Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

smiLebanon.. حملة لتشجيع السياحة لم يبتسم لها لا السواح ولا التسوق!

 

smiLebanon.. حملة لتشجيع السياحة لم يبتسم لها لا السواح ولا التسوق!

 

بيروت "ادارة التحرير" … "لبنان بيحتفل على مدى 50 يوم وليلة، بالـ50%، لغاية 28 شباط".. عبارةٌ سمعناها كثيراً في حملة "smiLebanon" التي قامت بها وزارة السياحة لتفعيل شهر التسوق والسياحة واستقطاب السواح من الخارج. الحملة تضمنت "سلة" عروضات تتضمن تخفيضات على سعر بطاقات السفر الى لبنان والحجوزات في الفنادق، بالاضافة الى التصفيات الموجودة في المحال التجارية التي جرت العادة ان تطلقها هذه المحال بعد عيدي الميلاد ورأس السنة.

 

خطأ شركات الطيران؟

ورغم الحملة الاعلانية "الجميلة" التي شاهدناها على المحطات التلفزيونية اللبنانية وعلى الطرقات، إلا أنّ حملة "smiLebanon" لم تلقَ رواجاً واسعاً. ويوضح وزير السياحة فادي عبود، في حديث لـ"النشرة" ان "الارقام التي لدينا لا بأس بها دون أدنى شكّ، لكننا كنا نتمنى نجاحا أهم من الذي حققته الحملة". ويشير الى ان "الموضوع الاقليمي أمرٌ يعرفه الجميع لكننا مصرون على التحرك بجميع الاتجاهات لتحسين الاوضاع السياحية".

ويعتبر عبود أن مشكلة "سلة شهر التسوق" كانت ان شركات الطيران ربطت التخفيضات على اسعار بطاقات السفر الى لبنان بالحجوزات في الفنادق، ما يجعل اللبنانيين المهاجرين غير متحمسين للفكرة، لان من لديه منزل في لبنان لن يحجز في الفندق، وبالتالي لن يستفيد من العرض. لكن نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر يختلف مع عبود في هذا الرأي، ويعتبر ان "العرض يجب ان يكون "سلة" من شركات الطيران والفنادق، وذلك لتشجيع السياحة عبر الطيران والفنادق والمطاعم، وان لم يكن العرض مرتبطا بهذه الطريقة، فلن يأتي الى لبنان سوى اللبنانيون المهاجرون".

 

انعدام الحملات والاعلانات الخارجية أفشل smiLebanon..

ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق أننا "لم نلمس أي نتيجة لشهر التسوق في الفنادق"، ويشير الى ان اغلب الحجوزات كانت حجوزات عمل وليس سياحة، واغلبها لرجال اعمال سوريين مع آخرين اجانب لتعذر وصولهم الى سوريا للاجتماع هناك. لكن أمين سر نقابة اصحاب المطاعم طوني الرامي يرفض التحدث عن عائدات شهر التسوق على اصحاب المطاعم، ويقول في اتصال مع "النشرة": "لا اريد ان اتكلم بسلبية، الشهر لم ينته بعد، ويمكن ان يكون له نتائج ايجابية في الايام الباقية الى نهاية شهر شباط".

 

وفي سياق متصل، يوضح الأشقر، في حديث لـ"النشرة"، ان البلدان التي كانت غاية الحملة استقطاب السواح منها هي الاردن والعراق ومصر وتركيا، يسأل "ما هي الحملة الاعلانية التي جرت في هذه البلدان؟ وكيف عرف المهتمون بالمجيء الى لبنان في هذه البلدان بهذا العرض؟"، ويوضح ان هناك حوالي "130 مليون شخص في هذه البلدان، وليس بالضرورة ان يكونوا كلهم يشاهدون المحطات التلفزيونية اللبنانية"، ويعتبر ان "ايصال الرسالة والدعاية للحملة كان يجب ان تصل عبر المحطات العربية".

ويعتبر الاشقر ان "وكلاء السفر كان يجب ان يكونوا شريكاً استراتيجياً في الحملة، فهم من يستثمر في الوجهة السياحية، وكان يمكن ان تقوم الدولة بالمساهمة في حملاتهم الدعائية ليقوموا هم بدورهم بتشجيع السياحة الى لبنان"، ويستشهد بما "قامت به شركات الطيران التركية حيث انها قامت باعلان يظهر فيه اشهر لاعبي كرة قدم في العالم على الطائرة، وعلى متن الطيران التركي وفوق تركيا، لكن هذه الاعلانات لم تعرض في تركيا فقط، بل عرضت في العالم اجمع، وهذه هي الحملة التي كان يجب ان تحصل في لبنان".

 

"شهر التسوّل"؟!

وفي جولة لـ"النشرة" على سوق فرن الشباك، كنموذج للاسواق اللبنانية للاطلاع على نسبة المبيعات لدى التجار – (محلات الالبسة والاحذية والمجوهرات والورود) – ونسبة تأثر الشراء بشهر التسوق، كانت أغلبية ردود التجار الساحقة سلبية جداً، فتؤكد ميريلا خوري ان "المبيعات لم تزد ولم يحصل أي تغيير، وبالعكس، فنحن نعود الى الوراء"، وتشير إلى أنّ "القدرة الشرائية للمواطنين تضعف ونحن بالازمة الاقتصادية الى الوراء".

من جهته، يعتبر طوني اننا "لم نسمع بشهر التسوق أصلاً، ولم يشتر أحد الا المضطر"، بينما تسمي رنا عبلة "شهر التسوق" بـ"شهر التسول" في وصفها أنه سيء جداً. ويشير نقولا شلهوب الى ان الحسومات موجودة ويقوم بها التجار كل سنة، ويصف شهر التسوق هذا العام بـ"العادي".

ويؤكد جان شامي ان "لا سوق أبداً، وعمليات الشراء ضئيلة"، فيما يردّ فؤاد حرب على سؤال "النشرة" ممازحاً: "الزبائن بالصفّ يقفون!"، ويستطرد قائلا "البلد الى الوراء در".

من ناحيتها، تؤكد نوال ان الفرق بين هذه السنة والسنة الماضية كبير جدًا، حتى على عيدي الميلاد ورأس السنة. وترى ريتا ان شهر التسوق كان "عاديًا" في بدايته، لكنه عاد وانحدر لاحقاً، بينما تبقى منى عون متفائلة وتقول: "لكلّ محل زبائنه الذين لا يتخلون عنه. والحمدلله على كل شيء".

ويعتبر عبود أن "لبنان يعاني من عدة احتكارات والاقتصاد اللبناني ليس تنافسيا على عدة جهات، وهذا الامر له تأثيرات كبيرة، ونحن نحاول معالجتها"،
من جهة ثانية، وعن امكانية تمديد الحملة السياحية لما بعد نهاية شهر شباط لاستقطاب سواح أكثر، يعتبر وزير السياحة ان ذلك سيكون بلا قيمة "لان العروضات تكون عادة لفترة محددة فقط". ويرى ان "الجوّ الذي بثه البعض هو أن الاستسلام هو أفضل الحلول".

 

لعلّ "smiLebanon" حملة عاطفية جداً بالنسبة لنا كلبنانيين، نتأثر عندما نرى ذلك الطفل الذي يتأرجح ويرى الجندي والكبير والصغير يبتسمون له، ونأخذ جرعة من الامل عندما يقول لنا المعلق على الاعلان ان "ابتسامتنا بتغيّر كلّ شي".. لكنّ هذه الاعلانات لن تجعل قدرة اللبنانيين الشرائية أكبر، وهي أيضاً، لن تؤثر في الاجانب الذين لا يستطيعون مشاهدة هذا الاعلان اصلا..

لم تستطع الحملة أن تحصد "ابتسامة" السواح، أو رضا التجار.. السياحة في لبنان تتعرض لضربات قاسية في أكثر المواسم حصاداً – عيد الميلاد، رأس السنة، موسم الثلج، وعيد العشاق.. وشهر التسوق هذا العام كان الأسوأ منذ بدء الازمة الاقتصادية.. فهل أصبح اعلان حالة الطوارئ الاقتصادية ضرورياً؟

 

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله