المنطقة الغربية.. سياحة الطبيعة البكر على بساط الإبهار التراثي
المنطقة الغربية التي تشكل ثلثي المساحة الإجمالية لإمارة أبوظبي، والتي تستضيف حالياً مهرجان الرياضات المائية حتى 27 من الجاري، هي تحفة طبيعية تتلألأ ما بين أعلى تلال الربع الخالي وأهم الشطآن المعدة مرتعاً للثروات البحرية، وبإقبالها اللافت على خدمات الضيافة الاستثنائية من الفعاليات الموسمية إلى المنشآت الترفيهية والمرافق الطبيعية، تعتبر واحدة من أكثر المعالم السياحية تألقاً وتشويقاً، وعنواناً لاستكشاف البيئة الإماراتية من منظور الإبهار التراثي بما لا يغفل جودة المنتج الخدماتي العصري.
الرحلة إلى المنطقة الغربية التي تبعد 250 كيلومتراً بالبر عن مدينة أبوظبي، يصح فيها الوصف بأنها تجربة سياحية متكاملة للعائلات على اختلاف الفصول، فشمسها السخية دوماً مدعاة للانطلاق في الطبيعة بطاقة وحيوية لخوض مغامرات الغوص والتجديف والتسلق، ونسائمها المغناج الحاضرة بلا ميعاد تفتح الشهية في كل حين لصولات وجولات على الجمال والخيول وعند أجمل بساط ذهبي لرمال الصحراء، وهنا حيث متنزه الحياة البرية الأهم في المنطقة، فإن حدود السرعة القصوى المسموح بها في جزيرة صير بني ياس هي 50 كم/ساعة لحماية الحيوانات التي ربما تعبر الطرقات.
غطس وتجديف :
أول ما يجب التفكير به عند اختيار التعرف إلى المنطقة الغربية أو زيارتها بقصد الاستجمام والعودة بتجربة مثمرة عن واقع البيئة البكر، هو التوجه إلى «جزر الصحراء»، فهذه الوجهة السياحية الطبيعية في الخليج العربي، هي الأكثر شعبية في المنطقة ولا تبعد عن شاطئها أكثر من 8 كيلومترات. كما يمكن الوصول إليها من البر الرئيسي أو عبر الرحلات الجوية بالطائرة، إذ أن السياحة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي تشهد المزيد من الاهتمام بهدف الترويج لطبيعتها الخلابة وأهميتها على صعيد خدمات الضيافة الراقية، بما فيها خط طيران داخلي يقل الركاب إلى «جزر الصحراء» بخلال 30 دقيقة مقابل ساعتين ونصف الساعة بالسيارة. وتتوفر خدمات النقل الجوي إلى الجزيرة منذ عام عبر مطار البطين في أبوظبي بمعدل 3 رحلات في الأسبوع، وهي أيام الثلاثاء والخميس والسبت، مع إمكانية توفير رحلات الطيران الخاصة عند الطلب. وعلى أهمية موقعه الطبيعي المحاط بالثروات من كل اتجاه، فإن مشروع «جزر الصحراء»، تتم إدارته بدقة فائقة من قبل «شركة التطوير والاستثمار السياحي» التي تراعي الحفاظ على مفردات الثقافة والتراث والتقاليد المحلية.
والجزيرة التي تتميز بجمال طبيعي أخاذ وحياة برية قل نظيرها في منطقة الخليج العربي والعالم، تحتضن «منتجع وسبا جزر الصحراء» بإدارة أنانتارا. ويورد ستيفن فيليبس مديره العام أنه بإمكان الضيوف الوصول إلى جزيرة «صير بني ياس» من دون أي مشقة وعناء لتجربة الأنشطة التي توفرها من مشاهدة الحيوانات البرية في متنزه الحياة البرية العربية، أو التعرف إليها من خلال جولة على ظهر الحصان. ويذكر أن طاقم المنتجع المتخصص ينظم مجموعة من البرامج الترفيهية منها رحلات اكتشاف الطبيعة، والتجديف بقوارب الكاياك بين أشجار القرم، والغطس في المياه الغنية بالثروات البحرية والرماية بالقوس وارتياد الجبال بالدراجات الهوائية عبر التلال الملحية التي تشتهر بها الجزيرة. ويتحدث ستيفن فيليبس عن اسطبلات صير بني ياس التي تقدم للضيوف مجموعة متنوعة من دروس ركوب الخيل، والمصممة لتلبية مختلف رغبات الزوار وقدراتهم.
ويقول إن الأنشطة المستوحاة من الطبيعة هي جزء من تجربة الزوار، حيث تتوافر خدمات الإبحار الشراعي والرحلات البحرية. كما يمكن لمن يحالفهم الحظ أن يصادفوا في جولاتهم الدلافين اللطيفة أو حيوانات بقر البحر النادرة أو السلاحف البحرية. ويتحدث مدير عام «منتجع جزر الصحراء» عن المغامرة المثيرة عبر الانضمام إلى رحلة سيارة الدفع الرباعي في قلب «متنزه الحياة البرية العربية». حيث يقوم المرشدون بالحديث على مدى ساعتين عن الثروات الطبيعية والحيوانية للجزيرة.
المصدر : الاتحاد