مشاركون في مؤتمر آثار البحر الأحمر: السعودية مؤهلة لأن تصبح مركزاً لدراسة الآثار البحرية
الرياض "المسلة" … أكد مشاركون في "المؤتمر السادس لآثار وتراث البحر الأحمر: دروس الماضي وآفاق الحاضر والمستقبل"، الذي عقد في مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة تبوك، مؤخراً، أهمية المؤتمر في إثراء الدراسات والبحوث الخاصة بالبحر الأحمر والتي تعد قليلة جداً، مشيرين إلى أن المؤتمر عقد هذا العام في المملكة العربية السعودية، وهي أول مرة يعقد فيها خارج أوروبا.
وأوضحوا أن المملكة مؤهلة لأن تكون مركزاً لدراسة الآثار البحرية في البحر الأحمر، وبخاصة أنها أكبر دولة مطلة على البحر من الناحيتين الجغرافية والبيئية، كما يوجد بها عدد كبير جداً من الأنشطة المتعلقة بالبحر، مثل صناعة السفن وصيد اللؤلؤ، ولديها مقومات بشرية ومادية وبيئية تسمح لها بأن تكون مركزاً لتلك الدراسات، مشيرين إلى الأهمية الكبيرة للآثار السعودية بالنسبة للتراث العالمي والإسلامي.
وقال البروفيسور دايونيسيوس آجيوس أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة اكستر البريطانية، إن المؤتمر هو امتداد لسلسلة المؤتمرات التي بدأت في عام 2002، وقد أقيم هذا العام في المملكة العربية السعودية، وهي المرة الأولى التي يقام فيها خارج أوروبا، وهو يهدف إلى إثراء الدراسات الخاصة بالبحر الأحمر، التي تعد قليلة جداً.
وأضاف آجيوس وهو عضو اللجنة المنظمة للمؤتمر "شاركت قبل عامين في إجراء بحوث حول الغوص واللؤلؤ في جزيرة فرسان بمنطقة جازان، وقمنا بالغوص مع الغواصين وتدوين المصطلحات، وتحدثنا مع الغواصين وتجار اللؤلؤ، كما قمنا برصد وتوثيق ودراسة الأهازيج التي كان يؤديها البحارة خلال أيام الغوص للبحث عن اللؤلؤ، وهناك مصطلحات كثيرة لا توجد في القواميس القديمة أو الحديثة، فهي مفردات غير مكتوبة، وفي حالة عدم توثيقها ستندثر".
من جهته، قال مدير مركز الآثار البحرية والتراث الثقافي الغارق بجامعة الإسكندرية مدير اللجنة الدولية للتراث الثقافي الغارق الدكتور عماد خليل، إنه شارك ببحث في المؤتمر بعنوان "معالم الآثار البحرية في المملكة العربية السعودية"، تناول الإمكانيات المتاحة للمملكة التي تؤهلها لأن تكون مركزاً لدراسة الآثار البحرية، لاسيما أن لديها مقومات بشرية ومادية وبيئية تسمح لها بأن تكون مركزاً لتلك الدراسات.
وأشار إلى أن "المملكة هي أكبر دولة مطلة على البحر الأحمر من الناحيتين الجغرافية والبيئية، كما يوجد بها عدد كبير من الأنشطة المتعلقة بالبحر، مثل صناعة السفن وصيد اللؤلؤ، والمملكة لديها الإمكانيات التراثية والجغرافية التي تسمح لها بأن تكون مركزاً لدراسة الآثار البحرية في البحر الأحمر، خصوصاً أن الدراسات المتعلقة بالبحر محدودة جداً".
وتابع خليل "على سبيل المثال دراسات السفن الغارقة في البحر الأحمر، ولا توجد جهة علمية تدرس هذا المجال"، مشيراً إلى أن "الهدف من بحثه هو تشجيع الجامعات السعودية والمعاهد البحثية على إدخال هذا التخصص العلمي المنتشر في أكثر من 30 دولة على مستوى العالم ضمن مقرراتها، وتدريب الشباب السعودي على الغوص وانتشال السفن الغارقة واستكشافها، وترميم الآثار الغارقة".
أما الأستاذ في جامعة فيليبس ماربرك الألمانية الدكتور رالف بيترسون، فاعتبر أن المؤتمر فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر حول بيئة وآثار البحر الأحمر، مشيراً إلى أنه عرض خلال المؤتمر نتائج العمل الميداني في مسح الآثار الغارقة بالسواحل المقابلة لمدينة جدة، والذي تم من خلال اتفاقية التعاون المشترك مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، مشيداً باهتمامات المسؤولين السعوديين بآثار وبيئة البحر الأحمر، معرباً عن أمله في أن تصل الدراسات الخاصة بالبحر الأحمر إلى مرحلة متقدمة مثل الدراسات الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط.
وعبر ماربرك عن سعادته بوجوده في المملكة وتعامله من أهلها، مشيراً إلى ترحيبهم بالضيوف والزوّار.
من ناحيته، أعرب الأستاذ بجامعة سانتا دروس في اسكتلندا المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط في العصور الوسطى الدكتور اندريو بيكوك، عن سعادته بزيارة المملكة لأول مرة والمشاركة في هذا المؤتمر، وقال إنه قدم ورقة علمية تناولت طريق جدة في القرن السادس عشر الميلادي.
وأكد أهمية الآثار السعودية بالنسبة للتراث العالمي والإسلامي، وقال "أعتقد أن هذه الآثار مهمة جداً، ولا بد أن تنال المزيد من الاعتراف العالمي، ويوجد في المملكة آثار من العصور الإسلامية، وآثار مهمة للغاية من فترة ما قبل الإسلام، والعالم لا يعرف قيمة هذه الآثار، ولا بد أن يتم التعريف بها بصورة أكبر".
أما الدكتور مايكل ماكدونالد الأستاذ في جامعة أكسفورد بقسم الحضارات الشرقية في تخصص النقوش في الجزيرة العربية قبل الإسلام، فأوضح أنه قدم ورقة علمية عن دراسة لنقش عثر عليه أخيراً بالقرب من تيماء، مشيراً إلى أن "أهميته تعود إلى ذكر اسم "مدين" لأول مرة في النقوش بالجزيرة العربية قبل الإسلام، ومن المهم أن تكون لدينا وثيقة مكتوبة تذكر اسم مدين".
وحول الآثار والتراث في المملكة قال ماكدونالد "تمثل المملكة أهمية كبرى في التراث العالمي، لأنها لعبت دوراً كبيراً في الحضارات القديمة، وكانت الجزيرة العربية معبراً مهما لتجارة البخور، حيث كان البخور السلعة الاقتصادية المهمة في الحقب السابقة، ويشبه البترول حالياً، لذلك فقد ساهمت المملكة دائماً في التأثير على الحضارات"، مشيراً إلى "المملكة غنية بالنقوش الصخرية في مناطقها المختلفة، وكمية النقوش تدل على أن المجتمع كان متعلماً ويستطيع الكتابة، كما أن هذه النقوش تمثل نماذج لخطّ خاص بالجزيرة العربية، ودراسة هذه النقوش سيضيف الكثير من المعلومات عن المجتمعات في الجزيرة العربية".
وكان المؤتمر السادس لآثار وتراث البحر الأحمر، عقد في مركز الأمير سلطان الحضاري بمدينة تبوك، خلال الفترة من 5-11/5/1434هـ، الموافق 17-23/3/2013م، ونظمته الهيئة العامة للسياحة والآثار، وجامعة إكستر البريطانية، وجامعة تبوك، بمشاركة جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة جازان، وجامعة طيبة.