الأسعار وغياب الترويج والبرامج تعيــــق السياحة الداخلية
أبوظبى "ادارة التحرير " …. أكد مسؤولون في قطاع الضيافة والفنادق، أن السياحة الداخلية تشهد عقبات كبيرة مثل ارتفاع أسعار الباقات السياحية، وعدم وجود برامج داخلية وعروض جذابة تناسب المواطنين والمقيمين، وغياب الترويج للأماكن السياحية داخل الدولة، التي تتنوع بين بحرية، وشاطئية، وصحراوية، وبيئية.
وطالبوا بوضع أسعار خاصة للسياح الداخليين، بشكل لا يدفعهم للسفر إلى الخارج، داعيين إلى دور أكبر للشركات السياحية، وهيئات السياحة المحلية في تنشيط التوعية الداخلية.
لكنهم أشاروا إلى أن سياح الداخل يتحملون جانباً من المشكلة، يتمثل في عدم مبادرتهم إلى الحجز مبكراً، موضحين أن النزيل الأجنبي يحصل على سعر تفضيلي في الحجوزات بسبب حجزه المسبق قبل فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر من إقامته الفندقية، وتصل أحياناً إلى عام، نافين أن تكون الفنادق تفضل التعامل مع النزيل الأجنبي على حساب المحلي.
الاهتمام بسياح الداخل
قال المدير العام لفندق «ميلينيوم بلازا»، معين سرحان، إن «السياح الداخليين يبحثون في دبي عادة عن أماكن قريبة من مراكز التسوق ونوعية معينة من الغرف، خصوصاً تلك المتصلة ببعضها، فضلاً عن أنهم يبحثون عن البيئة العائلية في الفنادق».
وأضاف أن «مساهمة السياحة الداخلية في معدلات الإشغال، تصل في المتوسط إلى نحو 20٪ وهي نسبة ليست قليلة»، مبيناً أن «سوق السياحة الداخلية غير مستغلة كما يجب».
وأوضح أن «الفنادق ترفع الأسعار أثناء فترات الذروة، ما ينعكس على جميع الفئات»، مطالباً بوضع أسعار خاصة ومدروسة للسياح الداخليين، بشكل لا يدفعه للسفر إلى الخارج.
لكن أكد سرحان لـ الامارات اليوم وجود ملاحظة حول السياح الداخليين أو سياح المنطقة، تتمثل في عدم المبادرة بالحجز مبكراً، وتالياً الحصول على أفضل الأسعار، على عكس السياح الذين يأتون من الخارج الذين يحجزون إقاماتهم الفندقية مبكراً، قبل فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فضلاً عن أنهم يتتبعون العروض الفندقية ويسعون إلى الاستفادة منها.
وأكد أن «لدى الفندق حجوزات في عام 2014 خلال يناير وفبراير ومارس وحتى سبتمبر من العام نفسه، لكن السائح الداخلي والخليجي يلجأ للحجز في اللحظات الأخيرة».
تحديات ومبادرات
في السياق نفسه، قال مدير التسويق في فندق «ريتز كارلتون»، كريس غابلدون، إن «السياحة الداخلية في الإمارات تواجه تحديات عدة، أبرزها الترويج، والعروض المغرية، والباقات التي تناسب المواطنين».
وأضاف أن «أهم مبادرات التحفيز للسياحة الداخلية هي توفير عروض جدية تناسب العائلات المواطنة، وتراعي العادات والتقاليد العربية، الأمر الذي يشجع العائلات على زيادة مساحة السياحة الداخلية، مع مراعاة توفير برامج حسب الطلب تلبي احتياجاتها». وأشار غابلدون إلى أن «الترويج من أهم العوامل المعوقة، إذ تمتلك الدولة مقومات سياحية عدة مثل السياحة البحرية، والصحراوية، ومناطق الجبال، وغيرها، إلا أن نقص الترويج وراء هذه المشكلة».
أما المدير الإقليمي للتسويق والمبيعات في الشرق الأوسط لدى فنادق ومنتجعات «فيرمونت»، راقي فيليب، فقال إن «قلة التوعية، والترويج يقفان وراء تراجع السياحة الداخلية، لاسيما للمواطنين، إذ لا يعلم العديد من المسافرين بالأماكن السياحية التي تتمتع بها الإمارات». وأوضح أن «الشركات السياحية، وهيئات السياحة المحلية، لا تلعب دوراً بارزاً في تنشيط التوعية الداخلية، لكنها تركز على جذب السياحة الخارجية»، لافتاً إلى أنه يمكن للسياحة الداخلية أن تلعب دوراً مهماً، وفعالاً في حركة السياحة في الدولة، إذ تمثل في بعض الدول نسبة كبيرة من حركة السياحة.
ارتفاع الأسعار
بدورها، قالت مديرة التسويق في فندق «بانيان تري»، فرجينيا بيزانسون، إن «السياحة الداخلية تشهد عقبات كبيرة مثل ارتفاع أسعار الباقات ونقصها، فضلاً عن عدم وجود برامج سياحية داخلية تناسب المواطنين».
وأكدت أن «ارتفاع أسعار السياحة الداخلية يجعل من الوجهات الأخرى منافساً قوياً، إذ ليس من المقبول أن يقوم السائح الداخلي بجولة سياحية في الدولة بسعر يزيد عن دولة مثل تركيا، ولذلك يجب تقديم أسعار تنافسية للسائحين المحليين».
وأكدت بيزانسون أن «من شأن توافر عروض قويه ومغرية، وأسعار تنافسية وتفضيلية للمواطنين والمقيميين في الدولة، أن يعزز السياحة الداخلية القادرة على زيادة حجم أعمال القطاع، والاستحواذ على حصة مؤثرة».
لا تفضيل للأجنبي
من جهته، رفض نائب الرئيس الإقليمي للمبيعات العالمية لدى فنادق «حياة» في منطقة الشرق الأوسط، طارق داود، ما يتردد عن تباطؤ الفنادق في دبي لتنشيط السياحة الداخلية، نافياً تمييزها النزيل الأجنبي، بمنحه أسعاراً أفضل للإقامة.
وقال إن «مجموعة (حياة) توفر عبر فنادقها الخمسة في الإمارات، برامج تسويقية للمواطنين تتضمن خصومات وليال مجاناً، فضلاً عن إقامة ووجبات مجاناً للأطفال»، لافتاً إلى أن المجموعة أطلقت عرض «الصيف مع فنادق حياة»، والذي يتضمن دفع مبلغ أقل، وإقامة لمدة أطول في فنادق المجموعة بالدولة.
من جهته، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة «روتانا» الفندقية، ناصر النويس، إن «فنادق (روتانا) تشجع السياحة الداخلية والخليجية»، مؤكداً أن هناك عروضاً وفعاليات ووسائل ترفيهية، قادرة على جذب السياحة الداخلية حتي في أوقات تراجع الطلب.
وأضاف أن «الاعتقاد بأن الفنادق في دبي تفضل النزيل الأجنبي، خاطئ، لأن حصول النزيل الأجنبي على سعر أقل خلال الفترة ذاتها التي يقيم فيها المواطن، يرجع إلى أسباب عدة أهمها أن الأجانب من داخل الدولة أو السياح يحجزون بشكل مسبق وقبل موعد وصولهم بفترة ربما تمتد عاماً أو ستة أشهر».
وأوضح أن «شركات السياحة تحجز غرفاً فندقية لمجاميع سياحية، ولذلك، تحصل على تخفيضات كبيرة لأنها تشتري بسعر يشبه سعر الجملة»، ناصحاً المواطنين بعدم حجز غرفهم الفندقية في اللحظات الأخيرة.