3 أشهر لاسترجاع قيمة تذاكر عملاء طيران البحرين
الدمام "ادارة التحرير" …. أكد مستثمرون في وكالات السفر والسياحة في السعودية، أن شركة طيران البحرين وبعد إعلانها توقف عملياتها كافة منذ الثلاثاء الماضي، أبلغت وكالات السفر والسياحة التي تتعامل معها، بأن استرجاع قيمة تذاكر عملائها الذين حصلوا على تذاكر عبر خطوط الشركة قد سيستغرق مدة زمنية ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر.
وقال لـ"الاقتصادية" خليل النشمي، مدير وكالة (كانو) للسفر والسياحة في الدمام: إنه وفور إعلان طيران البحرين وقف عملياتها ابتداءً من الثلاثاء الماضي تلقت مكاتب السفر سيلاً من الاتصالات من قبل عملاء لديهم حجوزات وتذاكر عبر طيران الخليج يستفسرون عن كيفية استرجاع قيمة تذاكرهم التي حصلوا عليها عن طريق مكاتب السف، مشيراً إلى أن كثيراً من العملاء الذين لديهم تذاكر بقيمة تفوق تسعة آلاف ريال وجدوا أنفسهم في ورطة الآن، حيث يصعب عليهم الحصول على حجوزات جديدة عبر خطوط طيران بديلة، وحتى وإن تمكنوا من ذلك، فإن إنفاق مبلغ مماثل لشركاء تذاكر جديدة يعتبر في حد ذاته معضلة كبيرة قد ترهق ميزانيهم التي وضعوها لقضاء إجازة الربيع المقبلة.
في حين قال أنور الحماد، مسؤول في إحدى وكالات السفر والسياحة في الخبر: إن العملاء الذين تمكنوا من عمل حجوزات وسداد قيمة تذاكرهم عن طريق الإنترنت هم من سيعانون أكثر؛ لأنهم ليس لديهم بديل لاسترجاع قيمة تذاكرهم إلا من خلال الشركة نفسها والتي تواجه الآن مصاعب مالية كبيرة يصعب معها الوفاء باسترجاع هذه المبالغ.
وأوضح النمشي، أن عدد مسؤولي وكالات السفر في السعودية أجروا اتصالات بإدارة الشركة في البحرين للاستفسار عن حقوق عملائهم الذين لديهم تذاكر سفر عبر طيران البحرين حصولاً عليها لقضاء إجازة الربيع في آذار (مارس) المقبل، مبيناً أن الإدارة المالية في الشركة أبلغتهم أن استرجاع هذه المبالغ قد يستغرق ما بين شهر إلى ثلاثة أشهر.
وأضاف: "مبالغ التذاكر في حوزة طيران البحرين ونعمل على استرجاعها وعلى العملاء أن يتفهموا هذا الأمر، وبخاصة أن كثيراً من العملاء يعتقدون أن وكالات السفر هي من يتحمل استرجاع هذه المبالغ فورا".
وبيّن أن هناك أسراً سعودية ومقيمة دفعت مبالغ مالية تصل إلى تسعة آلاف ريال كقيمة تذاكر تم الحصول عليها من طيران البحرين، وأن استرجاع هذه المبلغ يحتاج إلى قرابة ثلاثة اشهر، حسب إفادة الإدارة المالية في طيران البحرين، مشيراً إلى أن هذه الأمر سيتسبب في ربكة كبيرة لهذه الأسر والتي تحتاج إلى مبالغ مماثلة للحصول على تذاكر جديدة على خطوط طيران أخرى. وأضاف النشمي، أن مكاتب السفر والسياحة شهدت خلال أمس ضغطاً كبيراً من قبل الراغبين في عمل حجوزات جديدة بعد توقف عمليات طيران البحرين، إلا أن أغلب الوكالات اعتذرت لهم في الوقت الحالي عن إجراء أي حجوزات جديدة نتيجة عدم قدرتها حجوزات جديدة.
وبيّن أن أسعار التذاكر عبر طيران البحرين كانت مناسبة وتنافسية إلى حد ما؛ لذا وجدت إقبالاً كبيراً من قبل الراغبين في قضاء إجازة الربيع، موضحاً أن مكاتب السفر ستواجه بسيل من الراغبين في عمل حجوزات جديدة عبر خطوط أخرى.
في المقابل، قال لـ "الاقتصادية" أنور الحماد: إن عملية استرجاع قيمة التذاكر للعملاء تختلف باختلاف الطريقة التي تم الحصول عليها على التذاكر، مشيراً إلى أن وكالات السفر والسياحة تعد المسؤولة عن استرجاع هذه المبالغ للعميل إذا كان العميل حجز هذه التذاكر من إحدى هذه الوكالات، مبيناً أن الوكالة في هذه الحالة تطالب الشركة برد هذه المبالغ، أما إذا حصل العميل على تذاكره عن طريق الحجز والسداد بواسطة الإنترنت، فإن عملية استرجاع قيمة التذاكر يكون من قبل الشركة مباشرة، وفي هذه الحالة يمكن أن يواجه العملاء مصاعب كبيرة لاسترجاع قيمة تذاكرهم في الحالات الاعتيادية، إضافة إلى ما تمر به طيران البحرين من ظروف ووضع مالي سيئ، حسب ما ذكرت في بيانها؛ لذا يتوقع الحماد أن تطول المدة الزمنية التي يتمكن فيها العميل من استرجاع قيمة تذاكره.
وأوضح الحماد، حسب النظام، فإن العملاء الذين قاموا بالحجز عن طريق الانترنت يفترض أن يتمكنوا من استرجاع قيمة تذاكرهم خلال مدة زمنية ما بين 14 يوماً و30 يوماً، في حين أن الذين حصلوا على تذاكرهم عبر مكاتب السفر والسياحة، فإن المدة المقررة لاسترجاع المبالغ في حال ألغيت الرحلة من قبل شركة الطيران تتراوح ما بين سبعة وعشرة أيام.
وأكد الحماد، أن وكالات السفر والسياحة منذ أمس بدأت تواجه ضغطاً كبيراً من قبل الراغبين في عمل حجوزات جديدة، بيد أن أغلبهم لم يتمكنوا من إجراء ذلك، وبخاصة أن معظم رحلات خطوط الطيران الأخرى تعتبر محجوزة بالكامل؛ لذا يتوقع ألا يتمكن كثير من الراغبين في قضاء إجازة الربيع المقبلة من عمل حجوزات جديدة، بالتالي قد يفضل أغلبهم قضاءها داخل السعودية.
وبيّن الحماد، أن طيران البحرين قد تلجأ إلى تعويض عملائها بتذاكر طيران جديدة عبر خطوط طيران أخرى، إلا أن ذلك لا يتوقع أن يتم في الوقت الحاضر.
من جانب آخر، ألمح مسؤول في إحدى وكالات السفر في الخبر ـ فضّل عدم ذكر اسمه ـ أن شركات طيران أخرى يتوقع أن تبادر إلى رفع قيمة تذاكرها حتى نهاية آذار (مارس) المقبل، وهي المدة التي تبدأ وتنتهي فيها إجازة الربيع، مضيفاً أن عدداً من شركات الطيران تعتبر توقف نشاط عمليات طيران البحرين فرصة مواتية لتحقيق مبيعات إضافية وكسب عملاء جدد. ولم يستعبد المسؤول جدولة رحلات إضافية لشركات طيران للاستفادة من هذه الأزمة التي خلقتها طيران البحرين.
وكان مسؤولو شركة طيران البحرين قد أعلنوا أخيراً حل الشركة والتصفية الاختيارية وتوقف عملياتها كافة، اعتباراً من الثلاثاء الماضي. وأرجعت الشركة الخطوة إلى تعنت وزير المواصلات البحريني، مشددين على أنه ومنذ توليه مسؤوليات الوزارة قام باستهداف الشركة وإلحاق أقصى درجات الضرر بشتى الوسائل من خلال رفضه لكل المبادرات التي قدمها مجلس الإدارة، إضافة إلى أنها خسرت أكثر من 33 مليون دينار بحريني من رأسمالها لمستثمرين بحرينيين وسعوديين.
وأوضحت الشركة في نقاط تفصيلية في بيانها الذي نشر على الموقع الإلكتروني أن سبب إقدامها على اتخاذ القرار يعود لأسباب عدة. وقالت إنه رغم كل المحاولات والمناشدات الكثيرة واليائسة التي قامت بها الشركة مع مختلف المسؤولين وعلى مختلف المستويات طيلة فترة السنتين الماضيتين، ولغاية تاريخه بهدف إنقاذ الشركة عن طريق طرح كثير من المبادرات، وبخاصة بعد الأزمة الأمنية والسياسية التي مرت بها البلاد في عام 2011 والتي ما زالت تداعياتها مستمرة ليومنا الحاضر، إلا أن هذه المناشدات والمحاولات التي لم تلق التجاوب المطلوب من وزير المواصلات قد تؤثر ـــ في رأينا ـــ في ثقة المستثمرين السعوديين والخليجيين للاستثمار في مملكة البحرين والتناقضات الكثيرة التي صاحبتها.