«السياحة والآثار» تتفق مع «الدفاع» على تطوير مواقع المعارك الإسلامية.. وتبدأ العمل في «بدر»
الرياض " المسلة " … كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان، عن توقيع الهيئة اتفاقية مع وزارة الدفاع لتطوير جميع مواقع المعارك الإسلامية، وجعلها جزءاً من العملية التعليمية، مؤكدا بدء العمل في موقع معركة بدر، وأعمال إعادة تنظيف المنطقة المحيطة في جبل أحد في المدينة المنورة، وإنشاء مركز حضاري متكامل بجوار الجبل.
وبين رئيس الهيئة، في تصريح صحافي، بعد افتتاحه فعاليات احتفال المملكة بيوم التراث العالمي صباح أمس في مقر جامعة دار العلوم في الرياض، أن الهيئة حصرت مواقع التاريخ الأثرية الإسلامية، وصدر قرار من المقام السامي، بمنع التعدي على المواقع الإسلامية، كما سيتم إطلاق برنامج جديد يرصد هذه المواقع، سيعلن عنه خلال الشهرين المقبلين.
وأوضح أن الهيئة تعد مشاريع لتطوير وإعادة ترميم مناطق أثرية وسياحية قديمة في مدينة الرياض، منها منطقة وسط الرياض، على مساحة 15 كيلومترا مربعا، لافتا إلى أن مشروعها سيكون أكبر مشروع تطوير لوسط مدينة في العالم، إضافة إلى مشروع تحويل مطار الملك خالد الدولي لمدينة اقتصادية متكاملة، ومشروع تطوير فندق الدحو، ومنطقة الظهيرة، مراهناً على أن تكون منطقة الظهيرة وسط الرياض بعد تطويرها المكان المفضل للشباب، وأن تكون وجهة اقتصادية ثقافية سياحية. وقال إنه يتم إنشاء 12 مشروعا لمزارع تراثية مع الصندوق الزراعي في منطقة سدير والمجمعة، وأن الهيئة اتفقت مع مستثمر بـ 250 مليوناً لبدء مشاريع شركة الفنادق التراثية في خمس مناطق، وأنها تعمل مع 25 فريقاً دولياً، مع فرق سعودية، لاستكشاف آثار المملكة.
وجدد رئيس الهيئة دعوته للمواطنين إلى التعاون للعناية بالتراث العمراني وتأهيله، والمحافظة على كل ما يتعلق بالآثار الوطنية، مشيرا إلى أن على المواطنين الإبلاغ عن أي أثر يجدونه دون مساسه، لأن إخراج الأثر من مكانه قد يفقده 50% من قيمته، وإن كان لديهم آثار قيمة، فعليهم تقديمها للدولة لتحفظ بأسمائهم. كما قدم دعوته لطلاب العمارة في الجامعات السعودية للعمل مع الهيئة وتطوير الرياض برواتب.
وذكر أن المملكة تتجه لفتح باب السياحة المحلية للمعتمرين، وأكد أن التراث العمراني في المملكة أصبح مشروعا وطنيا تقوده الدولة، وتسهم فيه مؤسسات المجتمع وجامعاته وهيئاته التعليمية ومجتمعاته المحلية، مشيرا إلى أن الجامعات السعودية لم تكن تتقبل برامج التراث العمراني قبل 17 عاما، ولكنها اليوم تتسابق لتدريسه وتطويره.
وأعرب رئيس الهيئة عن اعتزازه بتكريم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة للتراث العمراني لمؤسسة التراث الخيرية، والاحتفاء به كشخصية العام، ضمن الاحتفال بيوم التراث العالمي، الذي ينظم بالتعاون بين الهيئة وجامعة دار العلوم لمدة ثلاثة أيام. وتحدث رئيس الهيئة عن رحلته مع قضية التراث والتعليم، مشيرا إلى أنها بدأت منذ 17 سنة، حيث لم يكن التعليم في ذلك الوقت مهيأً لاستقبال هذا العنصر الجديد، فتم البدء ببرنامج التراث والتعليم الجامعي منذ سنوات طويلة، لكن لم يكتب له النجاح، بسبب أن كوادر الجامعات لم تكن مهيأة ولا مرحبة به.
وعن التطور في النمو العمراني وتأثيره في العمران القديم، قال إن الخطأ الذي وقع فيه كثير من المعماريين، وحتى من المطورين، هو اعتقادهم بأن التراث شيء، والعمران الحديث شيء آخر، والواقع أن في التراث العمراني قيمة مضافة بأنه تراث عمراني متجدد، وعنصر التجديد هو الذي نحاول أن نؤصله في الجامعات، وأن يعرف طلبة وخريجو كليات العمارة أن التراث العمراني لا يمكن أن يتوقف على شيء بني قبل مائة سنة.
وتم خلال حفل افتتاح فعاليات احتفالية المملكة بيوم التراث العالمي، الذي تأخر بدؤه لأكثر من ساعتين، الاحتفاء بشخصية العام، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الحائز على جائزة الإنجاز مدى الحياة للتراث العمراني، كما تم تكريم الطالبة فوز اليحيى لتصميمها شعار الاحتفالية. وكان رئيس الهيئة قد تجول قبل افتتاح الاحتفالية على المعرض المصاحب لها، ومازح أغلب الحضور، وأشاد بمسؤولين. كما شارك في لقاء مفتوح مع طلاب وطالبات الجامعة.
المصدر : الشرق