الآثار الإسلامية ملكٌ للبشرية
بقلم : تركي الدخيل … حين هدمت طالبان التماثيل البوذية في بدء الألفية، اعتبرت المنظمات العالمية هذه الفعلة اعتداء على التراث البشري. هذا الوصف يصح على أي استئصال لأي إرث متداول بشرياً على مر العصور. وسواء تعلق الأمر بالتراث الذي حظيت به الجزيرة العربية منذ قديم الزمان مثل مدائن صالح، أو من الآثار المرتبطة بالإسلام مثل الكثير من البقع الأثرية في كثير من جغرافيا الجزيرة، كما أن الآثار البوذية والأندلسية أصبحت ملكاً للبشرية، وها هي الآثار في الأندلس مع أنها من إبداعات المسلمين غير أن الاكتساح المسيحي لم يشوهها بل حافظ عليها، رغم ما أريق من دماء، وما أزهقت من أنفس!
جاء الحفاظ عليها انطلاقاً من كون هذه الآثار ليست ضمن الحرب أو السلم بل هي ملك الناس وإرث البشر الذين هم شركاء في آثارهم. حسناً فعلت هيئة السياحة وهي تصرّح بالتركيز على المتاحف والحفاظ على الآثار، حيث كشف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان عن مشروع شامل لتطوير متحف تاريخ مكة المكرمة، يكون مقره في قصور المعابدة بمكة المكرمة التي استلمتها الهيئة أخيرا، إضافة إلى التوسع في فتح وتشييد أعداد كبيرة من المتاحف الإقليمية والمتاحف الأخرى في عدد من مدن ومناطق المملكة الأخرى!
الأمير سلطان قال: "المملكة تزخر بتاريخ إسلامي مجيد وهي مهد الحضارات المتعاقبة عبر التاريخ، وبلادنا لم تهمش حضارتها أو تاريخها، فاليوم نعمل بوتيرة منضبطة ومتوازنة وبتوجيهات مؤكدة من قادتنا ونجتهد على أن نستكمل هذه المسيرة من خلال تطوير المتاحف وبناء أعداد أخرى في عدد من مدن ومناطق المملكة"!
لا أستبعد أن تكون هناك مضايقات وعوائق ثقافية أو فكرية تحد أحياناً من صلاحية هيئة السياحة لأن تحيي الآثار أو تهتم بها، أو تنشئ المتاحف وتؤسسها؛ لكن هذه العوائق لابد من إزالتها من خلال الصلاحيات التنفيذية التي تتمتع بها الهيئة والممنوحة للهيئة أصلاً. بآخر السطر، الآثار ليست ملكاً لأحد على حساب أحد، بل هي للبشرية، وحدها قوى التطرف تهدم الآثار كما فعلت طالبان من قبل.