المؤتمر الصحفي للشيخة مى في باريس يلقى اهتمام الاعلام و الصحافة الفرنسية
المنامة "المسلة" … لا تزال أصداء المؤتمر الصحفي الذي أقامته وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في العاصمة الفرنسية باريس تتردد في الإعلام الفرنسي، المؤتمر الذي أقيم في مبنى شركة " آرشيتكتور استوديو" وحضره عدد من الإعلاميين الفرنسيين والعرب المهتمين بالشأن الثقافي وبالتعرف على مسرح البحرين الوطني الذي رأى النور بدعم الملك الراعي الأول للثقافة والسياحة، أكدت فيه وزيرة الثقافة على أهمية هذا الصرح الثقافي في تعزيز ثقافة الانفتاح باستضافته للعروض العالمية على خشبته وتقديمها للجمهور البحريني والخليجي.
المؤتمر الذي أتى ضمن الاستراتيجية الإعلامية لوزارة الثقافة خلال عام المنامة عاصمة السياحة العربية متوجهاً إلى الإعلام الغربي ليطلعهم على أهم المراكز والمعالم الثقافية والسياحية في مملكة البحرين ويضع المملكة أكثر فأكثر على خارطة السياحة العالمية، تبعه ردود فعل إيجابية من الإعلام الفرنسي حيث أجرى التلفزيون الفرنسي الرسمي "france 2" لقاءًا تلفزيونيًا مطولًا مع وزيرة الثقافة أكدت فيه على أهمية تعزيز البنية التحتيّة الثقافية والسياحية لتقدم السياحة، والتي بدورها تدعم العجلة الاقتصادية، مشيرة إلى الأهمية الحضارية والثقافية لمسرح البحرين الوطني في تنويع وإثراء الخبرات البصرية للجمهور البحريني والخليجي من خلال العروض الفنية متنوعة الأساليب والمدارس والاتجاهات الفنية حسبما ذكرت وكالة بنا.
وهو ما أكدته هذا الأسبوع مجلة لوبوان "le point" في مقال نشرته على صفحاتها بعنوان " لؤلؤة البحرين الثقافية" استهلته بالتعبير عن تتابع انجازات المنامة على الصعيد الثقافي العربي بتعبيرها "توالت ألقاب المنامة: عاصمة الثقافة العربية وعاصمة السياحة العربية"، ثم تحدثت المقالة عن مسرح البحرين الوطني من حيث الفكرة والتصميم المعماري، وخطط التشغيل المستقبلية، إذ وصفته بأنه "صلة وصل بين البحر والسماء"، شارحة تفاصيل تصميمه بدقة : " خطوط أفقية، شفافية، ألعاب ضوئية… عالم البحر قد أوحى فكرة هذا المجمّع الذي ينبسط على مساحة 12000 متر مربع في الجهة المقابلة للبحيرة الشاطئية.
والطبقة الخارجية العليا المصنوعة من أشرطة ألمنيوم مؤكسَد بالأنود تسمح بدخول الضوء وبالحدّ من الحرّ الشديد. هذا السطح الذي يسمح بتهوئة طبيعية من خلال فجواته، وهو مستوحى من السطوح المحبوكة لمنازل البحرين. أما الساحة الكبيرة التي تبدو كأنها تعوم على مياه البحيرة، فهي تؤدّي إلى الأوديتوريوم المغطاة أرضه بأوراق الفولاذ المقاوم للصدأ ذات التموّجات الذهبية والتي تلمع في وضح النار وتتألّق لدى الغروب. والأشكال المقوّسة الفاتنة المغطّاة بشكل كامل بخشب الدردار تذكّر أيضاً بقوارب صيادي اللؤلؤ في المنطقة."
التصميم المستوحى من التراث البحريني وعلاقته بالبحر والصيد، تشير المهندسة رويدا عيّاش من شركة "أرشيكتور استوديو " في المؤتمر الصحفي المقام في باريس، إلى توقف المصممين في الشركة بالاتفاق مع وزارة الثقافة البحرينية، عند تاريخ وحضارة المملكة وأهمية المياه والقوارب وتاريخ اللؤلؤ قبل القيام بالتصميم النهائي للمشروع والذي يعكس تاريخًا وحضارةً عبر البناء داخل وخارج المسرح.
في حين تحدثت قبلها جريدة لوفيغارو الفرنسية في مقالة بعنوان العنوان : " دُور الأوبرا في أماكن متباعدة" عن تشييد المسرح باعتباره خطوة شجاعة وحضارية قائلة بأنه " في حين تحاول الدول الأوروبية والأميركية جاهدة الحفاظ على مؤسساتها الموجودة، تجرؤ الصين ودول الخليج على بناء دور بتكاليف مرتفعة" وتناولت الجريدة القدرة الاستيعابية للمسرح مقارنة بالمستوى العربي في تعبير " يُعد الثالث حجماً، بعد داري القاهرة وعمان ويتّسع لألف كرسي وكرسي" أما مجلة لوبوان فقالت " الصالة الرئيسية، التي يمكن تغيير شكلها، فهي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء: ردهة مسرح تتّسع لـ543 مقعداً، وشرفة أولى من 245 مقعداً وثانية من 213 مقعداً. وبذلك تصل قدرة الاستيعاب الكاملة إلى 1001 مقعداً. أي المستوى المطلوب!".
أما عن متابعة المسرح، وخطط تشغيله فقد أشادت صحيفة اللوفيغارو باعتناء وزيرة الثقافة بنفسها وسهرها عليه حسب تعبير الصحيفة، وامتدحت اعتناءها الشخصي ومتابعتها لاختيار الأعمال الأفضل لعرضها على خشبة المسرح الوطني .
وأكّد مدير مهرجان آكس برنار فوكرولو في تصريحه لجريدة لو الفيغارو سعادته باقتراح مملكة البحرين على إدارة المهرجان عقد شراكة تمتدّ لسنوات، وختم "تمّ توقيع اتفاقية لتنظيم وتقديم عروض موسيقية وأوبرالية في المنامة، بالإضافة لتنظيم ورش تدريبية مدرسية وتدريب فنيّين في مجال الفنون المسرحيّة".
مسرح البحرين الوطني ما يزال يشغل الإعلام الفرنسي الذي يصل هذا الأسبوع إلى البحرين ممثلاً في فريق إعلامي من التلفزيون الفرنسي الرسمي يقوم عن قرب بالتعرّف على هذا المعلم الحضاري الثقافي لمملكة البحرين، في تواصل لأصداء المؤتمر الصحافي الذي عرّفت في خلاله معالي وزيرة الثقافة على هذا الصرح كنموذج حضاري ومشرق لمملكة البحرين.