Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

«جيب المواطن» هدف شركات السياحة الخارجية!

 

قلَّة الرقابة على المكاتب غير الموثوقة أدّت إلى انتشار إعلانات ترويجية جاذبة

«جيب المواطن» هدف شركات السياحة الخارجية!

الأحساء "ادارة التحرير" … أكَّد مُختصون أنَّ انتشار العديد من الإعلانات التي يتم من خلالها الترويج لبرامج سياحية خارجيَّة تستهدف السائح السعودي، يعود لغياب المنافسة بين الشركات السياحيَّة المُتخصِّصة، إلى جانب غياب التسويق المُضاد الذي يهدف إلى الترويج للسياحة الداخليَّة بمستوى يضاهي تلك الإعلانات الترويجيَّة للسياحة الخارجيَّة، وكذلك قِِلَّة الرقابة في هذا الجانب على مكاتب السفر والسياحة وبعض المواقع غير الموثوقة على شبكة "الانترنت".

 إضافةً إلى قِلَّة الوعي بثقافة السفر لدى العديد من المواطنين، مُضيفين أنَّ تلك الشركات والمكاتب والمواقع الالكترونيَّة استغلَّت ما يجده السائح السعودي في بلده من خدمات إلكترونيَّة، واتصالات مُتقدِّمة، وتسهيلات ماديَّة، وكفاءة اقتصاديَّة، مُوضحين أنَّ تفضيل العديد من السعوديين للسياحة الخارجية يعود إلى تكامل المُقوِّمات الطبيعيَّة والبشريَّة والخَدَمِيَّة، مُشيرين إلى امتلاك المملكة لجميع المُقوِّمات الطبيعيَّة، بيد أنَّ بُطء تنفيذ الخطَّة الإستراتيجية للسياحة، وعدم تهيئة المُقوِّمات السياحيَّة الأخرى بشكل كامل، وعدم تشجيع رجال الأعمال على تنظيم المهرجانات، أدَّى إلى اتجاه العديد من المواطنين لقضاء إجازاتهم خارج المملكة، داعين إلى توفير وسائل إعلاميَّة وتسويقيَّة للسياحة الداخلية تنافس ما هو موجود بالمواقع الالكترونية على شبكة "الانترنت" وعلى "القنوات الفضائية التلفزيونية"، مُشدِّدين على ضرورة تضافر الجهود في الداخل بين كل من القطاعين العام والخاص فيما يتعلَّق بصناعة السياحة والترويج لها بشتى الوسائل المُتقدِّمة المُمكنة؛ للفت انتباه المواطنين نحو السياحة الداخلية.

ثقافة السفر

وقال المواطن "زاهر محمد العلي" لـ الرياض: "تُعدُّ المملكة أرضاً خصبة للتسويق السياحي" مُضيفاً أنَّ ذلك يعود لأسباب اقتصاديَّة واجتماعية في آنٍ معاً، مُوضحاً أنَّ غياب المنافسة والرقابة، إلى جانب عدم امتلاك بعض المواطنين ثقافة السفر؛ جعل العديد من الشركات السياحية ووكالات السفر والسياحة تتلاعب في أسعار الخدمات السياحية.

وذكر "حسين محمد الحاجي" – أخصائي تسويق وتخطيط بفرع السياحة بالأحساء- أنَّ التركيز السياحي على السوق السعودي بشكل علني وواضح يعود لما يتمتع به من وجود خدمات إليكترونية، واتصالات متقدمة، وتسهيلات ماديَّة، وكفاءة اقتصاديَّة، مُضيفاً أنَّ ذلك جعل السائح السعودي يتفاعل مع الأحداث بشكل سريع وفعال.

تسويق سياحي

وأشار "عمار عبدالله العوض" – مُتخصِّص في التسويق الالكتروني، ومُحاضر بكلية العلوم الإدارية والمالية بجامعة الباحة- إلى أنَّ السياحة تُعدُّ حالياً صناعة القرن ال (21)، كما أنَّها باتت واحداً من أهم القطاعات الحيويَّة للعديد من دول العالم، مُضيفاً أنَّ شدَّة المنافسة في استقطاب السيَّاح أدَّى إلى زيادة الاهتمام بالتسويق السياحي، مُوضحاً أنَّ كبرى الشركات السياحية في العالم مهتمة بدراسة خصائص العملاء السياحيين وتلبية احتياجاتهم، مُشيراً إلى أنَّ التسويق السياحي يبدأ من العميل وينتهي به، لافتاً إلى أنَّ ذلك جعل الشركات السياحية تهتم بتنظيم العديد من البرامج السياحية التي تُرضي ذائقة السائح السعودي وتتناسب مع قدراته الماديَّة، مؤكِّداً أنَّ لأفراد الأسرة دوراً كبيراً ومهماً في عمليَّة تحديد وجهة السفر واتّخاذ العديد من القرارات المُصاحبة له، مُبيِّناً أنَّ ذلك جعل إعلانات السفر تستهدفهم بشكل كبير ليقينها بسرعة استجابتهم في هذا الجانب، ذاكراً أنَّ احتلال "المملكة" مرتبةً متقدمةً في مُعدَّل استخدام "الحجز والتسويق الالكتروني" ساهم في توجيه بوصلة العديد من وكالات السفر والسياحة العالمية نحو السائح السعودي.

خطَّة إستراتيجيَّة

وعزا "إبراهيم بن عبدالله البراك" – عضو مجلس التنمية السياحية بالأحساء- تفضيل العديد من السعوديين للسياحة الخارجية إلى تكامل المُقوِّمات الطبيعية والبشرية والخدمية، مُشيراً إلى امتلاك المملكة لجميع المُقوِّمات الطبيعيَّة، بيد أنَّ بُطء تنفيذ الخطَّة الإستراتيجية للسياحة، وعدم تهيئة المُقوِّمات السياحيَّة الأخرى بشكل كامل، وعدم تشجيع رجال الأعمال على تنظيم المهرجانات، أدَّى إلى اتجاه العديد من المواطنين لقضاء إجازاتهم خارج المملكة، مُستدركاً أنَّ هناك أعداداً كبيرة أخرى منهم يقضون إجازتهم داخل المملكة، مُشدِّداً على ضرورة نشر ثقافة السياحة بين المواطنين، داعياً الجهات المعنية إلى دعم وتشجيع رجال الأعمال على تنفيذ المشروعات السياحيَّة، وتسهيل عمليَّة الحصول على القروض السياحية، وإنشاء صندوق للتنمية السياحية.

تسويق مُضاد

ولفت "مصطفى السويج" – أخصائي تطوير منتجات بفرع السياحة والآثار بالأحساء- إلى غياب ما أسماه "التسويق المُضاد" الذي يهدف إلى الترويج للسياحة الداخليَّة بمستوى يضاهي ما هو معمولٌ به حاليَّاً للدعوة إلى السياحة الخارجيَّة، داعياً إلى توفير وسائل إعلاميَّة وتسويقيَّة للسياحة الداخلية تنافس ما هو موجود بالمواقع الالكترونية على شبكة "الانترنت" وعلى "القنوات الفضائية التلفزيونية"، مُشدِّداً على ضرورة تضافر الجهود في الداخل بين كل من القطاعين العام والخاص فيما يتعلَّق بصناعة السياحة والترويج لها بشتى الوسائل المتقدمة الممكنة؛ للفت انتباه المواطنين وجذبهم للسياحة الداخلية، مُتمنياً أن يساهم رجال الأعمال في دعم وتنمية السياحة الداخلية، وذلك بمراعاة الأسعار ودراستها بشكل جيِّد، وعدم استغلال المواسم السياحية، حتى لا يكون ذلك سبباً مُباشراً في نفور السيَّاح وتوجههم للخارج، مُذكراً أنَّ السياحة تُعدُّ مصدراً جيداً لدخل العديد من المواطنين، مُبيِّناً أنَّ انتعاش السياحة الداخليَّة سيُمكِّن هؤلاء من العيش والتوسُّع والاستمرار في هذا المجال.

عروض مُغرية

وقال "حمد آل الشيخ" – نائب رئيس التسويق والبرامج المكلف في الهيئة العامة للسياحة والآثار-: "يعود سبب كثافة الإعلانات المُوجَّهة بشكل خاص للسائح السعودي إلى القوَّة الشرائيَّة ومُعدَّل الصرف العالي لديه مُقارنةً بمواطني العديد من الدول الأخرى"، مُضيفاً أنَّ مُعدَّل الصرف العالي للسائح السعودي يُعزى إلى بحثه الدائم عن الجودة فيما يتعلَّق بالسكن ونوعيَّة الطعام والعديد من المُشتريات، إلى جانب عدم التخطيط الجيِّد للسفر، مُشيراً إلى أنَّ ذلك كُلَّه يجعله أمام خيارات أقل في هذا الشأن، لافتاً إلى أنَّ العديد من السُيَّاح السعوديين لا يُحبذون السفر في مجموعات، وبالتالي فإنَّ القرار هنا يأتي بشكل منفرد، حيث يسهل التأثير عليه وتسويق منتجات أكثر بأسعار أعلى، مُبيِّناً أنَّ العديد من الوُجهات الدوليَّة ووكالات السفر المحليَّة تستخدم أساليب مختلفة لتسويق وجهاتها، والتأثير على قرار السائح السعودي، مؤكِّداً أنَّ ذلك لا يقتصر على الإعلانات، بل يشمل أيضاً استخدام الإعلام من خلال المقالات والتقارير لإظهار الجوانب السلبية للسياحة المحلية وتضخيمها.

وأضاف أنَّ اعتماد وكالات السفر المحليَّة على السياحة الخارجيَّة كمجال عمل رئيس تجني من خلاله معظم دخلها؛ يجعلها تُكثِّف جهودها في سبيل إقناع السائح السعودي بالسفر خارج المملكة، نافياً أن يكون السعوديون سريعي الاستجابة لإعلانات الشركات السياحيِّة، مُشيراً إلى أنَّ العديد منهم يُخطِّطون بشكل جيِّد لرحلاتهم – وخاصِّة- الداخليَّة قبل فترة طويلة، لافتاً إلى وجود من يتأثَّر منهم ببعض الإعلانات ذات العروض المُغرية، مُوضحاً أنَّ من يحسم القرار بشكل نهائي هو توفُّر الميزانية اللازمة والوقت المناسب ومُناسبة الوُجهة للسائح، مُحذِّراً من الانسياق وراء الحملات التسويقيَّة والإعلاميَّة غير الموثوقة، داعياً السُّيَّاح إلى التخطيط الجيِّد في وقتٍ مُبكِّر، والبحث عن خياراتٍ أفضل، وجمع معلومات أكبر قبل اتّخاذ القرار، إلى جانب عدم الاعتماد على رأي وتوصية موظف وكالة السفر فقط، مُبيِّناً أنَّ هناك العديد من المواقع الإلكترونية التي يمكن أن تساعد السائح على التخطيط الجيِّد لرحلته، ومن ذلك موقع السياحة السعوديةhttp://www.sauditourism.sa، أو الاتصال بمركز الاتصال السياحي على الرقم (19988)، مؤكِّداً أنَّ الهيئة العامة للسياحة والآثار حريصة كل الحرص على بذل كل ما من شأنه تحقيق تقدُّم ورُقِّي صناعة السياحة الوطنية.

حملات إعلانيَّة

وبيَّن "علي بن طاهر الحاجي" – المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء- أنَّ مِمَّا يزيد من جماليَّة وقيمة المواقع السياحية بالمملكة توفُّر الأمن والأمان في وطننا الغالي، مُضيفاً أنَّ ذلك يساعد كثيراً في الارتباط بالبعد الحضاري والتعرُّف على تاريخنا وتراثنا، مُشيراً إلى أنَّ العديد من السُّيَّاح السعوديين لا يستشعرون ذلك كُلَّه قبل اتخاذ قرار السفر للخارج، مُوضحاً أنَّهم حينها يتأثرون ببعض الحملات الإعلانيَّة الخارجيَّة، في ظل ضعف الحملات التسويقيَّة المحليَّة، لافتاً إلى وجود العديد من التحديات التي تحُد من اهتمام السائح بالمنتجات المحليَّة، ومن ذلك النقل، حيث تعاني الطرق من سوء محطات الخدمة، وغياب الاستراحات الجيِّدة على الطرق، داعياً المواطنين إلى الاهتمام بزيادة ثقافته في مجال السياحة، والتفكير في المقومات الفريدة التي يمتلكها الوطن.

وأضاف أنَّ "الهيئة العامة للسياحة والآثار" نفَّذت العديد من المشاريع التوثيقية والتعريفية لعدد من المواقع السياحية والأثرية في "المملكة"، وذلك استشعاراً منها بأهميَّة التسويق السياحي ومردوده الايجابي على السائح، مُوضحاً أنَّ الهيئة طوَّرت اشتراطات الترخيص لوكالات السفر والسياحة ‏بالتعاون مع الجهات المعنية بهذا النشاط، مثل: منظمة "أياتا" العالمية، وذلك بهدف إيجاد وكالات نظامية وموثوقة تعمل ‏وفق إجراءات مُحدَّدة، وتعاقدات واضحة مع شركات الطيران بما يضمن مصداقيتها في هذا المجال.

برنامج سياحي

وأكَّد "محمد بن عبدالله العمري" –المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة- أنَّ التسويق السياحي الإلكتروني لعب دوراً مهماً وأساسيا في الترويج للسياحة على الصعيدين الداخلي والخارجي، في ظل وجود وسائل الإعلام التقليدي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، مُضيفاً أنَّ العديد من السيَّاح السعوديين لا ينساقون بسهولة خلف الإعلانات التي تُروِّج للبرامج السياحية داخل المملكة، مُشيراً إلى أنَّ السائح السعودي أصبح على قدر كبير من الوعي والثقافة والإدراك بكل ما يُقدَّم له، وبالتالي فإنَّ خداعه أو جرِّه لتلك البرامج السياحيَّة الوهميَّة ليس من السهولة بمكان، لافتاً إلى أنَّه بات على معرفة تامة بالبرنامج السياحي الذي تُقدّمه شركات السفر والسياحة أو شركات الطيران، وبكيفيَّة استغلال عروض السفر، مُوضحاً أنَّه لم يعد يبحث عن السفر فقط، بل يبحث عن خيارات وبرامج متجددة ومتعددة تُقدَّم له بأسعار مناسبة؛ مِمَّا جعله هدفاً تتسابق عليه العديد من مكاتب السفر المحليَّة والخارجيَّة لعرض ما لديهم من خدمات وبرامج سياحية.

وأضاف أنَّ "الهيئة العامة للسياحة والآثار" تتعامل مع كثافة الإعلانات الموجهة للسائح السعودي داخل المملكة عبر تشديد الرقابة على مكاتب السفر والسياحة طيلة العام، مُشيراً إلى وجود فرق متخصصة مهمتها تنفيذ العديد من الجولات التفتيشية والرقابية المستمرة؛ للحد من الممارسات التسويقية الفردية، والمكاتب غير النظامية، وتطبيق ‏العقوبات النظامية بحق المخالفين، مُحذِّراً في الوقت نفسه من التعامل مع بعض ‏المجهولين الذين يَدَّعون انتماءهم لمكاتب سفر وهميَّة، حيث يروجون لرحلات دوليَّة ‏مُنخفضة التكلفة، ومن التعامل مع مكاتب السفر والسياحة الوهميَّة، وخاصَّةً المنتشرة على شبكة الإنترنت، مُبيِّناً أنَّها تُقدِّم برامج مُغرية مادية لتصطاد العميل من خلال بطاقاته الائتمانية.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله