الكويت تفتتح سلسلة معارض روائع الشرق القديم في دار الآثار الاسلامية بمشاركة عالمية
الكويت " المسلة " … اكد وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح وفاء الكويت لتراثها الاسلامي وآثارها القديمة معتبرا احتضان دار الآثار الاسلامية أربعة معارض تضم روائع التحف وكنوز الحضارات الانسانية والعصور القديمة "ترجمة" لذلك الوفاء.
جاء ذلك في كلمة للشيخ سلمان افتتح بها الليلة سلسلة المعارض التاريخية (روائع الشرق القديم) ممثلا امير البلاد وسط حضور رسمي وشعبي تقدمه وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الاحمد الصباح و حرم رئيس جمهورية المالديف الهام حسين ووزير الثقافة والارشاد الايراني سيد محمد حسيني و وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي ال خليفة.
وقال الشيخ سلمان في كلمته في حفل افتتاح المعارض المقامة في دار الاثار الاسلامية بالمركز (الأمريكاني) الثقافي الذي حضره ايضا رؤساء البعثات الدبلوماسية لدى الكويت وخبراء في التراث والحفائر الأثرية من متاحف عالمية ان الكويت بدأت نهضتها الحضارية والثقافية قبل أكثر من مئة عام "وهي وفية لتراثها الاسلامي وآثارها القديمة". وافاد بانه اذا "لم نحافظ على تراثنا فلا مستقبل لنا وتراثنا هو حريتنا التي تميزنا عن الآخرين بل هي من يفرض احترام الآخرين لنا ويقربنا منهم" مضيفا ان "من واجبنا ان نتناقل هذا التراث كحافز للأجيال الصاعدة وحفاظا على هويتهم". واعرب عن تقديره لجهود المشرفة العامة لدار الآثار الاسلامية الشيخة حصة صباح السالم الصباح "والدور الايجابي البارز الذي تقوم به من خلال أنشطة الدار التي جالت ومازالت تجول العالم لأكثر من 30 عاما مما رفع الكويت لمصاف الدول التي تعنى بالتراث الانساني والعربي والاسلامي" مشيدا بدعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب متمثلا بأمينها العام علي اليوحة لانجاح هذه الفعالية وتنظيمها.
وعبر عن الامل بأن تتحقق الأهداف المرجوة من المعارض لصالح العناية بالآثار الإسلامية على مستوى عالمنا المعاصر "آملين في المستقبل القريب أن نعمل على بلورة استراتيجية عربية وإسلامية تهدف الى نشر الاهتمام بثقافتنا وآثارنا على مستوى الناشئة والشباب وهو شيء لن يتحقق دون جهودنا جميعا".
من جانبها قالت الشيخة حصة صباح السالم الصباح في كلمتها ان هذه السلسلة من المعارض هي محاولة لربط "دهشتنا وتقديرنا لإنجازات الماضي الرائعة بولعنا وشغفنا بالمستقبل" مضيفة ان الانسان هو العامل المشترك بين الماضي والحاضر والمستقبل "واشعر بالامتنان لكون حاضرنا مدركا وكونه كهمزة الوصل في استحضار الماضي والتطلع المحفز بالثقة للمستقبل".
وذكرت الشيخة حصة "ان ادراكنا هذا يقودنا الى القاء الضوء على ما لدينا من ثروات حضارية في منطقتنا بمجموعة مختارة ورائعة لتحكي قصة التفاعل الحضاري والهام الكويت تلك الرقعة الصغيرة القابعة على ضفاف الخليج والعالم الأوسع". واضافت ان ذلك العالم سادت فيه حضارات افرزت للبشرية الكتابة والقوانين والنظم الإدارية كحضارة بلاد الرافدين وامبراطورية الإخمينيين وفضاء بختيريا وعالم الإسكندر العظيم "والتي تمثلها تحفة فنية معارة من متاحف دول شقيقة وصديقة لتشاركنا الاحتفاء بالتراث الفني للعالم القديم في هذه السلسلة من المعارض".
واوضحت ان هذه المشاركة "تذكرنا ان التراث هو محصول انساني ورسالة من الماضي للمستقبل ولغة يفهمها ويستقبلها الجميع" مشيدة بكل من شارك في انجاح اقامة هذا المعرض والدول المشاركة بمتاحفها الوطنية وتحفها المميزة وهي العراق وإيران وأفغانستان واليونان.
واشتملت سلسلة المعارض على أربعة معارض الأول تحت عنوان (الدر المكنون في عالم الفنون) وهو معرض يحتفي بفنون ترتبط بالقرآن الكريم من خلال مجموعة من التحف نظمت وفق تسلسل زمني يبدأ من القرن الأول للهجرة حتى القرن الثاني عشر للهجرة و يغلب على التحف المخطوطات القرآنية وأعمال فنية أخرى كزمردة منقوشة بالكتابات وتحف خزفية وخشبية وأخرى مصنوعة من المعادن.
وحمل المعرض الثاني عنوان (روائع الشرق القديم) ويضم أكثر من مئة تحفة من بدائع ما تحتويه مجموعة الصباح يعود تاريخها للفترة بين الألف الرابع قبل الميلاد والقرن السابع الميلادي وينقسم زمنيا الى أربعة أقسام هي العصر البرونزي والعصر الحديدي والعصر الهلنستي وفنون المرحلة المتأخرة من العصر القديم.
والمعرض الثالث المعار من متحف الكويت الوطني بعنوان (الكويت في الشرق القديم) هو نتاج الحفائر الأثرية في جزر فيلكا وأم النمل وعكاز ويعرض قطعا أثرية نفيسة يعود تاريخها الى الألف الثالث قبل الميلاد وتمثل حضارة ديلمون والحضارة الهلنستية وتحتوي على أختام ومجسمات "تعيد الحياة لقصص فاضت بها كتب التاريخ". أما المعرض الرابع (تحف من الشرق القديم) فهو عبارة قطع معارة من أجمل التحف وأكثرها تميزا من كل من متحف أفغانستان الدولي ومتحف بيناكي في اليونان ومتحف إيران الوطني ومتحف العراق الوطني.
ويضم المعرض تحفة من أفغانستان تتمثل في بقايا سلطانية من الفضة تعود الى 1900-2200 قبل الميلاد عثر عليها في تل فلول شمال شرق أفغانستان فيما تشارك اليونان بتمثال تراكوتا يعود تاريخه الى 250-300 قبل الميلاد وتشارك إيران بمجمرة من البرونز تم العثور عليها في موقع أرجان جنوب شرق إيران وتعود الى القرن الثامن قبل الميلاد أما العراق فقدمت على سبيل الاعارة تمثالا برونزيا هو رأس الإله ديونيسوس الذي يعود للقرن الأول الميلادي.
المصدر : كونا