بيروت "المسلة" …. أطلق برنامج تنمية القطاعات الانتاجية في لبنان والجمعية اللبنانية للتدريب والتعليم والتطوير "دلتا" استراتيجية السياحة الريفية في منطقة عاليه، في احتفال اقيم في مركز جمعية حماية الثروة الحرجية والتنمية في بلدة الرملية، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون وحضوره ووزير الزراعة اكرم شهيب، النائب هنري حلو، ممثل الوكالة الاميركية للتنمية الدولية جورج الفرن، مدير مشروع تنمية القطاعات الانتاجية فرانك اوبريان، رئيس اتحاد بلديات الغرب الاعلى والشحار وليد العريضي، رؤساء بلديات: عاليه وجدي مراد، الرملية المهندس نضال سلمان، والغابون الشيخ اكرم بو حسين، اصلان وليد جنبلاط، وكلاء داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي في عاليه خضر الغضبان، جرد عاليه زياد شيا والشويفات خلدة مروان ابي فرج، المسؤول عن العلاقات العامة في جامعة البلمند – سوق الغرب الدكتور سهيل مطر، ورؤساء الجمعيات البيئية والسياحية وحشد من الحضور.
بعد النشيد الوطني وتعريف من جواد ابو غانم، القى المدير التنفيذي ل"ملتقى قضاء عاليه الانمائي" رامي سلمان كلمة قال فيها: "انها مناسبة معبرة تجمعنا اليوم لاطلاق استراتيجية السياحة الريفية في منطقة عاليه للتنمية ولتعزيز اقتصادنا المحلي على رغم كل الصعوبات والظروف القاسية التي نمر فيها"، مؤكدا ان "السياحة البيئية في منطقة عاليه ستعطي افاقا جديدة للتنمية عبر المساهمة في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية وتوفير فرص عمل جديدة تساعد شبابنا على البقاء في ارضهم وتخفف من حدة النزوح والهجرة، ذلك ان منطقتنا تختزن كما هائلا من المعالم الطبيعية الريفية وبيئة خلاقة ومجتمعا مضيافا مما يوفر كل متطلبات السياحة الريفية والبيئية" بحسب Lebanon Files.
والقى رئيس جمعية الثروة الحرجية والتنمية AFDC المحامي وسام ابو غانم كلمة قال فيها: "ان اطلاق الاستراتيجية السياحية البيئية في منطقة عاليه هي مبادرة ضرورية ولا بد منها لانعاش الاقتصاد المحلي في قضاء عاليه لان السياحة الريفية مرادف ومكمل حيوي للسياحة التقليدية التي شهدت تدهورا في السنوات الماضية".
واكد "ان AFDC هي من الجمعيات البيئية التي اطلقت مشاريع سياحية بيئية في مناطق لبنانية عدة خارج اطار المحميات، ومشروع الرملية هو مشروع نموذجي بحيث نستقبل اكثر من 3 الاف زائر سنويا".
وختم: "نحن كجمعية ساعدنا وسنبقى نساعد كل جمعية او مؤسسة تتعامل في موضوع السياحة الريفية والبيئية لما لهذا القطاع من اهمية وتأثير ايجابي على كل الانشطة والمشاريع البيئية على تنوعها"، شاكرا "كل من عمل ويعمل على دعم هذه المشاريع".
والقى ايهاب نصر كلمة جمعية "دلتا"، فقال: "بعد انتهاء الحرب بذل جهد كبير لاعادة اعمار ما تهدم ولاعادة قضاء عاليه الى خارطة السياحة العربية كسابق عهده الا ان التطورات السياسية والامنية التي عصفت بلبنان والدول العربية منذ العام 2005 عطلت النهوض بهذا القطاع ولا سيما بعد امتناع المصطافين العرب من المجيء الى لبنان لأسباب امنية وسياسية، وفي انتظار حل الازمة التي قد تطول، كان لا بد من البحث عن بدائل سياحية تعتمد على السائح اللبناني المقيم والمغترب والسياحة الريفية هي احدى هذه الوسائل".
وأعلن "تعهد جمعية "دلتا" ان تكون السياحة الريفية في صلب اولوياتها خلال المرحلة المقبلة لما لها من اهمية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمناطق اللبنانية، ومواكبة البلديات وتقديم الدعم التدريبي اليها".
وألقى الفرن كلمة قال فيها: "ان لقاء جمعية "دلتا" و"ملتقى قضاء عاليه الانمائي"، والتي هي مكملة للاستراتيجية الوطنية لوزارة السياحة التي تعنى بالسياحة الريفية والتي نفتخر بأن نقول انها بدأت بمبادرة ايضا مع مشروع تموله الوكالة الاميركية كخارطة طريق مع كل المجتمع المدني الذي بدأ بالسياحة الريفية والتي تبناها معالي الوزير فرعون والذي حولها الى استراتيجية للسياحة الريفية وهو دفع لتطبيقها في أسرع وقت، لذا فان استراتيجيات المناطق التي تتم في بعض الاوقات بالشراكة مع مشاريع ممولة من USAID هي استراتيجية مكملة للاستراتيجية العامة وتوجه لكل منطقة استراتيجيتها وخطواتها التالية".
واضاف: "ان الشراكة بين USAID وقضاء منطقة عاليه متنوعة تشمل التعليم والمياه وزراعة الغابات وتربية النحل، وخصوصا الشراكة مع البلديات ضمن مشروع بلدي لانتاج الطاقة الكهربائية على الطاقة الشمسية ومنها هذه البلدة الرملية، ومشاريع مع بلدات
عدة حول الانتاج الريفي والصناعات الغذائية، وايضا الوكالة الاميركية شريكة المجتمع الاهلي في منطقة عاليه. ونذكر خصوصا AFDC عبر مشروع انتاج الشتول للتحريج وسابقا مشاريع مكافحة الحرائق للغابات ، ونتمنى ان تكون هناك شراكة دائمة خصوصا مع القطاع الخاص".
ونوه بمشروع "بيوت الضيافة" الذي اطلقه الوزير فرعون.
وقال الوزير شهيب: "يوم دعونا في وزارة البيئة في تسعينات القرن الماضي الى السياحة البيئية قالوا الكثير، قالوا انها سياحة الفقراء وهي لا تطعم خبرا، وان طرحنا للسياحة البيئية والريفية هو لايجاد مبرر لحربنا على المقالع والكسارات والمرامل التي فتكت ولا تزال بجبالنا واحراجنا. قالوا الكثير لكن كثرا اندفعوا الى الترويج للسياحة البيئية والريفية وادت المحميات الطبيعية دورها المهم في التنمية وكذلك الجمعيات البيئية الحقيقية بحيث إن زوار المحميات يسجلون عاما بعد عام ارتفاعا في الاعداد فتحولت قطاعا منتجا يعد بانتاج اكبر. ويسجل لوزارة السياحة اهتمامها الملحوظ بالقطاع الواعد الذي يشكل في قرانا ميدان عمل ويوفر فرص عمل لشبابنا".
واضاف: "شكرا للوكالة الاميركية للتنمية مساهمتها في برنامج تنمية قطاع منتج في لبنان. ونأمل ان يكون لهذا المشروع في قضاء عاليه وامثاله موقع ضمن المشاريع. وشكرا "دلتا" تنخرط في وصل قرى وبلدات منطقة عاليه والمناطق الاخرى بمشروع منتج ثقافي وبيئي واجتماعي. الشكر مكرر لجمعية الثروة الحرجية والتنمية تجمع في الرملية التي لطالما جمعتنا على انماء وعمل، شكر لكل من يسعى الى انتاج في بلد تعطل السياسة فيه الانتاج والنمو".
وتمنى "ان يلحظ في المشروع هذا الموقع البيئي الرياضي الثقافي والذي يصل بين عاليه والرملية مرورا بقرى وبلدات لطالما جمعتنا على المحبة"، وأضاف: "لا بد من العودة الى موضوع مهم بعد نجاح الانتخابات البلدية واتمامها في كل المناطق، وواجبنا كمسؤولين ان نرعى كل البلديات من فاز ومن أي جهة كان والى أي حزب انتمى. ونؤكد، مرة اخرى، دور اتحادات البلديات وبوجود العزيز بيننا رئيس اتحاد بلديات الغرب الاستاذ وليد العريضي والذي انتجه اجتماعيا وانسانيا وعلاقات بين القرى والبلدات التي مرت عليها غيمة الحرب في الماضي. واقولها بكل صراحة اكثر من اي عمل سياسي، جمع العمل الانمائي البلدي بالتلاقي ونجح بشكل كبير. وايضا من هذا المنبر اوجه اليه الشكر. وأتمنى ايضا في منطقة الجرد هناك اتحاد بلديات له الدور الكبير. واتمنى مع الرئيس وجدي مراد الذي أحب عاليه وأحبته المنطقة ان نصل ايضا معه الى اتحاد بلديات في المنطقة يرعى ويساعد بين المواقع الصغرى في البلديات، وبالتالي يكون للاتحادات دور مع هيئة التنمية الاميركية ومع المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي الذي ادى دورا كبيرا في موضوع الانماء".
وقال الوزير فرعون: "انها مناسبة لمشروع عزيز على قلبي وقلبكم: استراتيجية السياحة الريفية في كل لبنان. ونشكر دعم USAID الكبير له وفي امكاننا القول إن معظم الخبراء في هيئة التنمية الاميركية الذين عملوا على هذا المشروع هم لبنانيون فأصبحت لدينا بفضل USAID اليوم مجموعة خبراء في امكانهم مساعدة هذا المشروع، لأن مشروع السياحة الريفية يزيد حصة السياحة الريفية من السياحة التقليدية وحجمها الذي كان تقريبا 5 الى 6 في المئة يصل الان الى 20 في المئة. فاذا هو مشروع انماء وفرص عمل وتمسك الاهالي ببلدتهم وايضا نستثمر الفرص والطاقات الموجودة في البلدات ان كان على الصعيد الثروات الغذائية او جمال الطبيعة او المحميات او حماية البيئة التي كانت منذ 15 عاما عبئا للدولة انما اليوم تتحول ورأينا في المحميات انها بدأت كمشروع رومنسي حافظ على المحميات والبيئة فيما اليوم نرى كم ان الحفاظ على البيئة يستطيع ان يتحول الى مشاريع انمائية وتوفير فرص عمل، لذا فان مشروع السياحة الريفية مهم جدا، ومن خلال هذا المشروع ايضا نحن والاستاذ اكرم كوزير للزراعة ندعو كل الوزراء الى ان يجولوا في كل لبنان للتعرف الى الثروات الموجودة وكيف في امكاننا المساعدة لتحويلها مشاريع سياحية انمائية أكان عبر السياحة البيئة او الزراعية او عبر أنشطة في المناطق. نتحدث عن العام الماضي بحيث كان هناك اكثر من 1500 نشاط في المناطق واكثر من 130 مهرجان".
واضاف: "أحببت ان اكون معكم اليوم لان مشروع استراتيجية للسياحة الريفية وقضاء عاليه مهم جدا بالنسبة الي واليكم. فهذه المنطقة ليست عابرة في السياحة، انما هي اساس في السياحة ومعلم سياحي، منطقة عاليه اسم سياحي بامتياز، بحيث كنا نتكل ربما على السياح العرب في المنطقة انما اليوم يجب اختراع سياحة جديدة وتطويرها، ويجب استثمار التقاليد الموجودة والانفتاح وروح الضيافة والماضي السياحي في هذه المنطقة لنستطيع تطوير سياحة جديدة لكل القرى والمناطق. عندما نقول "بيوت الضيافة" التي منذ عامين كنا نحاول القاء الضوء عليها في لبنان وعددها 80 بيتا لنتمكن من ايجاد الزبائن لها، واذ هذه البيوت أصبحت 100 وهناك إشغال لها مئة في المئة من شهر ايار حتى شهر تشرين. وقد ساهمت USAID مساهمة كبيرة فيها وسمتها ضيافة وفي امكاننا، ومن دون تردد، ان نشجع كل بلدة في لبنان تمتاز بجمال كما نرى الجمال في هذه المنطقة، على ان تكون هناك بيوت ضيافة محلية بيئية زراعية".
وقال: "سنتابع مشروع استراتيجية السياحة الريفية في قضاء عاليه، ولكن نتمنى ان يكون هناك رئيس جديد للجمهورية ووزارة جديدة. وأهم شيء ان يبقى هناك اتفاق سياسي مركزي واساسي على الامن في لبنان. هذا الاتفاق اليوم موجود بين كل القوى السياسية اللبنانية ربما هناك خلافات سياسية على كل شيء، ولكن الاهم هناك اتفاق سياسي وتغطية سياسية على الامن من الخارج ايضا، وهو الذي يسمح لنا، من دون تردد، ان نشجع السياحة لأن هناك بعض المناعة للمشاكل السياسية في لبنان، واليوم الوضع الامني هو الذي يؤثر اساسا على السياحة. الوضع الامني المستتب اليوم هو بفضل عمل الجيش في الدفاع عن سيادة لبنان واراضيه وعن الحريات الاعلامية والديموقراطية، وننوه بحماية الانتخابات التي حصلت، هناك حركة استثنائية في لبنان بالرغم من المشاكل السياسية، ربما لبنان هو حامل تاريخ الحضارة في الشرق وحاضرها مستقبلها، ونتمنى أن نرى قريبا في سوريا حركة ثقافية وحضارية".