هيفيز أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم مقصد للسياحة العلاجية طوال العام
ما بين تغزل الشعراء والأساطير المحكية وإلهام الأدباء والكتاب تبرز بحيرة "هيفيز" الواقعة في المجر كواحدة من أكثر المواقع السياحية جمالاً في القارة الأوروبية.
وتنبع جمالية هذا المكان أو هذه البحيرة المدهشة باعتبارها أكبر بحيرة بيولوجية نشطة طبيعية في العالم وهي مخزون هائل للمعادن الطبيعية والأملاح التي تشكل بيئة جاذبة للسياحة العلاجية والطبية التي عرفت بها على مدار 200 عام.
وما يعزز جمالية بحيرة هيفيز هو موقعها المثالي بين الغابات الطبيعية التي تمتد على مساحات شاسعة والتي ألهمت الكثير من الشعراء والأدباء في إبداعاتهم، كما أنها كانت سبباً في علاج الكثير من الأمراض البدنية والنفسية للآلاف من الناس الذين يفدون هناك كل عام للاستفادة من العلاج الطبيعي والتمتع بالمناظر الطبيعية الرائعة التي تشكل راحة نفسية لكل الباحثين عن الهدوء والسكون في علاج متلازم للنفس والجسد حسب البيان.
بدايات تاريخية
ويعود تشكيل هذه البحيرة العجيبة إلى كميات البازلت المتصاعد حول بحيرة بالاتون القديمة خلال العصور الحجرية وهناك الكثير من المواقع حول البحيرة يمكن رؤية شواهدها التاريخية والتي تطورت وتشكلت مع ثورات البراكين والعوامل الطبيعية. وكانت ضمن قائمة الحكومة لوضعها على التراث العالمي في العام 2003.
وتتأثر درجة حرارة هذه المياه الطبيعية العلاجية بمزيد من مياه الينابيع الباردة والحارة القادمة من باطن الأرض. وبسبب المنحنيات المختلفة في باطن الأرض وسمك الأرض وغلاف بخاري سمكه مترين فوق البحيرة كلها عوامل ساهمت في المحافظة على المياه من التجمد. والبحيرة كلها تتمتع بدرجة حرارة ثابتة. والمياه الطبية تخرج من الكهوف والينابيع الطبيعية المتواجدة على السطح والتي تتدفق بمعدل 410 لترات في الثانية وبدرجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية. ووفقاً لهذه المعطيات فإن المياه في البحيرة تتغير كل ثلاثة أيام ونصف اليوم الأمر الذي يحافظ على نظافتها ونقاوتها.
4 فصول في «هيفيز»
وبحيرة هيفيز تعاكس كل المنتجعات في العالم فهي ترحب بالسياح والزوار في كل موسم. ففي فصل الربيع يتوافد عشاق هذه البحيرة وتستقبلهم ببساط من الأزهار التي تغري الجميع بنزهات على الأقدام والتمتع بالمناظر الطبيعية التي تريح البصر وتبهج النفس والروح وتزيح عنهما هموم ومشاغل الحياة.
وفي الصيف يمكن للسياح التمتع بحمام منعش داخل البحيرة، حيث تتوفر أيضاً بركة خاصة للأطفال وهناك الكثير من البرامج والفعاليات الممتعة للجميع، كما أن فصل الخريف لديه الكثير الذي يغري السياح بالبقاء والتمتع بأجواء البحيرة.
وفي الشتاء يمكن مراقبة الثلوج المتساقطة التي تغطي المساحات المحيطة بالبحيرة والتي تشكل ستارة بيضاء. أما الصيف فيمكن فيه للسائح التمتع داخل البحيرة في المياه الساخنة.
الاستقرار البيولوجي للبحيرة مثبت علمياً من خلال درجة الحرارة الثابتة للمياه على مدار العقود والسنوات الماضية والتي لا تقل درجتها عن 24-26 درجة مئوية حتى في شهور الشتاء.
وتستفيد المنطقة من جاذبية الغابات المحيطة بها فهي تقع في محمية طبيعية، حيث تسيجها الغابات من كل مكان وتحميها من الرياح، كما أن بخار الماء يعمل دوماً على تنقية الهواء في البحيرة على مدار العام ويعزز من جاذبيتها للسياح وخصوصاً عشاق الهدوء والسكون بعيداً عن الغبار والحساسية.
وتختلف بحيرة هيفيز عن باقي المنتجعات الصحية في العالم بموقعها الفريد فهي لا تقع مثلاً على أرض بركانية بل في حوض عشبي مليء بالمياه الغنية بأملاح الكالسيوم والمغنيسيوم والهيدروجين التي تجعل منها علاجاً مثالياً للعديد من الأمراض الرئوية والجسدية. وتعمل هذه التركيبة العجيبة للمياه على تحفيز إنتاج الهرمونات التي تؤثر على غدد الادرينالين والتي تسمح للمواد في الجسم بتقليل التوتر. كما أن المياه داخل البحيرة تحمل تأثيراً إيجابياً على معدلات الاستروجين في الجسم والتي تسهم في علاج الكثير من الأمراض المزمنة. الضغط الهيدروستاتي المتعلق بتوازن الموائع التي يوفرها الحمام داخل البحيرة يمثل علاجاً مثالياً لتحسين تدفق الدورة الدموية، كما أن درجة حرارة المياه تغري بالبقاء داخلها.
كما أن البحيرة لديها سطح طيني يعد فريداً في العالم ويشبه تأثيره المياه داخل البحيرة وخاصة من حيث تأثيره الإيجابي على الجهاز العصبي وتحفيز تجديد وإنتاج الخلايا والأيض. كما مكونات الطين تحتوي على العديد من العناصر المفيدة للجسم والجلد وتعزز من حيويته ونعومته.
ويوجد هناك أيضاً برامج علاجية متنوعة للعديد من الأمراض من خلال مستشفى وعيادة طبية متخصصة في هذه العلاجات. وتحتوي المنطقة أيضاً على فنادق عدة تقدم أيضاً علاجات مستوحاة من مكونات الطبيعة في بحيرة "هيفيز".
سياحة وعلاج
والعلاج في بحيرة هيفيز لا يقتصر فقط على الأمراض البدنية والنفسية ولكنه يشمل أيضاً حماية الجسم ومكوناته والمحافظة عليهما من خلال برامج اللياقة المتنوعة التي تقدمها العيادات هناك وحتى الفنادق والتي تشمل العلاج بالطين والمياه والتمارين الرياضية المبتكرة التي تلقى طلباً كبيراً من الزوار من مختلف أنحاء القارة الأوروبية.
فهناك علاجات بالتمارين الرياضية وأخرى لجمال الجسم وثالثة للتخلص من الضغط العصبي والنفسي وغيرها.
لكن الأمر يتعدى أيضاً ليشمل تمارين رياضية في أجواء طبيعية ساحرة يمكن للزائر أن يمارس رياضة الدراجات الهوائية وركوب الخيل والألعاب الرياضية مثل الغولف والرياضات المائية في أماكن مخصصة لكل نشاط، الأمر الذي يعزز مفهوم السياحة والعلاج في مكان واحد وأجواء مثالية. والأمر يتعدى ذلك ليشمل التمتع بالمطبخ الهنغاري الغني بمكوناته ومنها طعام "غولاش".
كما تقام في المنطقة العديد من البرامج الثقافية والفنية والترفيهية للسياح ومنها المهرجانات الموسيقية والفنية والمعارض المتنوعة والفعاليات الأدبية.
بحيرة هيفيز
أكبر بحيرة مياه معدنية في العالم وتقع في منطقة بحيرة بالاتون غرب هنغاريا وقريبة من الحدود مع النمسا ولذلك يقصدها الكثير من السياح الألمان. ويمكن الوصول للمنطقة بالطائرة عبر العديد من مدن ومطارات أوروبا الكبير مثل لندن وفرانكفورت. وترتبط بالمطار بطريق يبعد 15 كم عن المدينة التي يحيط بها أكثر من 17 هكتاراً من المساحات والغابات الخضراء. وتضم المنطقة كذلك فنادق متنوعة من فئة خمسة نجوم وحتى الفنادق الصغيرة التي تلائم مختلف احتياجات السائح وميزانيته.