»2« ردود فـعــــــل سلبيــــــة ضد السياحة الإيرانية الشيعية
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … هدت عملية تنظيم زيارات سياحية للإيرانيين الشيعة للمعالم المصرية مستجدات وتطورات سلبية سريعة. لقد أدت ردود الفعل العنيفة احتجاجا علي وصول افواج السياح الإيرانيين الي تجميد الاتفاق الذي كان قد توصل اليه هشام زعزوع وزير السياحة المصري خلال الزيارة التي ٌكلف للقيام بها إلي طهران. جاء هذا القرار في اعقاب موجة الغضب التي انتابت الجماعات السلفية ودفعت بهم إلي محاولة اقتحام مقر البعثة الدبلوماسية الإيرانية وكذلك التهجم علي الاتوبيس الذي كان يحمل اول فوج من هؤلاء السياح عند زيارتهم لأسوان والاقصر.
لإجلاء ملابسات توقف هذه الرحلات جري اتصال بيني وبين الوزير هشام زعزوع. ذكر لي انه ورغم ما كان من تأثير لإعمال العنف التي أحاطت بوصول السياح الإيرانيين الا أنه يمكن القول إن هذه الرحلات قد تم تأجيلها إلي شهر يونيو القادم الي حين تبدأ اجازات المدارس في إيران. أشار إلي ان شركة طيران ممفيس قررت وقف رحلاتها الجوية إلي طهران بسبب انخفاض اعداد الركاب نتيجة انشغال اولياء الامور بوجود ابنائهم في المدارس.. أضاف بأنه سينتهز فترة التجميد للالتقاء بالقيادات السلفية لشرح وتوضيح طبيعة الاتفاق السياحي والتأكيد علي انه بعيد كل البعد عن أي شبهة نشاط سياسي أو ديني.
ليس خافيا ان الاتفاق علي السماح بقدوم افواج السياحة الايرانية قد تم في اطار محاولة تعويض الانحسار السياحي العالمي نتيجة غياب الامن والاستقرار.. ان اقدام هشام زعزوع علي زيارة ايران والاتفاق علي أفواج السياح الايرانيين المنقطعة عن مصر منذ اكثر من 35 عاما.. تحمل في طياتها رغبة القيادة السياسية الحالية في مصر. حدث ذلك دون ان يوضع في الاعتبار تحذيرات بعض قوي التيارات والمذاهب الاسلامية السنية المناهضة للمذهب الشيعي. تمثل ذلك في اعلان تشككها في استغلال هذه الرحلات للترويج للمذهب الشيعي في مصر علي ضوء ما هو مثار عن وجود محاولات متخفية لعناصر شيعية للقيام بهذه المهمة.
بالطبع فإن احداً لا يمكن ان يعترض علي فتح أبواب مصر أمام أصحاب أي دين وأي مذهب من أجل السياحة مع شرط ضمان احترام قيمنا وثوابتنا الدينية والاخلاقية. في ظل هذه المبادئ ليس مقبولا بأي حال اللجوء إلي المنع غير المبرر. في هذا الاطار يمكن القول إنه لم يكن هناك اي اعتراض بالنسبة لزيارة الايرانيين الشيعة لمصر قبل ثورة خوميني.. ولكن المشكلة برزت علي ضوء تصرفات النظام الحاكم في ايران حاليا- انعكست هذه الخلفية علي عملية انفتاح النظام المصري الحالي علي نظام الملالي الشيعي وما يمكن ان يحمله ذلك من اخطار. من المؤكد أن وراء ذلك السلوك غير الودي لنظام ملالي ايران عندما عبّر عن ابتهاجه بعملية اغتيال انور السادات الزعيم المصري الذي كان له الفضل في هزيمة اسرائيل وتحرير سيناء من احتلالها الأسود.
من ناحية اخري فإنه لا يمكن انكار ارتباط خطوة السماح للسياح الإيرانيين في مصر بحالة التوجس السائدة في الدول العربية الخليجية تجاه التقارب المصري الإيراني غير العادي. ورغم ان هذه الدول لها علاقات دبلوماسية مع دولة الملالي الإيرانية خوفا واتقاء لشرها واطماعها ونواياها الا ان ذلك لا يمنع تصاعد توجسها من نزعاتها العدوانية. ونظرا لقيمة ومكانة ومسئولية مصر وانها الدولة القادرة بإمكاناتها وقدرتها السكانية علي احداث التوازن مع الخطر الايراني فإن من حق هذه الدول الشقيقة بحكم علاقاتها الازلية بمصر التخوف من التجاوز والمغالاة في العلاقة مع ايران. ومن منطلق الصالح السياحي فإنني اخشي ان تتم ترجمة هذا التوجس إلي مزيد من تفاقم إحجام السياح العرب عن زيارة مصر.