الماسح الضوئي في المطارات خطر يهدد السياحة.. بقلم : جلال دويدار
الماسح الضوئي في المطارات خطر يهدد السياحة
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين
ظلت السياحة لسنوات تعاني من التأثيرات السلبية للأعمال الإرهابية الإجرامية التي شهدتها بعض دول العالم سواء التي تعرضت لها مباشرة مثل حوادث خطف الطائرات أو تفجيرها أو التهجم علي السياح أو بشكل غير مباشر من خلال أعمال العنف والإرهاب وما يترتب عليها من احساس بانعدام الأمن والامان. ولان السائح يستهدف من وراء الرحلة التي يقوم بها قضاء إجازة توفر له الراحة والسكينة والاستمتاع بالطقس أو البحر أو المعالم الأثرية والحضارية فانه لا يمكن بالطبع ان يكون مستعدا للمخاطرة بحياته.
> > >
وفي السنوات الأخيرة شهدت حركة السياحة نموا مطردا جعل منها ركيزة هامة جدا لاقتصاديات العديد من الدول منها الغنية والفقيرة علي السواء. كان العائد بالعملات الصعبة وفرص العمل حافزا للكثير من دول العالم للمنافسة من أجل ان يكون لها نصيب في هذه الكعكة السياحية. ولعل ما يؤكد هذا الواقع ان الولايات المتحدة دولة القطب الواحد التي تعد أغني دول العالم استطاعت ان تجذب بامكاناتها عشرات الملايين من السياح خلال سنوات قليلة حققوا لها دخلا يقدر بعشرات المليارات من الدولارات تحصل عليها من تنظيم الرحلات والاقامة بالفنادق ومشتريات السياح. ويُقدر عدد الوظائف التي خلقتها هذه الصناعة داخل الولايات المتحدة بحوالي ٠١٪ من عدد الوظائف المتاحة.
ولقد ضاعف من الإقبال السياحي علي الولايات المتحدة من كل دول العالم خاصة أوروبا الانخفاض الذي طرأ علي العملة الوطنية الدولار في مقابل اليورو الأوروبي والجنيه الاسترليني مما جعل رحلة السائح مغرية للقيام بها خاصة وان عناصر الجذب متوافرة في نظرة للتنوع في الطقس وموقع أمريكا الجغرافي وأيضا ما يتعلق بالمسطحات المائية علي المحيطات والخلجان والبحيرات.
> > >
وبعد سنوات من الهدوء والازدهار السياحي عاد الإرهاب ليطل من جديد وهو ما تجسد في ضبط محاولة تفجير احدي طائرات الركاب الأمريكية بواسطة شاب نيجيري استقطبته منظمة القاعدة الإرهابية كانت المصادفة وراء فشل هذه المحاولة التي جرت قبل هبوط الطائرة في مطار »ديترويت« الأمريكي قادمة من امستردام. رغم ان هذا الإرهابي النيجيري رهن المحاكمة حاليا والتي من المتوقع ان تصدر حكما بسجنه مدي الحياة.. الا أن تداعيات هذا الحادث تمثلت في الهواجس الأمنية والخوف من تكرار المحاولة ونجاحها. كان طبيعيا أن تنعكس عذه التداعيات بصورة خطيرة علي صناعة السياحة الوافدة والخارجة من أمريكا وكل الأسواق السياحية خاصة في ظل الاجراءات الامنية الاحترازية التي تم اتخاذها في العديد من الدول خاصة الولايات المتحدة.
> > >
ان اخطر هذه الإجراءات تلك المتعلقة باستخدام الماسح الضوئي لأجساد الركاب في كل المطارات الأمريكية وهو جهاز يعتمد علي الموجات الاشعاعية لاظهار التفاصيل من تحت الملابس بحثا عن أي مواد خطرة يمكن استخدامها في عمليات تفجير الطائرات.
من المؤكد ان نسبة كبيرة من المسافرين معظمهم من السياح لن يقبلوا بتعرضهم لهذه الاجهزة التي ستكشف عوراتهم خاصة النساء. وبناء علي المعلومات المتوافرة عن عمل هذه الاجهزة فان رعايا دول كثيرة خاصة الدول العربية والإسلامية والذين يدخلون ضمن فئة السياح سوف يمتنعون عن السفر أو التفكير في القيام بأي رحلات سياحية إلي الدول التي ستستخدم هذه النظم تجنبا لتعرضهم لهذا العمل الفاضح.
ان ما يزيد القلق من استخدام أجهزة الماسح الضوئي في تعرية المسافرين ما صدر من تحذيرات حول إمكانية استخدام الافلام والصور في أعمال غير اخلاقية من جانب بعض ضعاف النفوس من العاملين عليها. انطلاقا من حالة القلق التي تسود نتيجة هذه التوقعات ولاعتبارات تتعلق بالاخلاق والقيم والتقاليد فانني ومعي الكثير من خبراء السياحة نري ان هذه التطورات مبرر للتشاؤم بالنسبة لحركة السياحة العالمية وربنا يستر.