متحف لتراث جربة العريق
تونس / المسلة
تحتوي جزيرة جربة على تراث خصب يرويه تاريخ الجزيرة التي تعاقبت عليها الحضارات لتجعلها جزيرة الأحلام وهذا التراث تجسّد في متحف للتراث التقليدي ،ويعتبر هذا المتحف وسيلة تمكّن الزائر من التعرف على تاريخ الجزيرة وعلى سكانها وما تلاحق عليها من حضارات ثم يغوص شيئا فشيئا في تراث هذه الجزيرة فيعيشه وقد ينصهر فيه، فقد تعرّض هذا المتحف إلى أدق تفاصيل الحياة “الجربية” وتضمن عينات من التراث المعماري وفنون العيش والحياة الأصيلة.
وينقسم المتحف إلى ثلاثة فضاءات خصص الفضاء الأول لإبراز خصائص الحياة الزراعية في الجزيرة حيث اعتمد السكان على عدة وسائل فلاحية مثل المحراث التقليدي ومحراث لتقليب الأرض ولجرش الزيتون كان السكان يستعملون معاصر لولبية.
وجاء لون الفضاء الثاني أزرقا محيلا إلى البحر الذي مثل الأفق الثاني لسكان الجزيرة الذين استعملوا قوارب خاصة لصيد الإسفنج ومختلف أصناف السمك ليتم بيعه على طريقة “الشك” أو المزايدة كما تبين ذلك في الصور والمجسمات والشاشات الموجودة في هذا الفضاء.
وتتواصل الرحلة ليصل الزائر إلى معرض الفخار بالمتحف حيث ظلت جربة ولقرون عدة المركز الوحيد لصناعة الفخار في الجنوب التونسي وتميزت بإنتاج مجموعة كبيرة من الأدوات المنزلية على غرار الجرة الكبيرة والأواني الصغيرة ولاستعراض أهم المراحل التي تمر بها هذه الصناعة الحرفية وقع تخصيص فضاء حرفي مختص في إعداد الفخار يقوم بتشكيل الطين ليصنع أواني ومحابس فخارية.
ويضطلع هذا المتحف أيضا بدور تعريفي يشمل المطبخ الجربي التقليدي احتوى على أدوات مطبخية كان أهل الجزيرة ولازالوا يستعملونها في الطبخ من بينها “الرحى العربي” والخابية وقد اشتهر أهالي جربة بإعداد أطباق شهية ومفيدة للصحة على غرار “المشلوش بالوزف” و”محمصة بالعصبان” و”كسرة مرفوسة” و”الزميطة دردورة”.
فقد صور المتحف المنزل الجربى والأنشطة الفلاحية والصيد البحري وطرقه الخاصة وصناعة الفخار وعادات الجربيين في التغذية والأكل التي تقوم على ما تتيحه الفلاحة البرية والبحرية للجهة.
كما اشتمل على نماذج من لباس المرأة وصناعة النسيج والمصوغ وعادات العرس التقليدي والموسيقى التقليدية الجربية.
ويذكر أن هذا المتحف الذي يمتد على مساحة مغطاة تبلغ 2000 متر مربع أنجز في إطار التعاون مع البنك العالمي للنهوض بالسياحة الثقافية بتكاليف بلغت 4 ملايين دينار ويشار إلى أن هذا المتحف يعد منتوجا هاما في السياحة عامة والسياحة الثقافية خاصة.
المصدر: خبار تونس