تواصل أزمة السياحة الإيرانية فى مصر
دعوى قضائية تطالب مرسى وزعزوع بمنع سياحة ايران لخطورتها على الأمن القومى
وزير السياحة المصرى يؤكد توقفها يضيع على مصر 252 مليون دولار سنوياً
القاهرة "المسلة" سعيد جمال الدين …. لم تكن وزارة السياحة تتخيل مدى الهجوم الذى شن عليها من جراء استقدام سائحين من بلاد فارس قديماً المعروفة حالياً بإيران ، وهى التى إستهدفت من هذا الإتجاه إلى فتح أسواق سياحية جديدة خاصة فى ظل التراجع فى معدلات الحركة السياحية الدولية الوافدة إلى مصر من الأسواق التقليدية مثل القادمة من المنطقة الأوربية التى تحتل النصيب الأكبر من كعكة السياحية المصرية والتى تصل لأكثر من منها حوالى 72% من حجم السياحة الوافدة إلى مصر.
وزارة السياحة ووفقاً لما صرح به مراراً وتكراراً وزيرها هشام زعزوع أنها تعمل على فتح أسواق جديدة ذات معدلات سفر للخارج كبيرة مثل الصين والهند وإيران دون النظر لما يفهمه البعض من الإختلافات الدينية أو العقائدية أو حتى السياسية لأن السياحة هى حرية التنقل بين الأقطار دون النظر إلى الدين أو السياسة أو اللون أو العقيدة ..فلقد شهدت الفترة الماضية هجوماً على الوزارة لإتجاهها إلى إيران والمخاوف التى طرحه البعض سواء من الأحزاب ذات المرجعة الدينية أو المواطنين العاديين أو خبراء السياسة والسياحة أيضاً من سيطرة التيار الشيعى على الأفواج السياحية الوافدة من بلاد فارس ومدى إستثمار هذه الزيارات لنشر المذاهب العقائدية الشيعية وقد تؤثر فى العقيدة التى تغلب على المصريين التابعين إلى السنة النبوية المطهرة.
هشام زعزوع وزير السياحة المصرى – الذى أتهم مؤخراً بتنفيذه أجندة اخوانية فى السياحة – والذى قام من قبل بزيارة إلى طهران إلتقى فيها مع الرئيس الإيرانى أحدى نجاد والمسئولين الإيرانيين المتخصصين مازال يتلقى الإتهامات بأنه الذى سعى إلى إيران للتقارب المصرى الإيرانى عبر بوابة السياحة أكد فى تصريحات خاصة أن القرار الذى تم إتخاذه من قبل السلطات الإيرانية بوقف إرسال أفواج سياحية إلى مصر جراء الهجوم الذى تعرضت له السياحة المصرية من بعض التيارات السياسية والدينية سيضيع على مصر ما يقرب من 252 مليون دولار من قبل زيارة نحو 200 ألف سائح إيرانى.
أضاف وزير السياحة المصرى أن الوزارة حينما تطرق أبواب أسواق سياحية جديدة تهدف إلى إعادة الروح للحياة السياحية بعدما أصيب ( بتصلب فى الشرايين ) وتوقف ضخ الدماء إلى الإقتصاد المصرى نتيجة للتراجع فى الحركة الوافدة لمصر وبالتبعية الإيرادات السياحية بسب الإنفلات الأمنى وعدم إستقرار الأوضاع فى الوقت الذى كانت صناعة السياحة تمثل أهمية كبيرة بوصفها ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد القومى فهى تحقق 11,3% من إجمالى الناتج القومى بشكل مباشر وغير مباشر،و15,2% من متحصلات النقد الأجنبى، و45,1 % من صادرات الخدمات، و 9,2% من حجم الاستثمارات فى قطاع الخدمات ، ناهيك عن كونها توفر فرص عمل لـ 12,6% من إجمالى حجم القوى العاملة فى مصر (1,8 مليون فرصة عمل مباشرة و 1,2 مليون فرصة عمل غير مباشرة).
أضاف وزير السياحة المصرى هشام زعزوع أن القطاع السياحى مر بفترة عصيبة عبر العامين الماضيين إلا أن لدينا قناعة أن هذا القطاع السياحى المصرى لطالما أثبت مرونته العالية وقادر على مواجهة التحديات فالسياحة تمرض ولا تموت.
ولهذا فكانت هناك اتخاذ خطوات حثيثة من أجل النهوض بمستوى البنية السياحية المصرية والمنتجات السياحية المصرية ووضع إستراتيجية الوزارة للمرحلة القادمة هدفها استجلاب 30 مليون سائح بحلول عام 2020، خلال الفترة القصيرة القادمة من خلال طرق أسواق سياحية جديدة فى أمريكا الجنوبية (البرازيل والأرجنتين وشيلى والمكسيك)، وفى آسيا (ماليزيا والصين والهند وكوريا وفييتنام) وتكثيف الجهود لزيادة الحركة الوافدة من أسواق بعينها مثل السوق الإسكندنافية،و تسويق مصر ضمن رحلات شراكة مع دول أخرى (مثل: مصر ولبنان – مصر وتركيا)، والارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة للسائحين لتواكب معايير الجودة العالمية، وتنمية الموارد البشرية للقطاع السياحى، مع تنويع المنتجات السياحية واستحداث منتجات جديدة لتلبى كافة الاحتياجات وترضى كافة الأذواق؛ إلى جانب عودة تسيير الرحلات النيلية الطويلة بين القاهرة وأسوان بعد توقف دام 15 عاماً.
أضاف وزير السياحة المصرى إننا نعمل على إيجاد أسواق جديدة بديلة للأسواق الأوربية الذى يتأثر بشكل كبير فى الأحداث الساخنة ليس داخل مصر وإنما فى منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط،، مشيراً إلى أن السائح الإيرانى يأتى للسياحة الشاطئية وسياحة الآثار فى الأقصر وأسوان فى برنامج سياحى مكثف وأن دبى استقبلت 500 ألف سائح إيرانى وتركيا 1.9 مليون خلال العام الماضى ولا يوجد تخوف من تشيع المجتمعات بهذه الدول .
وأوضح أن متوسط إنفاق السائح الإيرانى يتجاوز ألــــ 150 دولار فى الليلة مقارنة بمتوسط إنفاق لا يتجاوز ألـــ 75 دولار بالنسبة للسائح الأوروبى مما يؤكد بحسب زعزوع أهمية السياحة الإيرانية لمصر خلال الفترة الحالية.
ولم تكتمل بعد فصول تأثيرات أزمة السياحة الإيرانية لمصر بما أعلنته التيارات السياسية والدينية والتظاهر لمجموعة من السلفيين أمام مقر القائم بالأعمال الإيراني "مجتبي أماني "احتجاجا على وصول سائحين إيرانيين إلى مصر حيث أعرب السلفيون عن تخوفهم من أن يكون التقارب بين مصر وإيران ستارا لتغلغل المذهب الشيعي، أو لتوقف الرحلات السياحية الوافدة من إيران إلى مصر حتى النصف الثانى من يونيو القادم،ولا للتصريحات التى أعلنها هشام زعزوع وزير السياحة بأن الوقت الحالى غير مناسب لإحياء سياحة آل البيت إلا أن الظروف قد تتغير ويتم إحيائها مرة أخرى فى المستقبل،أو كونه صنايعى سياحة ولا ينتمى لأى تيار سياسى على الرغم من العمل فى حكومة تنتمى لرئيس من التيار الإسلامى .وإنما أمتد إلى رفع دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإدارى تطالب بمنع السياحة الإيرانية لخطورتها علي الأمن القومي .
وقالت الدعوى التى أقامها عبد الرحمن عوف المحامى والتى حملت رقم 42583 لسنه 67 قضائية ضد رئيس الجمهورية ووزير السياحة أن السياحة الإيرانية بمصر تهدف إلى توطيد العلاقات العقائدية مع إيران وليست إيران الدولة.
أضافت الدعوي أن جميع الدول العربية تنظر بمزيد من القلق لهذا التوجه المصرى نحو إيران وهو الأمر الذى أدى إلى تقلص المزيد من الاستثمارات العربية منذ زيارة الرئيس الإيرانى إلى مصر وزيارة الرئيس المصرى إلى إيران وذلك بسبب التخوف من نشر المذهب الشيعى فى مصر والسيطرة على المساجد فى القاهرة الفاطمية من قبل الشيعيين .