Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

السياحة ارتحال للآخر أم تشجيع على المجيء؟ بقلم : د. عبدالرحمن الطريري

السياحة ارتحال للآخر أم تشجيع على المجيء؟

 

بقلم : د. عبدالرحمن الطريري …. تمثل السياحة مصدر دخل كبير لكثير من الدول التي تتوافر فيها مرافق سياحية، وخدمات يتطلع إليها السائح، لذا نجد أن بعض الدول تمكنت من جذب أعداد هائلة من السياح في حين فشلت دول أخرى، بل إن بعض الدول يعتمد اقتصادها على السياحة، إذ يبلغ السياح في بعضها عشرات الملايين سنوياً كما هو الحال في فرنسا، والسبب يعود إلى أن الأولى عرفت قيمة هذه الصناعة، وأسست لها إدارياً، وفنياً، وتنظيمياً، في حين أن الدول الأخرى افتقدت هذه الأشياء، بلادنا فيها الكثير من مقومات السياحة الطبيعية، إضافة إلى منجزات الإنسان سواء في حقب زمنية ماضية، أو منجزات الحاضر، وهذه مثلها مثل ما يوجد في أوطان أخرى يعشقها السائح متى ما علم عنها، وأصبحت محل جذب بالنسبة له.

 

السؤال: كيف يمكن أن نستثمر ما لدينا من مقومات سياحية لتكون جاذبة للآخرين؟ قبل ما يربو على 20 سنة أوجدت المملكة ما عرف في وقته "الرياض بين الأمس واليوم"، وذلك للتعريف بالمنجزات التي تحققت، إضافة إلى التعريف بالفلكلور الشعبي، وغيره من مقومات الثقافة الوطنية، وجاب المعرض الكثير من دول أوروبا، وأمريكا، وأقيم في محطات عدة، ثم تحول المعرض إلى معرض المملكة بين الأمس واليوم، وأصبح ما يعرض شاملاً جميع مناطق المملكة بما فيها من مخزون ثقافي وفلكلور قد لا يعرفه الكثير من الشعوب.

 

هذه الأيام يقام في أمريكا معرض روائع الآثار السعودية، ويتنقل بين مدن عدة بهدف الإبراز والتعريف بهذه الآثار، السؤال من وجهة نظر سياحية بمفهومها الأشمل الاقتصادي والمعرفي والسياسي، والثقافي: هل السفر للآخرين وعرض ما لدينا عليهم في أوطانهم هو الطريقة المثلى والأكثر فائدة، أم أن تشجيع الآخرين على السفر إلى بلادنا، ومعرفة ما فيها هو الأفضل؟ قد يكون مفهوماً لدولة غير معروفة ومغمورة أن تقوم بالسفر للآخرين، وعرض ما لديها، وقد يكون مفهوماً إقامة معارض تجارية في أوطان أخرى للتعريف بما لدينا من منتجات وصناعات، لكن السياحة بالمفهوم الشامل تتطلب فلسفة عمل مختلفة.

 

متحف اللوفر في فرنسا أصبح مشهوراً في أرجاء العالم كافة، ويتحدث عنه الصغير والكبير بما يشجع السائحين من مختلف أنحاء العالم على زيارته، إضافة إلى معالم فرنسا الأخرى ومنتجعاتها السياحية الأخرى، حتى إن عدد السياح يفوق 30 مليوناً سنوياً. إذا أردنا عائداً اقتصادياً وثقافياً ومعرفياً وسياسياً، فالأجدى أن نبني فلسفة سياحة تقوم على جذب الآخرين، وتشجيعهم على المجيء إلينا، حيث إن السائح سيسكن، ويأكل، ويستخدم وسائل المواصلات، ويشتري الهدايا التذكارية، كما يحدث من قبل الحجيج والمعتمرين الذين يشترون ما يذكرهم بالمناسبة الطيبة ويهدونها لأقاربهم وأصدقائهم، بل يحتفظون بها طول عمرهم، إضافة إلى شراء مستلزمات يومية أثناء إقامته في الوطن، أما أن نذهب ونعرض موجوداتنا على الآخرين فالمتوقع ألا يأتوا، لأنهم شاهدوا ورأوا ما عندنا ولم يعد لهم حاجة إلى المجيء إلى وطننا.

 

التعريف بما لدينا قد يكون من خلال دعاية تلفزيونية يتبناها التلفزيون السعودي، أو تلفزيونات ذات شهرة ومتابعة أو من خلال ملصقات لبعض ما لدينا، أو بروشورات ونشرات تعريفية تكشف للآخرين أسرار ما لدينا وتشجعهم على المجيء والمعايشة والتعامل مع مخزون الآثار بصورة مباشرة. جزء كبير مما يعانيه السائح في بلادنا عدم النظافة، وسوء الخدمة من قبل من يقدمها في المطعم أو في النزل أو في أماكن الترفيه، إضافة إلى غلاء الأسعار، وهذا يعود إلى غياب الأجهزة المعنية وعدم قيامها بواجبها.

المصدر : الاقتصادية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله