انفــراجة لصـناعة الأمـل بعد انتصار إرادة الشعب
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
مع انتهاء الاحداث التاريخية التي شهدتها وتشهدها ربوع مصر بانتصار الإرادة الشعبية فإنه لا معني لذلك سوي أنها بشري لخروج هذا الوطن من النفق المظلم الذي دُفع إليه دفعاً. هذه الانفراجة سوف تكون لها انعكاساتها الإيجابية علي أحوال مصر المنهارة التي تأتي في مقدمتها السياحة صناعة الأمل. ان الاولوية لجني ثمار الخير تأتي باعتبار ان هذه الصناعة حساسة للأمن والاستقرار. انها الاكثر تأثراً بهذا المناخ غير الصحي الذي سيطر علي الأوضاع التي كانت سائدة. ان ما جري للسياحة ليس الا وليد الانفلات السياسي الذي تولد عن تبني سياسات التهميش والإقصاء والترويع. لقد هدد اصحاب هذه السياسات.. السياحة بالويل والثبور وعظائم الأمور باعتبارها رجسا من عمل الشيطان!!
<<<
من المؤكد أن انتصار الإرادة الشعبية المصرية التي ما هي الا امتداد لفاعليات ثورة ٥٢ يناير سوف يكون لصالح التقاء الجميع علي هدف تحقيق الاستقرار لمصر المحروسة. الوصول الي هذا الانجاز مرهون بما تقوم عليه الدعوة لاستعادة السياحة لعافيتها. ان عودة التدفق السياحي حاملا الخير من جديد لصالح الاقتصاد القومي وبالتالي الشعب المصري ليس سوي إيذان بانصلاح المسار وبدء الانطلاقة الحقيقية الي آفاق المستقبل بإذن الله.
لا أحد يمكن ان ينكر مهما كان تحزبه ومناهضته للصالح الوطني أن هذه الملايين الغفيرة التي تجمعت في ميادين مدن مصر وربوعها ليس من هدف لها سوي النهوض والتقدم لمصر. لا جدال ان المحصلة سوف تعود علينا جميعا بما يحقق الحياة الكريمة الرغدة. ليس خافيا ان من مسه الانحسار السياحي بالضرر في لقمة عيشه بعد ما اصاب الصناعة من انهيار كان سببه الجهل وما نتج عنه من سياسات غير رشيدة.
<<<
كم أرجو أن تنتهي كل الاحداث التي أفرزتها الغضبة الشعبية إلي تعديل المسيرة نحو الطريق الصحيح والسليم. أملنا أن تتوهج روح التحدي لدي كل أطياف الشعب المصري لتدفع به الي طريق البناء والتنمية الذي يقود مصر الي استعادة مكانتها وعظمتها.. إن هذا البنيان لا يمكن ان يقوم علي اساس متين وأن يعلو لتحقيق الآمال والطموحات دون وفاق وإيمان حقيقي بعظمة وقدرة هذا الشعب علي عبور ما تعرض له وهو أمر ليس جديدا عليه. ما من سبيل للعبور الي بر الامان الا أن تتضافر الجهود وتصفو النيات في ظل من الانتماء الوطني الحقيقي لتحقيق هذا الهدف.
انني اتوقع وفي ظل نجاح الشعب في القفز بهذه المرحلة الفارقة من تاريخه ان يحزم الجميع امرهم وأن يكون ما حدث حافزاً للانطلاق إلي تعويض ما فات وضاع.
<<<
ليس هناك ما يقال بشأن صناعة الامل سوي التطلع لاسئتناف دورها في الارتفاع بمعدلات التنمية ودعم الاحتياطي النقدي المنهار حالياً ومساندة قيمة الجنيه المصري.. ان كل الدلال تنبيء بانطلاقة حقيقية سوف تعكس مدي تجاوب شعوب العالم مع الموقف المشرف للشعب المصري الذي عبر به عن اصالته ومعدنه الاصيل وحضاريته بما أدي الي انبهار عالم. من المؤكد ان اصلاح المسار سوف تنعكس نتائجه علي كل أحوال مصر لينفتح الطريق أمام استثمار العلاقات الاخوية والصداقات لصالح أمنها واستقرارها وازدهارها.