غياب الدعم لتشجيع السياحة
بقلم : أحمد جميل شاكر … ما زالت العاصمة ومناطق أخرى في المملكة تغص بالزوار العرب والسياح من مختلف الجنسيات والمغتربين حيث يبدو ان الحملات السياحية التي قامت بها هيئة تنشيط السياحة في السنوات الماضية في دول الخليج العربي، او الدول الاجنبية نجحت في استقطاب اعداد كبيرة من الزوار والسياح، وخاصة في فصل الصيف الحالي، وأنه قد ساعد على ذلك أجواء الأمن والأمان التي ننعم بها وسط إقليم ملتهب.
واذا كنا نعرف مقومات السياحة الاردنية، والمنتجات التي تقدمها للسائح، فهي كثيرة، لان هناك السياحة العلاجية، والدينية،والتاريخية،والتعليمية،والسياحة العائلية،وسياحة المغامرات ولما كانت هيئة تنشيط السياحة هي الجهة المعنية،والذراع العملي للترويج السياحي بكل بنوده، فاننا نستغرب ان يبقى الدعم المادي لها محدودا، في حين ان السياحة اصبحت صناعة لها قواعدها،ووسائلها،ومؤتمراتها،وهناك مراكز قرار دولية وعربية توجه الافواج السياحية الى الدول التي تقتنع بقدرتها على تقديم أرقى الخدمات وتزخر بالاماكن التي يرغب السائح بزيارتها.
من غير المعقول ان تبقى ميزانية هيئة تنشيط السياحة- والتي يتألف مجلس ادارتها من مسؤولين في مختلف القطاعات الرسمية والاهلية ذات العلاقة بالسياحة والفنادق والمطاعم والمكاتب السياحية،وغيرها -لا تزيد عن تسعة ملايين دينار بعد التخفيض الذي تجريه الحكومة سنويا.
هيئة تنشيط السياحة تنفق اموالها للمشاركة في المؤتمرات السياحية الدولية والاشراف على الاجنحة الاردنية فيها والتي تستقطب اهتمام مكاتب السياحة في العالم حيث تعرض كل دولة بضاعتها،وإمكانياتها،والخدمات التي توفرها في كافة انواع السياحة،والتي يتقرر على ضوئها حجم السياحة في الاعوام القادمة، حتى ان العديد من الشركات العالمية التي تعقد مؤتمرات لعملائها، او مديري مكاتبها في انحاء العالم وتختار احد البلدان لاجتماعاتهم، بهدف الترويج لهم بدأت تتوجه مباشرة الى المؤتمر السنوي الذي يعقد في برشلونة او لندن للالتقاء المباشر مع مسؤولي السياحة واختيار البلد المناسب مباشرة ودون حاجة لوسطاء.
ولان السياحة صناعة، فاننا نتوجه الى الجهات الرسمية والاهلية، لتوفير الدعم المادي لتستطيع هيئة تنشيط السياحة القيام بواجبها في السياحة العلاجية،وهذا يرتب على جمعية المستشفيات الخاصة بالتعاون مع كافة المستشفيات رصد ميزانية لهذا الغرض، حيث إن الهيئة هي الاقدر على صناعة البرامج والبروشورات،والاقراص المدمجة وتوزيعها في الاماكن المناسبة.
الجامعات الخاصة وحتى الرسمية مطالبة ايضا بتنظيم امورها وعقد الندوات والمؤتمرات وورشات العمل في دول الخليج العربي،والدول العربية الاخرى لاستقطاب الطلبة العرب في جامعاتنا، خاصة واننا مقبلون على ترخيص كليات خاصة للطب البشري،وهذا يتطلب رصد مبالغ توضع تحت تصرف الهيئة بدلا من قيام كل جامعة بجهود محدودة وخاصة قد لا تحقق النتائج المرجوة منها.
هذا الامر ينطبق على المعنيين بالسياحة العلاجية والتعليمية والدينية، سواء الاسلامية أو المسيحية وعلى المعنيين بالسياحة العائلية والترويحية،وحتى سياحة رجال الاعمال، حيث يمكن لكل الجهات المعنية ان تتعاون مع الهيئة ماديا ومعنويا لدعم جهودها الترويحية خدمة لوطننا وبلدنا،فالسياحة تشكل الرافد الأساس لدعم الاقتصاد الوطني والدخل القومي.
المصدر : الدستور