قريب من القلعة، إصابة مباشرة يتعرض لها أحد أبراج القلعة الضخمة، قبل أن تتصاعد منه كتلة من اللهب ودخان أبيض اللون، وتتطاير منه حجارة.
ويسمع المصور وهو يقول "قصف قلعة الحصن بطيران الميج". ويدين العالم بكل أطيافه لموقع اليوتيوب في كشف المتسبب بهذه المأساة التي كانت لتعيش حالة معتادة من تضارب الاتهامات لولا أن عيون الراصدين بكاميراتهم وصوت اليوتيوب المسموع عالميا وصل الآفاق. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية شن الجمعة ثلاث غارات في المنطقة، استهدفت إحداها أطراف قلعة الحصن.
وأوضح أن الغارات "أتت بعد هجوم شنه مقاتلون معارضون على قرية قميري القريبة التي تقطنها غالبية علوية"، وهي الأقلية الدينية التي ينتمي إليها الرئيس الأسد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة عسكريين بينهم ضابطان، إضافة إلى أربعة أشخاص آخرين. وقال عبد الرحمن إن المهاجمين "ربما قدموا من مدينة قلعة الحصن"، مشيرا إلى وجود عدد من مقاتلي المعارضة "في داخل القلعة" المشرفة على المدينة، والواقعة على تلة في الطرف الجنوبي الغربي منها.
ويعود تاريخ بناء القلعة إلى الفترة بين عامي 1142 و1271. وتعد مع قلعة صلاح الدين القريبة منها، واحدة من أهم القلاع الصليبية الأثرية في العالم، بحسب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو". وأدرجت قلعة الحصن على لائحة التراث العالمي في عام 2006، وهي واحدة من ستة مواقع سورية مدرجة على هذه اللائحة، أبرزها المدينة القديمة في دمشق وحلب وآثار تدمر. وفي وقت سابق من هذا العام، أدرجت المنظمة الدولية المواقع الستة على لائحة التراث المهدد، في خطوة عكست المخاوف المتزايدة من تعرضها للدمار جراء النزاع المتواصل في البلاد منذ منتصف آذار (مارس) 2011.
المصدر : الاقتصادية